مجرد رأي

شطحات بهلوانية و خرجات ببغائية

 
أبو ايوب 
عجت مواقع صناع المحتوى و نشطاء السوشل ميديا و المؤثرون و بعض مشاهير الفن المغاربة ، بوابل من القهقهات الازدرائية و الضحكات و التلميحات التقزيمية للخطوة التي اقدمت عليها جارتنا الشرقية الجزائر ، بالزامية الفيزا على كل حامل لجواز السفر المغربي
لكنهم في المقابل استعرضوا عضلاتهم فيما لا شأن لهم به بدليل انهم غير معنيين بالقرار ، فلا هم بنيتهم زيارة الجزائر للتسوق او للسياحة او للاستثمار …، و يبقى المعني الاول بالقرار قرابة 900 ألف مغربي يعيشون بالجزائر ، نسبة قليلة منهم من تجنسوا و تزوجوا جزائريات ، لكن الأغلبية تعيش هناك اما بالاقامة المحدودة” 4 اشهر” ، يتم تجديدها بعد خروجهم الى تونس و البقاء بها لمدة يوم او يومين ثم العودة، او بطرق غير شرعية يمتهنون حرفا يدوية ” البناء.الجبص.الزليج”
ما لم ينتبه له رهط المؤثرين و صناع المحتوى و نشطاء المواقع المغاربة ، فرضية طرح السؤال الذي يفرض نفسه فرضا ، ماذا لو أقدمت الجزائر على ترحيل هذه الألوف المؤلفة نحو المغرب او عبر تونس؟ للإشارة فقط ، هناك مغاربة عالقون في مطار قرطاج بالعاصمة التونسية أقفلت أمامهم الابواب بعد فرض الفيزا
ثم ما هي انعكاسات القرار على الأمن و الاستقرار الاجتماعي و تداعياته على الجانب الاقتصادي و الوضع العام عموما في ظل الأزمة المالية الخانقة ” المديونية تعدت الخطوط الحمراء” ؟ حقيقة لا ينكرها سوى جاحد
بالتالي الا تعتبر الخطوة محاولة ذكية تهدف إلى مزيد من تأزيم الأوضاع و تفاقمها عموم و ما قد ينجم عنها من متاعب و أزمات و قلاقل اجتماعية تنضاف الى ما يكابده المغرب و يعانيه منذ 13 نونبر 2020 يوم تحرير معبر الكركرات ، و هو بالمناسبة نفس اليوم الذي أعلن فيه عن بداية حرب الاستنزاف الثانية بالصحراء؟
بالتالي واهم هائم من لا زال يعتقد بأن لا وجود لحرب تدور رحاها في الصحراء ، متوهم حالم من يعتقد بأن الأمر لا يعدو كونه سوى اكاذيب و خرافات و فقاعات إعلامية لاثباث وجود وهم غير مرئي ، فرئيس الحكومة الموقر السيد اخنوش كشف عن اول شرط مغربي قبل الحديث عن اي مفاوضات ، الاعلان عن وقف اطلاق النار ، افلا يبدو هذا متناقضا مع تحاليل الدكاترة و أساتذة القانون و المؤثرون المغاربة بحسب ما يروج له بلغة” التبندير” ؟
كما تجدر الإشارة ايضا الى ماذا اعدت الحكومة من إجراءات و ماذا وفرت من وسائل و خطط لجحافل المغاربة في حال ترحيلهم و لو بتدرج ، علما بأن المتضررين من زلزال الحوز و الملتحقين بهم من ضحايا الفياضانات بطاطا و ورززات و تنغير..الذين لا زالوا يعانون الأمرين صيفا و شتاءا؟
