تذكير الإخوة السوريين بالأخطاء التي وقعت بها الثورة في ليبيا:
الدكتور علي الصلابي يكتب:
1- بعد كل ثورة ثورة مضادة..
لعلكم تذكرون أن النظام الدولي تدخل لمنع تقدم الثوار من بنغازي باتجاه العاصمة، وتكرر قصف الثوار مرات لما حاولوا تجاوز خط البريقة في وسط ليبيا..
2- تذكروا أن الثوار انقسموا بعد الوصول إلى العاصمة إلى فريقين، فريق الإسلاميين تسابقوا لاحتلال المعسكرات والسلاح. وفريق العلمانيين تسابقوا لاحتلال الاستديوهات والقنوات.
وبعد فترة ظهر أن الإعلام أقوى تأثيرا من السلاح، فقد استطاع الإعلاميون تحريض الشارع على الثورة ورفع شعار: «نريد جيش وشرطة، لا نريد ميليشيات». وكانت النتيجة هجوم الجماهير على المعسكرات ونجاح الثورة المضادة..
3- كان الخطباء يذكرون الثوار بتواضع النبي ﷺ وتسامحه وعفوه في فتح مكة. ولكن سذاجة تنزيل هذا الخطاب على الواقع ظهرت بعد قيام أزلام القذافي بالثورة المضادة. فلما نجحوا لم يرقبوا في الثوار وأهاليهم إلا ولا ذمة..
4- الثورة المضادة أعادت تنظيم أجهزة الأمنية بسرية تامة ونظمت اغتيالات تبدو انتقامية تتهم بها التكفيريين من أجل تحريض فلول الثورة والناس على الثورة..
5- نجح العلمانيون في استغلال سذاجة المظاهرات المسلحة التي خرجت للمطالبة بتطبيق الشريعة. فتحولت الشريعة في صورة العوام إلى تطبيق للجلد وقطع الأيادي. وازداد تأكيد هذه الصورة المشوهة بعد تسمية أحد التشكيلات باسم «أنصار الشريعة»، وكان عناصرها متشددين سطحيين في فهم الإسلام وتطبيقه، فكانوا خير منفر عن الإسلام وأعظم دعاة للعلمانية والردة والإلحاد من حيث لا يشعرون..
6- وإلى يومنا هذا تستمر الثورة في ليبيا في صراع مستمر مع الثورة المضادة التي نجحت فيما فشلت فيه الثورة، وهو التحضير المبكر والتخطيط من أجل الانتقام من الثورة وتحميلها عبء الفشل في إدارة الدولة.
ويظهر هذا واضحاً في الصراع السياسي بين «المجلس الوطني الانتقالي»= (برلمان الثورة) وضده «برلمان حفتر».. فقد سقط (برلمان الثورة) في إدارة الدولة بسبب الفشل المتراكم من أربعين سنة من ميراث نظام القذافي. لكن الثورة المضادة نجحت في توجيه سخط الناس نحو الثورة، فأسرع الناس إلى انتخاب (برلمان حفتر)، ووجد الدعم الدولي والإقليمي من الدول التي تدرك خطر نجاح الشعوب في الثورة وبناء الدولة..
والخلاصة: أن الدول التي شاركت في وأد الربيع العربي تعلم علم اليقين أن خطر نجاح الثورة السورية بعد هذه السنوات أعظم خطراً عليها من نجاحها في السنة الأولى قبل 11 عاماً. لأن نجاحها يعني عند الشعوب ان الثورة ستنتصر ولو اجتمع عليها أهل الأرض والروس وإيران ومليشياتها وغيرهم..
فهل ستقف هذه الدول مكتوفة المكر؟
بالتأكيد: لا. وبكل تأكيد ليس لديهم جديد لم يستخدموه في وأد الثورة التونسية والمصرية واليمنية وغيرها.
(الإعلام والمخابرات والاغتيالات ومحاربة الشعب في الخدمات والكهرباء …)