توالي … أم تهاوي …؟

بقلم أبو أيوب

    منذ حوالي شهرين خلت طفت على السطح فضيحة البنك الشعبي ببلجيكا و هولندا , التهمة فساد مالي و تحويلات مشبوهة لا تحترم القوانين المعمول بها , على إثرها تم اقتحام فروع البنك من طرف رجال المباحث … الأبحاث لا زالت جارية و لها توابعها من قبيل , بعث فرق أبحاث و تحري على ممتلكات من تحوم حولهم شبهات أو متورطون , في زيارات لبعض المدن شمال المملكة (طنجة و الحسيمة من ضمنها ) .

    فرنسا اليوم تعيش على وقع شبيه لما حدث للبنك الشعبي , بحسبب قصاصات الأخبار التجاري وفا بنك ضمن دائرة الإستهداف على إثر تفجر فضيحة فساد مالي و عمليات مشبوهة … تزامن الحدث مع صدى ما حصل لصديق المغرب على إثر الحكم القضائي الذي قضى بالسجن لثلاث سنوات منها سنة واحدة نافذة , في حق الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بتهمة تلقي رشاوي … و لعل أبرزها ما تلقاه من أموال و هبات من الزعيم الليبي المغتال قبل الإطاحة بنظامه , و ليس ببعيد أن تشمل هبات و إكراميات دول إفريقية شمال و سط و غرب إفريقيا .

    وقع الصدمة يستمد نوعيته من شخصية و كاريزمية ساركوزي نفسه , هو من سهر على مشروع الشرق الأوسط الكبير تحت المظلة الأمريكية , و هو أيضا من عمل على مخطط دول البحر الأبيض المتوسط , كما أنه هو دينامو الضربة العسكرية لحلف الناتو بليبيا .., فضلا عن كونه من أشد المدافعين عن المقترح المغربي بمنح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية , كما يحسب له موقفه من خلال حضوره الفعلي في فعاليات كرانس مونتانا بمدينة الداخلة .

    اليوم يفقد المغرب حليف صديق من العيار الثقيل , و هو بالمناسبة عضو بارز في اللوبي المغربي بفرنسا إلى جانب كل من وزير الثقافة السابق جاك لانغ و بلادور و المتوفى جاك شيراك و وزير الخارجية الحالي جون ايف لودريان و غيرهم كثر … كلهم تغيبوا عن الظهور و لم يسمع لهم صوت .

    لم يجف بعد حبر خبر فضيحة التجاري وفا بنك , و منطوق حكم القضاء الفرنسي في حق الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي صديق المغرب , حتى طالعتنا الأخبار مجددا عن فضيحة البنك المغربي للتجارة الخارجية بإسبانيا الفرع الدولي ( أنظر مقال سابق حول الموضوع نشر منذ حوالي سنة أو أقل على موقع الجديدة نيوز ) .

    البنك المغربي … المملوك للثري المغربي عثمان بن جلون و المقرب من دوائر صنع القرار … صاحب مشروع أبي رقراق و أطول برج بإفريقيا … و هو بالمناسبة صهر المارشال محمد أمزيان أول وآخر مارشال في تاريخ المغرب … قلت البنك المغربي … صدر في حقه تغريم بمبلغ 1 مليون و أكثر من 100 ألف يورو , فضلا عن غرامات خيالية في حق مالك البنك و بعض من كوادره و أطره بالديار الإسبانية , و المنع من مزاولة المهنة لمدة أربع سنوات .

    البنك الموضوع ضمن دائرة الإستهداف أو مصدر شبهات فساد مالي و تحويلات … شرع في تقليص أعداد موظفيه في كل من مالاغا و أليكانتي و سراغوسا , تقليص قد يعد بمثابة إنهاء للتواجد فوق التراب الإسباني , و هو بالمناسبة يعد من بين الأدرع المالية للمملكة المغربية … و الخوف كل الخوف أن يمتد التضييق على مشاريع البنك الإستثمارية بالدول الإفريقية , و هذا ما راهن عليه المغرب قبل عودته لأسرته المؤسساتية الإتحاد الإفريقي .

    تتلاحق الأحداث تباعا مع قرب موعد إصدار محكمة العدل الأوروبية حكمها بخصوص , طعن تنظيم البوليساريو في لاقانونية الإتفاقيات الفلاحية و الزراعية و الصيد البحري المبرمة بين المغرب و الإتحاد الأوروبي بحسب زعم الطاعن . بتقييمي لمجريات الأحداث , الحكم المتوقع صدوره بعد أيام من شهر مارس الجاري , لن يخرج عن إطار حكمين سابقين لنفس المحكمة صدرا سنتي 2016 و 2018 , تم بموجبهما فصل الأقاليم الصحراوية عن الجسد المغربي و اعتبار المغرب و الصحراء كيانين منفصلين … و هذا ما يسعى محامي التنظيم الظفر به و التركيز عليه لإحراج المملكة في هذا الوقت بالذات .

    زوار ليل و نهار الجديدة نيوز , كان هذا غيضا من فيض مما يلوح في الأفق و ما ينتظر الوطن في عز تداعيات جائحة كورونا … و القلاقل الإجتماعية تتنقل بين الشمال و الجنوب مرورا بالوسط … و حتى لا أطيل عليكم أكتفي بهذا … لك الله يا وطني .

About momo

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

x

Check Also

حادثة سير خطيرة بمولاي عبد الله وسيارة الإسعاف بالجماعة ترفض نقل المصابين بدعوى عدم توفرها على البنزين

وقعت قبل قليل حادثة سير خطيرة أصيب خلالها شابان إصابات خطيرة بعدما ارتطمت الدراجة النارية ...