فرنسا : قنصلية المملكة المغربية بتولوز تحتفي بالذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء.
سادس نونبر من كل عام تطل على الشعب المغربي داخل وخارج أرض الوطن ذكرى مرتبطة في الوجدان الشعبي بانطلاق المسيرة الخضراء، هذا الحدث الذي يعد من أبرز معالم التلاحم والترابط القائمين بين العرش العلوي والشعب المغربي.
احتفلت القنصلية العامة للمملكة المغربية بتولوز الفرنسية وسط أجواء بهيجة وحضور وازن بالذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء وفي أجواء من الحماس والتعبئة المستمرة واليقظة الموصولة حول القضية الوطنية الأولى هذه الملحمة الساطعة في مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الاستقلال والوحدة الترابية للمملكة المغربية.
تم افتتاح الحفل بالاستماع للخطاب الملكي بعدما تناولت الكلمة السيدة القنصل العام للمملكة المغربية بمدينة تولوز ذة. نادية تالمي مقدمة الشكر لجميع الحضور وسلطت الضوء على المشاريع الضخمة التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية بالصحراء المغربية من أجل الرفع من الدينامية الاقتصادية والمكاسب النوعية التي تحققت في ملف الصحراء المغربية، بفضل الدبلوماسية الاستباقية والجبهة الداخلية الموحدة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والدعم المتزايد من قبل المجتمع الدولي لمغربية الصحراء، مشيرة في هذا الصدد إلى أن مجموعة من الدول، منها عشرون تنتمي للقارة الأمريكية، بما فيها الولايات المتحدة الاميركية، إلى جانب ثلاثة أرباع البلدان الإفريقية، ودول أوروبية أخرى كبرى بما فيها فرنسا واسبانيا تدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تعتبر الحل الوحيد لهذا النزاع المفتعل.
وأضافت ذة. نادية تالمي أن الاحتفال بالذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء يشكل مناسبة مواتية للتعريف بهذه الصفحة المجيدة في التاريخ المعاصر للمملكة لدى الأجيال الشابة، ولتكريس قيم الوطنية، واحتفاء بهذا الحدث التاريخي البارز سطرت قنصلية المملكة المغربية بتولوز برنامجا خاصا لتخليد هذه الذكرى المجيدة حيث تم تقديم وثائقي عن المسيرة الخضراء مبرزا الدلالات العميقة للمسيرة الخضراء التي تعد واحدة من المعالم الخالدة في تاريخ المغرب المعاصر وملحمة حقيقية للشعب المغربي وراء العرش العلوي المجيد؛ بالإضافة الى عرض وثائقيين عن المدن الصحراوية لإبراز مظاهر التنمية التي تعرفها المناطق الجنوبية تحت ظل القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
السيدة القنصل العام عبرت عن اعتزازها وفخرها بما تقوم به الجالية المغربية والمجتمع المدني والكفاءات التابعة لقنصلية تولوز في جميع المجالات الاقتصادية، الثقافية والسياسية من جميع الأطياف من أجل توطيد العلاقات بين المغرب وفرنسا، واشادت بالدور الذي تلعبه من أجل تقريب الإدارة من المواطن عن طريق المشاركة في القنصليات المتنقلة.
وتجدر الإشارة إلى أنه تمت مشاركة مجموعة من الجمعيات الفرنسية كجمعية “Aventure Air ” التي تنظم الرالي السنوي تولوز – طرفايا؛ وقد شاركت كذلك على سبيل المثال لا الحصر كفاءات و جمعيات و طلبة لدول افريقية كالنيجر وشتاد و البنين و السنغال.
تطرقت السيدة القنصل العام لبعض الرسائل المهمة التي جاء بها الخطاب الملكي السامي الأخير، الذي أشاد بوطنية المغاربة المقيمين بالخارج والتزامهم القوي بالدفاع عن الثوابت والمقدسات الوطنية ودورهم الكبير في المساهمة في مسيرة البناء والتشييد والتنمية التي تشهدها المملكة المغربية.
والذي تطرق فيه جلالته نصره الله وأيده إلى الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، والدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي، والنهضة التنموية، والأمن والاستقرار، الذي تنعم به الصحراء المغربية، وكانت لهجته شديدة وواضحة إلى من يستغل قضية الصحراء، للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي، ومن يستغل قضية الصحراء، ليغطي على مشاكله الداخلية الكثيرة، لقد حان الوقت لتتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها، وتوضح الفرق الكبير، بين العالم الحقيقي والشرعي، الذي يمثله المغرب في صحرائه، وبين عالم متجمد، بعيد عن الواقع وتطوراته، كما أشاد أيضا جلالته بروح الوطنية التي يتحلى بها المغاربة المقيمون بالخارج، وبالتزامهم بالدفاع عن مقدسات الوطن، والمساهمة في تنميته، والعمل على أن تشمل ثمار التقدم والتنمية، كل المواطنين في جميع الجهات، من الريف إلى الصحراء، ومن الشرق إلى المحيط، مرورا بمناطق الجبال والسهول والواحات.
واغتنم هذه الذكرى المجيدة، لاستحضار قسمه الخالد، وفاء لروح مبدعها، والده المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، وأرواح كل شهداء الوطن الأبرار.
العرس البهيج اختتم بحفل شاي أقيم على شرف الضيوف.
الصور ل : Crédits photo : Tran Dac-Phat