هل تجاوز معالي الوزير الحدود…؟
بسم الله الرحمن الرحيم….وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم
استمعت لمقطع منسوب لمعالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، يتحدث فيه عن تتبع وزارة الأوقاف لمن يستعمل الخطب “المقترحة” من خطباء منابر المساجد المغربية في الإيالة الشريفة، وذكر أن 95 في المائة منهم يستعملونها، وأن 5 في المائة لا يفعلون، ووصف هذا بالمرض الذي ينبغي على العلماء أن يعالجوه….
——————-
إن صح هذا عنه…فقد تجاوز الوزير الحدود كثيرا …
أفليست الخطبة الواردة من “تسديد التبليغ” مقترحة غير إلزامية ؟ فلماذا إذن تتابعون بدقة !!! من يستعملها ومن لا يستعملها؟ …ثم كيف تتبعون ذلك “بدقة”؟ ثم من يضمن هذه “الدقة”؟
أفليس في الـ5 في المائة علماء وباحثون ودكاترة مؤهلون لإعداد خطبهم، والتي قد تكون أنسب وأفضل وأبلغ لمخاطبيهم لأسباب موضوعية ثقافيا واجتماعيا؟ فلماذا الحديث عن “مرض” يحتاج لعلاج العلماء…هل العلماء عندك محصورون في “المجالس العلمية”؟
لماذا لا يحسن وزير الأوقاف الظن بهؤلاء الـ 5 في المائة، ويعتقد أنهم لا يتركونها بقصد سوء، بل لأن عندهم برنامجا سنويا يتبعونه، أو لأن خطب “تسديد التبليغ” لا تناسب مخاطبيهم، أو لأنهم مقاصديون في تعاملهم مع تلك الخطب “المقترحة”، فيأخذون جوهرها ويعيدون صياغتها بطريقة تناسب مخاطبيهم؟ ألم تقوموا بدراسة “دقيقة” للأسباب التي دفعتهم لذلك؟
لماذا لا ينتبه الوزير إلى أن في كلامه ما يشبه التحريش بين علماء المجلس العلمي وبين الخطباء؟ لماذا يومئ إلى أن هؤلاء الـ5 في المائة يقصدون مخالفة علماء المجلس العلمي الأعلى ويصف ذلك بـ”المرض”؟ ولماذا يقترح أن يكون العلاج من هؤلاء العلماء ؟ أليس هذا تحريشا بين فئتين متداخلتين متكاملتين متعاونتين من أهل “الأمن الروحي” للمغاربة كما يحلو له تسميته؟…لماذا صناعة هذا “الاحتراب” وخلق “الفرقة” وإشاعة “عدم الثقة” بين واضعي”تسديد التبليغ” وأهل التبليغ السديد ؟ ما الغرض من هذا؟
يسأل الوزير من يخاطبهم: من أين يأخذ هؤلاء الـ5 في المائة خطبهم…ما الذي يوجد في خطبهم مما يرضي الله تعالى من غير ما يرد في خطب “تسديد التبليغ”؟ وهل يظن وزير الأوقاف أن مرضاة الله تعالى محصورة فيها ؟ أم أن هؤلاء الـ5 في المائة يريدون مرضاة غير الله؟
لقد تجاوز معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الحدود كثيرا بهذا!!!!
ما يفعله معالي الوزرير غير مرضي، وغير مقبول.
سيفهم الـ 5 في المائة..بل وكثير من الـ95 أن ما يفعله معالي الوزير إرهاب وتخويف…وتخوين…وحاشا خطباء منابر مساجد الإيالة الشريفة أن يكونوا كذلك…
ما يفعله معالي الوزير خطير…
ورسالتي إلى “العم سام”…: اليوم نتساءل…وغدا سنجيب…
أيها”العم سام”…: مضى زمن “الله يجعل الغفلة بين البايع والشاري”…(الدكتور طارق المحمودي )