الفنانة الأمازيغية فاطمة الگروانية أعطت الشيء الكثير للأغنية الأمازيغية ولم تأخذ حقها في الوسط الفني.

من المطربات المنسيات نقف عند الفنانة المغربية فاطمة فطواكي الملقبة بالگروانية قليل من الجمهور المغربي الذي يعرف أعمال هذه الفنانة القديرة التي صارت في طي النسيان، لا احد يتكلم عنها ولا على صوتها الجميل.
تعتبر الفنانة الأمازيغية فاطمة فطواكي الملقبة بفاطمة الگروانية واحدة من الفنانات العصاميات اللواتي شققن طريقهن قدما بالرغم من عدم تلقيها تكوينا خاصا في مجال الغناء .
بدأت الگروانية مشوارها الفني في وقت كانت فيه الأسر المحافظة تمنع بناتها من اقتحام هذا المجال بحكم أنها كانت تنتمي إلى قرية اگوراي جنوب مدينة مكناس وتدخل هذه القرية ضمن النفوذ الترابي لإقليم الحاجب بوابة الأطلس اغلب سكانها أمازيغ يتكلمون ويتحدثون الأمازيغية ؛ قرية محافظة جدا، لكنها تحدت المألوف وبصمت اول ظهور فني لها مع مجموعة من الأسماء نزهة وخديجة أطلس، حجيبة، حمامة، رقية أزرو، محمد توتو، عبد الله اوبدا أمغار، محمدانشاد، عنكور، احوزار،اومگيل، حوسا اهبار، وسيبو، واللائحة طويلة.
كان أداء الگروانية يتسم بالبساطة والعمق والاحترافية، مما جعله يحظى بتكريمات وجوائز وطنية خارج المغرب خلال مشوارها الفني، حيث غادرت إلى فرنسا لأنها لم تأخذ حقها الكامل في الساحة الفنية المغربية ولم تحصل حتى على بطاقة فنان كباقي الفنانين رغم موهبتها الكبيرة وإسهاماتها الفريدة، وتنوعت أعمالها الغنائية بين الأمازيغية والمغربية الشعبية، وتجاوز صيتها الوطن بعد مشاركتها في حفلات وطنية خارج المغرب ” إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، بلجيكا” حيث كان ادائها يتسم بالبساطة والعمق والاحترافية مما جعلها تحظى بتكريمات وجوائز خلال مشوارها الفني كان آخرها تتويجها من طرف قنصل المملكة المغربية بمدينة مونت لاجولي الفرنسية بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2975، وتستحق المزيد من التقدير والاعتراف بمسيرتها الفنية، اضافة إلى مشاركتها بحفل خيري مغربي فرنسي من تنظيم جمعيات مغربية فرنسية بحضور شخصيات فرنسية على رأسهم عمد منطقة ليزيفلين.
من بين أعمالها الفنية الشعبية والأمازيغية “أمغار طرخ امانو”، “انت اللي ظلمتي” “وقتاش اقلبي تفهم” “ريخ اندوخ” “اوايل حبا أوريلي بطو” “أنا اللي هبيلة ما كسابت عقل” “واش أنا ماشي كي ختكم” وغيرهم…
وتجدر الإشارة إلى أن فنانين كبارا وجدوا أنفسهم بعد سنوات من الإبداع والعطاء الفني في دائرة التهميش والحاجة، وهي صورة لا تليق بالصورة الحضارية للمغرب، لذلك يقترح على الدولة إيجاد حل عاجل واستثنائي بالاعتراف بهؤلاء الرواد وإلحاقهم بأحد صناديق الحماية الاجتماعية خاصة وأن عددهم ليس بالكثير داخل وخارج المغرب لاسيما أنهم يعتبرون سفراء لبلادهم الأم.
الفن في المغرب والعالم مهنة غير منتظمة، لذلك وضعت عدد من الدول آليات لحماية الفنانين انطلاقا من هذه الخصوصية، مشيرة إلى أن عددا من القوانين التنظيمية المتعلقة بوضعية الفنان المغربي ما زالت قيد النقاش في البرلمان، وهي قوانين من شأنها حماية هذه الفئة وحفظ كرامتها.