هو بالفعل طرب . و وصلات غنائية طربية تحن للزمن الجميل. لجوق جديدي مصغر مكون من أربعة اشخاص . ألتين وتريتين ( كمان و عود ) و ألتي إيقاع. و الساحة الفنية الجديدية تعرف جيدا من يكون عازف العود او عازف الكمان . الكل يتذكرهما الى جانب مجموعة أخرى (منهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر) اتحفوا الساحة الجديدية و زوارها الصيفيون بمقهى نجمة المحيط .او بالمسرح البلدي او بالساحة المجاورة لهذا المسرح بأعذب الانغام .
قد يظن القارئ بان المكان هو مسرح الحي او احدى صالات العرض المتواجدة بالحي البرتغالي التابعة لوزارة الثقافة . لكن ليس الامر كذلك . فهو مطعم يوجد بإحدى الردوب (impasse) او الزقاق رقم 11 . و يسمى المطعم بالفرنسية (LES KECHOIS) التي تعني حسب رب المطعم المراكشيين. لكون رب المطعم له أصول مراكشية.
و المكان عبارة عن منزل قديم اعيدت تهيئته ليكون دوره السفلي في البداية مقهى للأنترنيت (CYBER) و بعد ذلك اصبح مقهى ثقافيا نوقشت فيه مجموعة من القضايا الثقافية . و عرضت فيه مجموعة من الأنشطة الفكرية .لكن في غفلة من الجميع تأتي النار عليه لكون تجهيزاته و ديكوراته خشبية. و بدأ التفكير في إعادة تهيئته من جديد و يصبح مقهى و مطعما مفتوحا في وجه العموم مع الحفاظ على الوجه الثقافي و هذه المرة بالجوق الموسيقي السالف الذكر.
رواد المطعم من الشباب و من كل الاعمار( عائلات بأطفالهم ) و المولوعين بالطرب الأصيل لهم موعد يومي مع هذا المطعم ان لم نقل مع الفرقة الموسيقية التي تغني اعذب الالحان من أرشيف الزمن الجميل . بهذا المطعم تعود بك الذاكرة لتستمع الى البدايات الاولى للأغنية المغربية العصرية . و لرموز هذه الاغنية . بهذا المقهى تستمتع بأغاني ” الست” و بأغاني محمد عبد الوهاب و فيروز. و كل رواد الاغنية المشرقية التي اشتهرت في القرن الماضي. و اذا كان العزف للفرقة الموسيقة فالأداء ليس حكرا عليها بل تعطى الفرصة للهواة من رواد المطعم و خصوصا من المواهب الشابة . على اساس ان تكون الاغنية طربية . و يكون صاحب الأداء متمكنا من القطعة التي سيغنيها .
و لضمان الديمومة لهذا النشاط الثقافي المتميز ،وجب توفير الدعم من طرف القائمين على امر الثقافة ببلادنا خصوصا وزارتي الثقافة و الشباب. و لما لا من الجماعة الترابية على غرار الدعم المقدم للجمعيات الرياضية و الثقافية.