و من المرتقب أن يتازم الوضع أكثر خاصة في مناطق شمال شرق و شمال المغرب بداية من 31 اكتوبر القادم ، تاريخ انهاء الجزائر العمل باتفاقيات تزويد المغرب بالكهرباء،و من المستعبد اقدام الجارة الشرقية على تجديدها ، و هذا التاريخ ايضا يسبب للمغرب أرقا و سهادا اذ يصادف صدور قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص قضية الصحراء ، و لا احد بإمكانه معرفة ما سيؤول له القرار ، لكن الاكيد ان الجزائر بصفتها عضوا غير دائم لن تدخر جهدا في محاولة فرض موقفها مدعومة بمواقف الامريكيتين و الاتحاد الافريقي و حركة دول عدم الانحياز …
وقتذاك سنشهد ضحكا و قفزا وقهقهة و رقصا من نوع آخر انسجاما مع المثل الفرنسي RIRA BIEN QUI RIRA LE DERNIER , يضحك كثيرا من يضحك اخيرا ، و لهؤلاء الرهط أوجه السؤال عما تقصده الجزائر من فرض التأشيرة ضمن سياقها العام الذي سيطر علاقتها مع المغرب” غلق للحدود البرية و البحرية و المجال الجوي و العلاقات الدبلوماسية…”؟
– اعلان الحدود الغربية للجزائر مناطق عسكرية محظور دخولها تحت طائلة الاستهداف عسكريا، باعتبار المستهدف منظمات الجريمة المنظمة( تهريب البشر و المخدرات…)
– الترحيل التدريجي للمغاربة على دفعات مع احتمالية إسقاط الجنسية عمن تجنسوا كما حدث سنة 1975
– تشجيع تونس على الحدو حدوها باعتبار أن حاملي جوازات السفر المغربية من المحتمل أن يكونوا عملاء او جواسيس يعملون لصالح اسرائيل ، خطوة تستند على اعتقال 4 مغاربة اتهموا بالتجسس و هم اليوم قيد التحقيق و المحاكمة، فضلا عن الكم الهائل من الاتفاقيات الثنائيةوالمبرمة بين المغرب و اسرائيل لم يسلم منها اي مجال” قضاء و سياحة و فلاحة و تسليح و أمن و استخبارات و صحة…”
ـ الدفع بليبيا لتبني نفس الطرح باعتبار أن المغرب متورط في تهريب السلاح بعد كشف فضيحة الدرونات التي اتهم بها رجل أعمال مغربي مقرب جدا من لادجيد بحسب الاعلام الاسباني
– عزل المغرب عن محيطه الإقليمي و الجهوي من خلال الاستثمار في توتر علاقاته مع كل من اسبانيا التي عادت الى موقفها التقليدي من قضية الصحراء ، و موريتانيا و تونس و ليبيا ، و الا بماذا يمكن تفسير وضع اللبنة الأولى للاتحاد المغاربي سياسيا و قانونيا( قمة الجزائر و تونس بحضور الرؤساء) ،ثم اقتصاديا من خلال منتدى الشراكة الاقتصادية التي تشارك فيه اكثر من 50 شركة من المقرر ان تستضيفه تونس العاصمة..

رابع اكتوبر على بعد ايام معدودة ، المغرب في انتظار صدور رابع حكم لمحكمة العدل الأوروبية بخصوص الصحراء و استغلال ثرواتها و الاتفاقيات المبرمة بين المغرب و الاتحاد الاوروبي ،حكم وفق تقديري لن يخرج عن نطاق سابقيه او يحيد عن منطوقها…اذن هو حكم تأكيدي
زوار الجديدة نيوز ، كان هذا غيض من فيض ما تحبل به الأيام القادمة خاصة شهر اكتوبر ضمن سياق ما سيتم تداوله بالامم المتحدة و مجلس الامن التابع لها بخصوص ملف الصحراء ، على ضوء التصعيد العسكري الذي تعيشه المنطقة و ما قد ينجم عنه في اي لحظة ، و في ظل المزيد من الضغوط الممارسة على المغرب…أنعمتم أوقاتا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى