نداء أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
بسم الله الرحمن الرحيم،
إلى متى؟
إلى متى تظل الوصاية مفروضة على رعاياكم الأوفياء المقيمين في بلاد المهجر؟
إلى متى تستمر بعض الأحزاب السياسية في التقليل من شأن كفاءات مغاربة العالم واعتبارهم قاصرين عن أداء مسؤولياتهم الوطنية؟
إلى متى يُسمح بالعبث بمصالح السفراء الحقيقيين للمغرب في شتى بقاع العالم؟
إلى متى تستمر التدخلات من طرف فئات لا علاقة لها بجاليتنا المباركة في تسيير مؤسسات أنشئت لخدمة مصالحهم في الداخل والخارج؟
مولاي صاحب الجلالة، لقد أكدتم في خطبكم السامية منذ عقود الدور المحوري الذي تضطلع به الجالية المغربية في خدمة الوطن، سواء اقتصادياً، أو سياسياً، أو ثقافياً. وحرصتم، حفظكم الله، على إبراز مكانتهم الرفيعة ومساهماتهم الجليلة في التنمية الشاملة للمملكة.
الجالية المغربية : عماد التنمية والولاء
اقتصادياً : مغاربة العالم هم شريان حيوي للاقتصاد الوطني، بما يوفرونه من تحويلات مالية تفوق مداخيل الفوسفاط، وتقارب عوائد صادرات السيارات، ناهيك عن استثماراتهم المتنوعة في مختلف القطاعات الحيوية.
سياسياً : كانوا وما زالوا في مقدمة المدافعين عن الوحدة الترابية للمملكة، متمسكين بالعروة الوثقى للعرش العلوي المجيد، ومجسدين أروع صور الولاء لثوابت الأمة.
توجيهاتكم السامية : منارة للعمل المشترك
يا مولاي، لقد شددتم منذ خطابكم التاريخي عام 2005، وحتى خطابكم الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة يوم 6 نونبر 2024، على أهمية الجالية المغربية في بناء حاضر المغرب ومستقبله. لكن، وللأسف، هناك من يحاول اليوم تهميش دورهم وإقصاء كفاءاتهم، طمعاً في مكاسب سياسية ضيقة أو مواقع لا تستند إلى الكفاءة ولا إلى الخبرة.
رسالتنا إلى من يتلاعب بمصالح الجالية
نقول لهم :
كفى استهانة بمصالح أبناء الجالية التي طالما كانت في صدارة خدمة الوطن.
كفى استصغاراً لرجالات ونساء مغاربة العالم الذين أثبتوا كفاءتهم وجدارتهم في بلدان الإقامة.
الجيل الثالث والرابع من أبناء الجالية هو جيل منفتح ومؤهل لحمل الأمانة والارتقاء ببلادنا داخلياً وخارجياً.
رجاؤنا لجلالتكم
مولاي صاحب الجلالة، نحن أبناء جاليتكم الوفية، نعقد العزم على مواصلة مسيرة العطاء بكل إخلاص وولاء، ونجدد ثقتنا في حكمتكم وعدلكم، لينصفنا عطفكم المولوي الكريم من هذه الممارسات التي تهدد مصالحنا، ونأمل أن تُوضع المؤسسات المعنية بشؤوننا تحت إدارة كفاءات وطنية من أبناء الجالية، لتكون على مستوى تطلعاتكم السامية وطموحاتنا المشروعة.
ختاماً،
نبقى، يا مولاي، حيثما كنا، جنوداً أوفياء مجندين خلف قيادتكم الرشيدة، متمسكين بشعارنا الخالد : الله – الوطن – الملك، عاقدين العزم على خدمة هذا الوطن العزيز تحت ظل عرشكم المنيف.
خديم الأعتاب الشريفة
خالد الفرع