مجتمع

 *** عيب والله عيب يا سيد الوزير ***

 الدكتور محمد كافي يرد على وزير الأوقاف أحمد توفيق.
 *** عيب والله عيب يا سيد الوزير ***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عيب يا سيد الوزير أن تعتدي على الخطباء وتتطاول على ضعفهم عندك فتصفهم بالمرضى.
وجميع الوزراء في الكون كله مسؤولون عمن تحتهم في الدفاع عنهم، ودفع التطاول عليهم من المتطاولين. فلو تطاول عليهم أحد من عامة الناس لتوجهوا إليكم لإنصافهم ورفع الحيف عنهم. فإلى من يتوجهون اليوم لإنصافهم وأنت الظالم لهم الساب لمقاماتهم. وتعرف أن أكف الضراعة لمن يوجهها المظلومون إذا ظلموا. فعيب والله عيب يا سيد الوزير.
هل اختلاف طائفة من الخطباء معك في النظر لموضوع توحيد الخطبة يجعلهم مرضى عندك يا فخامة الوزير. عيب والله عيب يا سيد الوزير.
ومتى كان من ثوابت المذهب المالكي التوحيد في الفقه والفتوى… وهم مدارس مختلفة، وداخل كل مدرسة أنظار متعددة. عيب والله عيب يا سيد الوزير.
والمغرب إبان الاستقلال قد أرادته فرقة أن يحشر في زاوية رأيها، فانتفض المغاربة ضد هذا التضييق، وكانت حالة الاستثناء، ثم ضُمِّن في الدستور بأن الدولة تضمن لجميع المواطنين الحق في الاختلاف والتعددية في الرأي وإبدائه واعتناقه. عيب والله عيب يا سيد الوزير.
لقد خالفتم المذهب المالكي الذي هو ثابت من ثوابت الأمة المغربية سيد الوزير، وهو المذهب العظيم الذي لم يتضايق من أقوال جميع مذاهب أهل الإسلام، واعتبرها منه وإليه، وجعل ذلك أصلا من أصوله المعلومة، أسماها ب: أصل مراعاة الخلاف. عيب والله عيب يا سيد الوزير.
وتخالفون يا سيد الوزير دستور المملكة المغربية الذي خرج الناس في فبراير المعلوم للمطالبة بتعديله، فاستجاب الملك لآمال شعبه، وأنتم اليوم تريدون الإنقضاض على ما أجمعت الأمة عليه، وباركه عاهل البلاد. عيب والله عيب يا سيد الوزير.
ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد حاربت الغلو، وساندها خطباء المغرب في نشر الوسطية ومحاربة التشدد. أفتنقلب يا سيد الوزير إلى متطرف لما أنت مقتنع به، وتصيح أمام الميكروفونات الناقلة لصوتك وصورتك ضد المخالفين لكم: أنتم مرضى. عيب والله عيب يا سيد الوزير.
وإذا افتقدت من ينصحك لله ممن كانوا معك، ولم يقولوا لك كلمة حق تسعدك في أخراك قبل دنياك، فإننا نقولها إشفاقا عليك وأنت في أواخر عمرك لا تدري أي ساعة ستلقى ربك. ونذكركم بها وأنت في إقبال على الآخرة وإدبار عن الدنيا(81 سنة عمر السيد الوزير): إن ما نطقتم به في حق خيار هذه الأمة عيب والله عيب يا سيد الوزير.
وليس عيبا يا سيد الوزير أن تعتذر عما بدر منكم من إساءة عظيمة بالغة، وتصحح ما أسأتم فيه، فإن المؤمن والصالح هو من كان سريع الأوبة إلى الحق.
وإلا فإن هؤلاء الخطباء سيكون خصماؤك يوم القيامة، فاخش على نفسك من خصمائك. فعند الله تجتمع الخصوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى