الدريج و أحرار ..تقنياتُ تسميمِ التفاؤل وقتلِ الأمل!

سعيد عبيد
*** *** ***
حين يُذكر اسم الممثلة لطيفة أحرار لا يتذكر أحد اسم كتاب ما، أو مقالة ما، أو إنجاز علمي ما، أو أي شيء مرتبط بقطاع التربية والتعليم أبدا أبدا، وإنما يتذكر أن هذه الممثلة كانت أول من تعرَّت على خشبة المسرح في مسرحية “كفر ناعوم”، مُنزلة بذلك المسرح اليوناني العريق من التفكر في إشكلات الوجود إلى (التفكر) في أسفل الجسد حيث الأثداء والفُروج؛ لذلك اندهش العقلاء اندهاشا مُروِّعا – كما لو أنهم أبصروا ملَك الموت بهيئته – حين سمعوا بتعيينها في مجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي!!! يا للهول، من ليست له أي علاقة بالتعليم العالي من قريب ولا من بعيد يشرف على تقييمه، بل وماذا؟ يضمن جودته وجودة البحث العلمي فيه!!! لقد كان (عشمُ) إبليس في الجنة أهون من حصول هذا!
وبالمقابل فإن أمثال أستاذ الأجيال محمد الدريج في مجال التربية والتعليم أعرفُ من أن يُعرَّف، وهو إطار كلية علوم التربية الوحيدة في البلاد، سواء في مجال التأليف حيث عشرات الكتب والمقالات التي لا محور لها إلا موضوع التربية والتعليم منذ أزيد من أربعين عاما من العمل المتخصص المخلص المتفاني ليل نهار، وحيث مجلة «الدراسات النفسية والتربوية» المتخصصة منذ 1983، وحيث الخبرة التربوية لدى منظمات أممية كالإيسيسكو واليونسكو… ومع ذلك فإن الجحود والنكران يطول أمثال هذا الباحث، فتغلق في وجه خبرته المتراكمة منذ عقود الأبوابُ في الوقت الذي تفتح فيه أمام الإخوة في الحزب أو الإخوة في الرضاعة من الريع، ألا قبح الله الأحزاب وجَوعَى الريع ومن لف لفهما، فإنهما داء الوطن، وورمُه الخبيث الذي يحول بينه وبين أن يكون في المكان المناسب الرجل المناسب!
في كل مرة، وبعد أن نكون قد شرعنا في اكتساب شيء من لذة الأمل والثقة في المستقبل، يأتي أحدُهم ليثقب الفقاعة بفعل جديد يردُّنا القهقرى، ولسان حاله يقول لنا: نحن هنا، وسنظل نفسد أحلامكم بوطن يحكمه النزهاء ذوو الكفاءة.
تنبيهان:
تنبيه أول: لم أنشر صورة للممثلة المعنية بالثياب الداخلية فحسب حفاظا على الذوق العام الذي ابتذلته هي نفسها على خشبة المسرح.
تنبيه ثان: لو أن الممثلة المعنية عينت عضوا في جهة فنية لما انتبه إليها أحد، فلا يزايدنَّ جاهلٌ علينا ولا على الذين رفضوا بشدة إدخالها إلى حرم التعليم العالي قفزا من النافذة بكونها مديرة المعهد العالي للمسرح أو تهيئ رسالتها – وهذا التهييء نفسه واضح الدلالة على أن المخلوقة لا تزال في مجال العلم مجرد طالبة – أو بأننا نعاديها لمجرد كونها امرأة، فإن هذه أصبحت تماما كحجة الصهاينة التي يدفعون بها في كل اتجاه في وجه الانتقادات العلمية والموضوعية، بمناسبة وبلا مناسبة: معاداة السامية.