محطة التجدد التنظيمي لهيكلة مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين/المغرب
في سياق تطورات تاريخية جد دقيقة من مسار معركة وجود الأمة .. كل الأمة .. وليس فقط قضية فلسطين باعتبارها أم قضايا الأمة ..
وهو سياق معركة طوفان الأقصى المباركة بوجه الاحتلال الصهيوني ومن ورائه كل رعاته المؤسسين له على مدى 107 سنوات منذ وعد بلفور المشؤوم ..
معركة طوفان الأقصى التي شكلت نقطة تحول الصراع بين عهدين .. عهد النكبات والنكسات المرعية من دوائر التآمر العالمي والتخاذل الإقليمي.. وعهد وحدة الساحات المشتبكة مع العدو المحتل على قاعدة حرب التحرير الشعبية بوجه حرب الإبادة الجماعية..
في هذا السياق الذي انخرط فيه الشعب المغربي.. وما يزال .. في معركة موازية لطوفانِ الأقصى .. بطوفان حراك شعبي زاخر وعارم.. يأتي لقاؤنا اليوم في إطار مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.. كمحطة تتجاوز الإطار التنظيمي لتجديد و تحيين الهيكلة والمهام داخل السكرتارية الوطنية…الى كونه محطة تأمل وتمحيص في الرصيد النضالي المتراكم على مدى أكثر من 27 سنة منذ أواخر التسعينات .. تاريخ اطلاق هذه المجموعة المباركة .. الى اليوم… وتقييم الأداء الحالي .. واستشراف تحديات واستحقاقات الفعل الميداني على جميع الأصعدة والمستويات والجبهات …
فاذا كنا اليوم نقف على محطة هيكلية لتسليم واستلام مشعل منسقية المجموعة بين كل من الاستاذ المناضل المجاهد الكبير عبد القادر العلمي منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين على مدى قرابة تسع سنوات منذ 2015 .. والاستاذ الدكتور عبد الحفيظ السريتي الذي يتسلم مشعل المنسقية للمرحلة المقبلة باذن الله.. في إطار عمل جماعي تعددي منفتح وممتد شكل صلب العقيدة النضالية لكل مكونات المجموعة.. فإنه يجدر الوقوف على ما يلي:
لقد شكلت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وما تزال، الحضن الجامع للقوى والفعاليات السياسية والنقابية والمدنية والحقوقية الفاعلة بالساحة المغربية. ولا نغالي إذا سجلنا باعتزاز الأدوار الطلائعية التي تنهض بها المجموعة في ظروف عصيبة لإبقاء قضية فلسطين في صدارة الاهتمام الشعبي من خلال الأنشطة المختلفة التي تشرف على تنظيمها وتلقى استجابة واسعة في أوساط الشعب المغربي.
– تأتي هذه المحطة في إطار توجهات مجموعة العمل لاستدامة الفعل الشعبي النضالي .. وفي سياق وضع القضية الفلسطينية المتطور بشكل غير مسبوق وتنامي تحديات مصيرية للأمة، بهدف تصليب وتقوية أداء المجموعة انسجاما مع المسؤولية الملقاة على عاتقها واستجابة لمتطلبات المرحلة القادمة وتفاعلا مع استحقاقات واجب المقاومة كخيار مصيري.
– وهنا يصبح دور القوى الشعبية في المعركة مع العدو الصهيوني دورا حيويا وحاسما، فالتطبيع على سبيل المثال لا يمكن للقوى الشعبية التصدي له وإفشاله، إلا إذا كان فعلها قويا وذا مصداقية عالية ..
لذا فحضور القوى الشعبية في الساحات بنفس طويل، ونضالها على الجبهة التوعوية وسط مختلف الفئات المجتمعية، يشكل عائقا وسدا منيعا أمام مشاريع العدو الصهيوني.. هناك على أرض فلسطين.. وهنا على مستوى الوطن حيث ينتصب الواجب الوطني الفردي والجماعي للدفاع عن حوزة وسمعة ومصير البلاد ضد مشاريع التخريب الصهيوتطبيعية..
– إن تيارات الأمة العربية والإسلامية، مطالبة اليوم بإنهاء كل من شأنه صناعة و تأبيد حالة الانقسامات الذي يصب في مصلحة العدو، ورص صفوفها وتوحيد جهودها لرفع منسوب الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني، في ظل العدوان الصهيوأمريكي والمتواطئين معه. ..
…. هذا العدوان وهذا التواطؤ الذي شرع في تنزيل مخطط جديد يهدف إلى إخضاع الشعوب المناهضة لمشاريعه ومخططاته الإجرامية.
وفي هذا الإطار فإنه يتعين علينا جميعا .. سواء في مجموعة العمل.. او في كل الاطارات المدنية العاملة العمل على:
* تعميق الإيمان بقضية فلسطين باعتبارها قضية أمن وطني قومي في مواجهة المشروع الصهيوني، ومقاربتها كقضية وطنية تفرض واجب الانخراط في كل استحقاقاتها باعتبارها قضية مصيرية تهدد المغرب وفلسطين على حد سواء.
