مجرد رأي

… سلم الإرتقاء ….!!

 

مسرور المراكشي :

ـ شهوة المال و الجاه :

جبل الإنسان على حب المال منذ القدم وهذا ليس عيبا في حد ذاته، إضافة إلى حب الجاه و الشهرة والسلطة والمركز الإجتماعي، لكن المشكل يكمن في طرق تحصيل هذا المال، وكذلك في طرق الوصول إلى الثروة و الجاه، المهم أن كل هذا من زخرف الحياة الدنيا و متاع الغرور الزائل، لكن ومع ذلك تجد التدافع بالمناكب بل الإقتتال من أجل ذاك المتاع، و لتسهيل الأمر على الطامحين في الوصول إلى الثروة و الجاه و المناصب العليا، الدعوة هنا موجهة للجميع من سياسيين ونقابيين و نخبة مثقفة و فنانين و اعلاميين، مسرور المراكشي يقدم لكم وصفة توصلكم إلى نيل هذا المراد إلى ( درتو النية)، هذه خدمة مجانية في سبيل الله طلبا فقط للأجر و الثواب، وقبل تقديم الوصفة يجب على المرشح الإلتزام بهذه الشروط، وهي كالتالي : ( ـ لا مكان للأخلاق هنا ـ لا بأس من التهكم على الدين القرآن والسنة ـ و كذا أعراف الشعب وتقاليده، لا تحدثني عن الغيرة و حب الوطن و الوطنية ـ لا تسأل عن مصدر المال حلال أم حرام نظيف أم وسخ ـ قلة الحياء مستحبة بل واجبة وعليك تشطيب القاموس من كلمات مثل : عيب ـ حشومة ـ حرام عليكم يعني : ” يكون وجهك قاسح مع السنطيحة أو تخراج العينين” .. )، إذا قبلت شروط الوصفة هذه، فأهلا بك إذن في عالم( الهاي كلاس ) الثروة و الأضواء و الجاه و أشياء أخرى، إنه الطريق السريع و المختصر للوصول والإرتقاء في السلم الإجتماعي …

ـ كنز في المجاري :

كلمة المجاري تعني بالعامية المغريبة ( الواد الحار) أعزكم الله، إن عمل المشعوذين الباحثين عن الكنوز، يشبه تماما عمل بعض السياسيين وكذلك ما يسمى بالنخبة المثقفة، حيث يدعي المشعوذ أن العفريت حامي الكنوز المرصودة عنده عدة شروط، لابد من تلبيتها و الإلتزام بها للحصول على الكنز، من أجل الظفر بالمال و الجواهر والفضة مع الذهب والماس، طبعا كل ذلك مجرد خرافات و خزعبلات، حيث يشترط استعمال أنواع خاصة من البخور، ثم تقرأ بعض الطلاسم و التعويذات أثناء الحفر، و الخطير في الأمر عندما تقدم قرابين الدم رشوة للعفريت، مثلا ذبح قط أسود أو عتروس وقد يصل الأمر إلى ارتكاب جريمة، مع الأسف راح ضحية هذه الأفعال الطائشة أطفال صغار، حيث يزعم المشعوذ أن العفريت عطشان يريد الشرب من دم طفل زهري، وهكذا أيها السادة تشاهدون كيف يقود حب المال والثراء الناس إلى الإجرام، و لنترك المشعوذ و عفريت الجن مع شروطه، ثم ننتقل إلى الكلام عن عفريت الإنس مع شروطه كذلك ..!!

ـ قد تصبح ثريا قبل أن يرتد إليك طرفك :

في قصة نبي الله سليمان عليه السلام مع عرش بلقيس، لقد فضل عليه السلام الذي عنده علم على العفريت، لأنه الأسرع في جلب عرش الملكة قبل أن يرتد إليه طرفه، لكن الحديث في هذا المقال عن ناس عاديين كانوا في الظل، من سياسيين ونقابيين و فنانين أو من النخبة المثقفة، فجأة سطع نجمهم و أصبحوا في دائرة الضوء و الشهرة والثراء، حيث تسلقوا بخفة السلالم و حرقوا المراحل، و الخطير في الأمر انهم وصلوا دائرة القرار و التأثير، ياترى ما هو سر هذه الطفرة أو القفزة الكبيرة، التي غيرت حياة هؤلاء النكرات من البشر..؟ في الحقيقة ليس هناك سر ولا يحزنون، إنها فقط الوصفة التي قدمتها في الفقرة الأولى من هذا المقال، و ليصبح الأمر واضحا نكتفي بنموذجين، الأول : شخص متسلق مثير للجدل إنه السيد بوتقشيرة، والثاني : السيدة ضفدعة المجاري بالدارجة المغربية ( جرانة الواد الحار )، حيث يمكن تعميم النموذجين على باقي أصناف المتسلقين و المتملقين ..
الأول ـ صاحبنا بو تقشيرة السنطيحي :

