.. فوبيا الثورة ..!!

مسرور المراكشي :
ـ حكام من ثلج :
لقد نجحت الثورة المضادة عند اندلاعها، في كبح طموح الثوار ومنعهم من قطف ثمار الثورة، حيث تم تنصيب حكام كراكيز يسهل التحكم فيهم، لكن المشكل الكبير هو أن هؤلاء الحكام من ثلج، وهذا الأخير أيها السادة له حساسية مفرطة من الحرارة، ولسوء حظه أنه بعيد من منطقة القطب الشمالي المتجمد، ونحن نعلم أن منطقة الشرق الأوسط شديدة الحرارة، لهذا ما كادت شمس الثورة السورية تسطع و تتوهج، حتى بدأ تسرب البلل من الحكام العرب، ولم تعد حفاظات الثورة المضادة المهترئة تنفع، لقد أدرك صانعو الكراكيز الثلجية المنصبة، وعلى رأي الإعلام العسكري لكتائب القسام: ( أن الوقت بدأ ينفذ)، وأن كلما عملوا طيلة 14 سنة يوشك أن يذوب و يتلاشى، لقد أصبح النموذج الثوري السوري في الوصول إلى الحكم، بمثابة كابوس مرعب يقض مضاجع حكام قبيلة بني ثليج، فكلما حققت الثورة السورية تقدما في بناء دولة العدالة، إلا و تسارع ذوبان الصنم الثلجي، لقد قام حكام الثورة المضادة بردود فعل مرتبكة، أملا في إيقاف ذوبان كراسي حكمهم، أو على الأقل الإبطاء من سرعة الذوبان، وفي إطار هذه الردود نسوق لكم بعض النماذج…
ٱلهة الثلج الحاكمة :
ـ بداية مع حاكم أم الدنيا السيد بلحة :
مباشرة بعد سقوط نظام بشار، أصيب السيد بلحة بإسهال تصريحات حاد، فبين كل تصريح و تصريح يدلي بلحة بتصريح، ففي كل مناسبة أو بدونها يردد هذه اللازمة: (أنا لم أسرق مال أحد، و يداي ليست ملطخة بدماء أحد)، وكأنه متهم يقف أمام قاضي في محكمة ثورية، كما أصبح يكثر من ذكر الله و يردد آيات من القرآن، و يستشهد بالسيرة و يحيط به بعض المنافقين للتصفيق، فعلا يوشك الشيطان أن يقدم استقالته إذا استمر بلحة في هذا النهج، وقد يتساءل إبليس قائلا: هل هذا هو من أمر بإطلاق النار على المصلين في صلاة الفجر..؟ ثم يختم بقوله : ( أعوذ بالله منك يا بلحة الرجيم )… ثم ننتقل إلى تونس الخضراء، و نتحسس أخبار قيس بعد أن هجرته ليلى …
ـ سياسة الهروب إلى الأمام :
لقد كنت أنتظر من قيس عاشق ليلى، تصرف حكيم نظرا لسنه المتقدمة، كيف لا وهو شيخ حكام الثلج الذي بلغ من الكبر عتيا، لكن العكس هو الذي حصل تماما، كان عليه اتباع خطوات النظام السعودي، الذي أطلق سراح أحد العلماء الإسلاميين البارزين، رغم أنها خطوة غير كافية و تستوجب المزيد من الخطوات في هذا الإتجاه، نظرا لبقاء العشرات من العلماء الإسلاميين خلف القضبان، إلا أنها على الأقل إشارة على بداية الإنفراج، لكن أحمق تونس ذهب في الإتجاه المعاكس، لا ينقصه إلا منشط البرنامج فيصل القاسم، حيث عمد إلى تشديد القبضة الأمنية بتسييس القضاء، وهكذا صدرت أحكام بالسجن تقدر ب 760 سنة، و من المضحك المبكي في قضية الحكم على رئيس البرلمان السابق، الشيخ راشد الغنوشي أبرز المعارضين الإسلاميين، الذي واجه ثلاث طغاة بورقيبة و بن علي و قيس بدون ليلاه، لقد حكم عليه ظلما بـ 22 سنة وهو من مواليد1941، و بعملية حسابية بسيطة نضيف 22 سنة لـ 83 فيصبح العدد 105سنوات، إذا أطال الله في عمر الشيخ الغنوشي، يمكنه بعد ذلك العودة إلى السياسة لممارسة حقه الدستوري في المعارضة، هذا إذا لم يظهر مستجد في القضية، ومن يدري فقد تضاف له سنوات أخرى … إنه العبث بعينه أكيد أن من نصح عاشق ليلى بهذه الإجراءات، لا يريد إلا الخير لشعب تونس و التعجيل بقدوم الثورة…!!
