غزة تحطم الأصنام..!!
مسرور المراكشي :
الله أكبر ولله الحمد ظهرت تباشير النصر، فلا تتركوا دخان القصف يحجب عنكم الحقيقة الساطعة، إننا نعيش أيام تاريخية مباركة و مجيدة لها ما بعدها، فرغم الألم و المعاناة الشديدة من تجويع و سفك الدماء مع القصف المتواصل، نحن نعلم أن فجر التحرير يولد كالجنين وسط الصراخ و الدماء، وكما يقول الشاعر الكبير ابو الطيب المتنبي: ( لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى** حتى يراق على جوانبه الدم)، هذا عن من يدافع عن عرضه و شىرفه الشخصي، فما بالك بغزة التي تدافع عن شرف الأمة بأكملها، والله إن العالم ينحني بخشوع احتراما لجهادكم، إن الشهيد السنوار عندما قال لن نرفع الرواية البيضاء، يعرف بكل تأكيد الثمن المطلوب دفعه، كما يعرف ذلك رفاق دربه والشعب الفلسطيني عامة، لأنهم ببساطة قد خبروا هذا العدو الشرس منذ أزيد من 70 سنه، وتذكرون أيها الكرام أن معركة طوفان الأقصى المباركة، انطلقت في 7 من أكتوبر وقد تجاوزت اليوم السنة، لكن ما تحقق فيها من إنجازات للأمة و للقضية الفلسطينية، لم يكن يحلم بها قبل سنوات حتى أشد المتفائلين، صحيح أن الحديث الآن عن تباشير النصر أمر جد صعب، و خاصة أن شلال الدماء لم يتوقف وأن صوت القصف لازال يصم الآذان، لكن عندما يعلن الخبراء أن هناك تحول استراتيجي كبير قد حصل، فاعلم أن هذا جاء بعد حسابات دقيقة واستشراف للمستقبل، والأمر لن يحدث بين عشية وضحاها لابد من وقت، لكن الصعب هو البداية ولقد كانت جد موفقة ولله الحمد، حيث حرقت عدة مراحل دفعة واحدة، ففي ظرف وجيز تم تحطيم عدة أصنام كنا نعتقد أنها عصية عن التحطيم، و سيأتي ذكرها بالترتيب الصنم تلو الآخر، وأنا على يقين أن جامعة الدول العربية ومشتقاتها، لن تستطيع تحقيق هذه الإنجازات ولو بعد مرور 100عام، تذكرون أيها الكرام العملية الإرهابية في 11 سبتمبر 2001، وكيف كان رد فعل أمريكا بعد العملية مباشرة، لقد رفع بوش هذا الشعار ( من ليس معنا فهو ضدنا )، أكيد أن هذا شعار فرعوني (..ما أريكم إلا ما أرى..)، ويؤكد كذلك الغطرسة الأمريكية وهيمنة القطب الوحيد على العالم، اليوم و بعد 23 سنة من هذا الكلام لم تعد أمريكا الشمالية بنفس القوة، لأن دوام الحال من المحال كما يقال، والقوي لا يبقى قويا والضعيف لا يبقى ضعيفا، وهذه سنن الله في الكون تجري على الجميع دون استثناء، أمريكا الشمالية اليوم تهاجم سفنها في البحر و قواعدها في البر، وتحاول إنقاذ الحليف الصهيوني من هزيمة مدوية بلا جدوى، رغم الدعم اللامحدود حيث أقامت جسرا جويا لنقل السلاح، ولم تستطع كذلك منع صدور حكم قضائي ضد الحليف الإستراتيجي، رغم الضغط الكبير وتهديد قضاة المحكمة، أين هي أمريكا التي كانت تقول فيسمع لقولها و تأمر فتطاع..؟ إن أول نتائج الضعف الأمريكي هو تحطم صنم الحصانة، و التي كانت تحمي الكيان من المتابعة القضائية، حيث أصدرت الجنائية الدولية حكما يدين رئيس الوزراء و نائبه، ولقد وضعت الصحيفة الفرنسية (L’humanité) صورة كبيرة لنتن ياهو، في الصفحة الأولى وكتبت بجانبها و بالبند العريض ( مجرم حرب )، يحدث هذا في فرنسا المتصهينة حتى النخاع، ثم يأتي الدور على الصنم الكبير ( معاداة السامية )، والذي كان سيفا مسلطا على كل من ينتقد الصهاينة، واليوم بدأ العالم يستفيق من تأثير هذا المخدر، وأصبح التمييز بين جرائم الصهاينة في غزة وهذه الذريعة واضحا، لقد حاول الصهاينة إلصاق هذه التهمة بمغاربة أمستردام، لكن الشرطة الهولندية لم تخضع لهذا الإبتزاز وتم اطلاق سراح الشبان المغاربة، كما تم تحطيم صنم (الجيش الذي لا يقهر ) منذ الضربة الأولى، حدث هذا يوم 7 من أكتوبر مع انطلاق معركة طوفان الأقصى، هذا الجيش الذي هزم دول عربية مجتمعة، تم تحطيم هيبته في ساعات على يد حفظة القرآن الكريم، لقد صنع الغرب لنفسه عدة أصنام و أطلق عليها أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، فعبدتها النخبة المثقفة المتغربة والمستلبة وتمسحت بأعتابها الشريفة، وقدمت لها الشعوب المخدوعة الأرواح والدماء قربانا، وهي كالتالي : فهناك (صنم الحرية الفردية) المقدس و صنم (حرية التعبير)، و صنم ( الديموقراطية ) و صنم ( حقوق الانسان) إضافة إلى كبير الأصنام ( العلمانية)، لقد حطمت غزة هذه الأصنام فوق رؤوس ناحتيها، و عرت تماماً الغرب المنافق وفضحته أمام العالم، لقد سعت المقاومة الفلسطينية بداية وعلى رأسها أبطال غزة، لتحرير فلسطين فإذا بها تحرر العالم من قبضة الفكر الماسوني والصهيوني، إن التغيير الجذري لابد له من ضريبة الدماء، لكن مع الأسف الشديد غزة هي من تدفع الضريبة لوحدها، إلى كل من قرأ هذا المقال أقول: إذا لم تستطع الحضور في معركة غزة بجسدك، فكن مع غزة بقلبك ومالك و عقلك، تابع وانشر و احضر في كل نشاط يدعم القضية، قاطع ما استطعت إليه سبيلا من بضائع العدو، واعلم يرحمك الله أن هذا يؤلم اقتصاد العدو و يضربه في الصميم، وهو بلاشك جهاد الإستغناء عن سلع يستفيد العدو من بيعها، اليوم أصبح شعار فلسطين حرة يتردد صداه في كل قارات الدنيا، وبكل لغات العالم يحاصر العدو أينما حل و ارتحل، فلا يسمع إلا ما يسوء سمعه و يؤلم قلبه هكذا( Free FreePalestine”. مسرور المراكشي يحي صمود أهل
غزة الأسطوري.. ( .. والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون)
2024 / 11 / 25