– تطوير النظرة وضبط الخطاب بخصوص الربط بين قضية فلسطين وقضية الوحدة الترابية لتفويت الفرصة على دعاة التطبيع والصهينة.. خاصة مع سياق مع بعد موجة التطبيع الأخيرة قبل 4 سنوات … والتي تم فيها تركيب أجندة التطبيع و الاختراق الصهيوتطبيعي مع قضايا الوطن الجامعة .. من وحدة ترابية و مجتمعية و بنية مؤسساتية… بشكل جد خطير
* وهو ما يلقي علينا مسؤولية تمنيع القضايا الوطنية وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية والتصدي للمساومة بينها وبين القضية الفلسطينية لتمرير وفرض التطبيع والصهينة.
* المبادرة والتعاون/الشراكة وجهان لعملة واحدة: إن وجود مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في صدارة النضال الفلسطيني لا يسقط مبدأ التشارك والانفتاح على كل القوى الفاعلة من مختلف الانتماءات الفكرية والسياسية. فالتشاركية كمبدأ يمتح مشروعيته من قيم الديمقراطية التي تستوعب الجميع ضمن تعددية في إطار وحدوي كتوجه استراتيجي ثابت لا يتبدل، ما دام مطلبا نضاليا تستدعيه القضية والمرحلة التي يمر منها الكفاح الفلسطيني.
إن اعتماد المقاربة التشاركية مع مختلف الأطراف ستساعد في الزج بها في أتون المعركة وإلزامها بتحمل المسؤولية.
– الحاجة إلى وضع استراتيجية انطلاقا من واقع القضية الفلسطينية، وتستوعب التحولات المحلية والإقليمية والدولية، وتتصدى للمخططات الهادفة لتحجيم ومحاصرة الفعل النضالي من أجل فلسطين.
* الاستمرار في اعتماد خيار الشكل التنظيمي القائم على الطابع المفتوح للمجموعة باعتبارها تضم فعاليات من توجهات وهيئات متعددة ومتنوعة وتظل منفتحة على مختلف الفاعلين.
– تطوير العلاقة بباقي المكونات والسعي للفعل الوطني المشترك
* تعبئة مختلف القوى الوطنية والمنظمات الفاعلة من أجل القضية
– تعزيز الانفتاح على الجامعة لدورها التاريخي المحوري في النضالات ولكونها مستهدفة عبر بوابة البحث العلمي بمحاولات التطبيع مع العدو الصهيوني، والسعي لتشكل رافعة أساسية لنضال المجموعة من خلال الهيئات الممثلة للأساتذة والطلبة.
– تمتين العلاقة مع الأدباء والمثقفين والفنانين من أجل استعادة أدوارهم في استنهاض الأمم والدفاع عن قيمها وحضارتها وتجنيبهم السقوط في قبضة العدو الصهيوني الذي يستهدفهم من خلال أبواب متعددة كالمهرجانات وشركات الإنتاج ودور النشر التابعة له.
– تعزيز علاقات التعاون والتنسيق مع الهيئات الإقليمية والدولية.
– تعزيز الترافع القانوني التشريعي لتحصين البلاد من كل ثغرات الاختراق التخريبية
– تفعيل الترافع المدني بشكل ممنهج و طويل المدى لتمتين حصانة المجتمع ضد كل سياسات الاختراق الصهيوتطبيعية التي قد يتولى تمريرها خدام التطبيع ضدا على الإرادة الشعبية للمغاربة…
– تقوية الترافع الإعلامي عبر كل المنابر و عبر تشبيك الروابط مع الأطر المهنية الوطنية والدولية لحماية السردية الوطنية المغربية سواء تجاه قضايا الوطن.. او تجاه قضية فلسطين وقضايا الأمة …
ان معركة طوفان الأقصى… و ما يجري اليوم من صمود أسطوري للشعبين الفلسطيني واللبناني.. ومعهما شعوب الأمة الداعمة .. لتجعل من واجب الرباط و تجديد الطاقات وتطوير الذات وتحسين الأداء … مسألة جد حيوية .. بل معركة وجودية لنا كوطن اولا .. ثم كأمة.. ثم كجزء من أحرار العالم .. ضد مشاريع الاستعمار الجديدة بكل اشكالها وتمظهراتها ..
ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.. وهي تشعل سمعتها ال28… فإنها تجدد التعبير عن مبادئها الناظمة لعملها النضالي :
* النضالية المتواصلة
* التعاون في إطار التعددية
* التشبيك المنفتح على كل احرار الوطن والأمة
* الليونة والاستيعاب التنظيمي الحاضن للفعل التعبوي والتأطيري المستمر .
الرباط 20 نونبر2024