يقول المغاربة في مثل هذه الحالات من الخوف، التي تجتاح حكام الثلج العرب : (و الخلعة طلقي مني)، وعندما بلغ الحال بحكام الثلج هذا المبلغ، بادر الراعي الأمريكي بالتدخل في القضية، فبعد حصول دونالد ترامب على تقارير استخباراتية من CIA و الموساد، تشير إلى قرب اندلاع ثورات الربيع العربي من جديد… بدأ التخطيط مباشرة لعملية إنقاذ مستعجلة…
طوق النجاة الأمريكي :
طبعاً لن يكون طوق نجاة هذا تقليدي هذه المرة، أي التدخل المباشر بالقوة العسكرية، وذلك لضمان استمرار أنظمة الكراكيز، وهكذا إذن بدأ المخطط بتصريحات دونالد ترامب المستفزة حول التهجير، ثم يأتي بعدها الرد العربي ( الحاسم) و ( المزلزل )، حيث تسمح الرقابة لحكام الثلج بقول لا : ( لا نقبل ـ نرفض ـ ندين ـ نشجب بشده..)، كما قامت مصر في إطار معارضة التهجير بفبركة مظاهرة، و هذه الأخيرة تشبه مسيرة ( ولد زروال ) في المغرب، ثم حرك السيد بلحة الجيش في رسالة للشعب المصري، مفادها أن الرئيس بلحة جاهز للمواجهة، في حين ذهب أبو بندورة الأردني إلى حد التهديد بالحرب، حيث ظهر أخيراً بلباس عسكري (مخيف) ألطف يالطيف، عابس الوجه عاقد الحاجبين على الجبين اللجين، والسؤال هل هذه الحيلة ستنطلي على الشعوب العربية..؟ أم أن هذه الأخيرة مصرة على خوض التجربة السورية إلى النهاية..؟ في الحقيقة أتمنى نجاح الخطة الأمريكية..!!، ففي حالة فشلها لاقدر الله سيكون سيناريو التخريب جاهز، مثلا إشعال حرب أهلية عمليات إرهابية، المهم ضرب استقرار الوطن و تهيئ الأجواء لعودة الثورة المضادة…
خلاصة :
مسرور المراكشي يقول : ( لو كانت هذه الأنظمة جادة فعلا فيما تلوح به، لكان من الأولى أن توقف حرب الإبادة الجماعية، التي استمرت لعام ونصف ودباباتها على مرمى حجر من العدو، لوكان أبو بلحة المصري وأبو بندورة الأردني جادين في حبهم لأهل غزة، فلماذا إذن بقي الحصار الخانق مضروبا على أهل غزة منذ سنوات..؟ إن زيارة بلحة المصري و بندورة الأردني واشنطن، بعد لقاء السفاح الصهيوني نتن ياهو للأحمق ترامب، هي لرسم خطط بديلة في حالة فشل التهجير، لكن مهما يكن فإن حلم بني صهيون بالنكبة الثانية لن يتحقق، لأن الغزاويين قرروا البقاء في أرضهم أحياء أو أموات، و الثورة قادمة و أن الشعوب ستحكم إن شاء الله، أبى من أبى و كره من كره سواء عبر الصنادق أو عبر البنادق، (الوقت بدأ ينفذ) يا بلحة✌