هذا الشخص كان شبه نكرة، لا يعرفه تقريبا إلا القليل من أبناء قبيلته، ثم قرر أن يدخل عالم السياسة ومن باب الإنتخابات، لتبدا رحلة الصعود و التسلق و التملق، وصل إلى البرلمان ثم أصبح أمينا عاما لحزب، ثم وزيرا و كاد أن يصبح رئيسا للحكومة لولا بعض التفاصيل، لقد انتقل من القاع إلى السطح بسرعة الضوء، ثم اليوم هو من أصحاب المعالي سلطت عليه أضواء الإعلام، بسبب تصريحاته المستفزة و المثيرة للجدل، حيث هاجم ثقافة و أعراف وتقاليد الشعب المغربي، و سخر من حديث صحيح مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم استغرب من مطالبة الفنادق بعقد الزواج، حيث اعتبر ذلك لا سند قانوني له وهي دعوة مبطنة لإلغائه، إضافة إلى تبنيه تعديلات في مدونة الأسرة، ما أنزل الله بها من سلطان تعارض إجماع المغاربة، وقال كذلك عن المثليين الشواذ : ( إنهم أصبحوا قوة سياسية واقتصادية ضاربة، ونحن “عاجزون” عن مواجهتهم )، وأضاف السيد بو تقشيرة وذلك في برنامج ( سؤال مباشر ) عبر قناة العربية، وفي نفس سياق حديثه عن المثليين الشواذ قال بو تقشيرة : ( … لا نريد أن نلغي ولم نكن نفكر في أن نلغي “اختياراتهم” لأنهم أقوى منا )، نعم و بلا استحياء يقول عن الشواذ المثليين أنهم” أقوى منا “..!!، فعلا هكذا تكون الشجاعة يابو تقشيرة وإلا فلا، لقد انبطح تماما أمام الشواذ و انهزم موليا لهم دبره، و الطريف في القضية هي هذه المعادلة العجيبة و الغريبة : ( ينهزم فيوليهم دبره المؤخرة، ثم يصبح في المقدمة..!! )، وزير قد الدنيا كما يقول المصريين أي من أصحاب المعالي.. إلى هنا نودع صديقنا بو تقشيرة السنطيحي، ونحط الرحال عند النموذج الثاني من المتسلقين ( لمرايقية ) :
ـ السيدة ضفدعة المجاري :

لماذا لقبتها بالضفدعة أو اجرانة باللهجة المغربية..؟ ببساطة لأنها تحب أن تتعرى وتكشف عن فخديها و ساقيها، وهو نفس الشيء عند الضفدعة التي تعشق السباحة، و العجيب هناك تشابه كذلك في الساقين و الفخدين، ففي إحدى المسرحيات قامت باداء دور باللباس الداخلي، و تدافع عن الجنس الثالث و ستقوم بدور الخنثى في فيلم، رغم أن الرئيس دونالد ترامب النصراني الكافر، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية قال : ( هناك جنسين فقط رجل و امرأة)، وبذلك قطع الطريق على المتحولين جنسيا وعلى الجنس الثالث أو الرابع و المثليين، وهي بالمناسبة ليست فنانة تمارس التمثيل فوق خشبة المسرح، بل اصبحت من القراء تزاحم المنشاوي وعبد الباسط وغيرهم، لقد اكتشف المغاربة مؤخرا صوت السيدة الضفدعة، وهي ترتل ما تيسر من سورتي الكهف وياسين، بأسلوب أوبيرالي تخفض صوتها و ترفعه مع تقليدها لفقهاء السلكة، في الحقيقة ما بقي مغربي واحد سمعها، إلا و بصق عن يساره واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، أظن أن طريقة ترتيل الضفدعة لكتاب الله، هي التي مكنتها من ترؤس( المجلس الأعلى..!! ) للمسرح، لا بل وصلت الضفدعة إلى مهمة السهر على جودة التعليم العالي، و بوتقشيرة أصبح من أصحاب المعالي و عروبي عاشق الشيخات أصبح وزيرا للتعليم العالي، الشكوى بكم للرب العالي ياخذ فيكم الحق …
ـ تنبيه هام :
إنني لا أقصد بهذا الكلام، جميع المغاربة في المملكة الشريفة، فلا زال هناك ولله الحمد رجال لهم غيرة على هذا الوطن، يحترمون دين الاسلام لا يحرمون حلالا ولا يحللون حراما، تجدهم في السياسة والفن والثقافة والفكر…
خلاصة :

مسرور المراكشي يشفق على الغيورين من أبناء المغرب، وخاصة عندما يتحسرون على تعيين أشخاص لا مؤهلات لديهم، نموذج ( الصحفي) بلا شواهد السيد الحمضاني، أيها السادة إن هناك من يحرك التعيينات من وراء الستار، إنهم لا يريدون الخير لهذا البلد، فعندما تجد أشخاص في مراكز حساسة لا كفاءة لديهم، و يسخرون من ثقافة الشعب و لا يحترمون دين الاسلام، فتش إذن عن أصابع الماسونية… إيوا عيق أو فيق إنتهى الكلام…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى