الواجهةعالم السياسةمجرد رأي

رداً على برلماني الشرويطة

بقلم : أزلو محمد

في عالمٍ يعج بالأصوات المتباينة، حيث تتصارع الأفكار وتتداخل الرؤى، يأتي صوت البرلماني محمد السيمو ليأخذنا في رحلة غير متوقعة. فبدلاً من أن يكون حديثه عن القضايا الوطنية الجادة، اختار أن يطفو على سطح الجدل بعبارةٍ تُشبه زوبعة في فنجان، عندما أطلق على الكوفية الفلسطينية اسم “الشرويطة”.

يا له من تعبيرٍ يجسد قمة الاستهانة بتراثٍ يحمل في طياته معاني النضال والكفاح. فالكوفية، تلك القطعة القماشية التي تشهد على تاريخٍ طويل من التضحيات، أصبحت في نظر السيمو مجرد شرويطة. ربما لم يدرك سيادته أن للكوفية رمزية تفوق ما قد يتصوره، فهي ليست مجرد قطعة قماش تُلبس، بل هي رمزٌ من رموز الهوية والمقاومة.

لكن، عزيزي القارئ، دعنا نتفكر في الأمر بجدية. هل يمكن أن يكون هذا التصريح مجرد زلة لسان، أم أنه يعكس قلة الوعي والاعتبار لقضايا الأمة؟ في زمنٍ يتسم بالتحديات، يحتاج البرلمانيون إلى أن يكونوا أكثر حساسيةً للأبعاد الثقافية والسياسية لكلماتهم، بدلاً من السقوط في فخ الاستهزاء.

لنكن صادقين، إن التصريحات التي تأتي من قاعات البرلمان يجب أن تعكس مستوىً من الوعي والاحترام. إن مجلس النواب ليس ساحة لممارسة الفكاهة على حساب القضايا الكبرى. فكيف يمكن لأحدهم أن يتحدث عن هويته الوطنية، بينما يتجاهل الرموز التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من تلك الهوية؟

وإذا كان السيمو يعتقد أن وصف الكوفية بـ”الشرويطة” هو نوع من الفكاهة، فليعلم أن الضحك على قضايا الشعوب ليس مضحكاً، بل هو عملٌ ينمُّ عن جهلٍ أو إهمال. فالشعوب ليست مجرد موضوعات للنبش في قضاياها لأغراض الدعابة، بل هي حكايات تروى وتاريخ يُحترم.

في الختام، نأمل أن يكون هذا التصريح دافعًا للتأمل والتفكير. فالكوفية ليست مجرد شرويطة، بل هي رمزٌ للكرامة والحرية. ولعل البرلماني السيمو يحتاج إلى إعادة النظر في كلماته، وإدراك أن الكلمة أمانة، وأن مسار التاريخ لا يُكتب بالعبارات التهكمية بل بالتقدير والاحترام.

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى