الواجهةحقوق الإنسانفضاء الصحافة

الجانب المظلم والدور المقيت للإعلام

بقلم أبو أيوب المحلل السياسي

الإعلام نوعان ، ملتزم بشروط المهنية و النزاهة في تعاطيه مع الأحداث و الوقائع ، يسعى وراء الحقائق و البحث عنها و تحليلها بموضوعية قبل عرضها على المتلقي ، و على هذا الأخير استنباط الدروس و العبر و إعمال العقل في التعاطي مع الرسائل المراد فهمها و إفهامها بهدف التنوير و نشر الوعي خدمة للإنسانية دون تمييز ، و هناك إعلام رغبوي فاقد للموضوعية في تعاطيه مع الإشكاليات موضوع الساعة في أي مجتمع كان ، ديدنه الترويج للسياسات التي تخذم مصالح طبقة معينة ، و نبراسه الجهات الممولة للمشروع الإعلامي و الأهداف المسطرة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب مادية كانت أم معنوية ، حتى و إن اقتضى الأمر اللجوء إلى الأكاذيب و الترويج للمغالطات و استعراض المفبركة منها ، عرفه في هذا أن كل السبل مقترحة و متاحة لبلوغ المبتغى …

اليوم موعدنا مع نموذج من هذا الإعلام الرغبوي المتلاعب بالعقول ، و العاكس للحقيقة لنكشف جزءا من جانبه المظلم المعثم على الحقيقة المراد حجبها ، و قولبتها باللجوء إلى الشيطنة كأسلوب و نهج متعمد ،اعتمد في أكبر عملية غسل للعقول بلغت حد الإستيلاب ، هذا ما أكده الإعلام الغربي و أجمع عليه الإعلام العربي و بعض من الدولي في شيطنته لشخصية سياسية ذات كاريزما فريدة من نوعها متميزة … رئيس دولة معترف بها دوليا و عضوة بالأمم المتحدة .

القائد هذا لا هو أحرق سوريا و لا دمر العراق و لا خرب ليبيا ، و لا هو جوع إفريقيا و لا نهب خيرات و ثروات الشعوب المستضعفة ، ليس هو المسؤول عن القاء قنابل الفوسفور على الأطفال الفلسطينيين ، و لا هو المسؤول عن القاء القنبلة الذرية على كل من ناكازاكي و هيروشيما ، كما أنه غير مسؤول عن الحرب العرقية برواندا و لا من كان وراء استخدام النابالم بالفيتنام…
بل لم يتورط في الهجوم على أفغانسان و لا دك جبال تورابورا و لا قسم دولة الصومال … و تطول لائحة الجرائم ضد الإنسانية باسم حقوق الإنسان و نشر قيم الديموقراطية و الحرية و المساواة … و رغم كل هذا أبى الإعلام الرغبوي الغربي و العربي إلا أن يقحم في أدمغتنا و يحشو عقولنا بأن الرئيس هذا هو عدو الإنسانية و غريم البشرية رقم 1 بدون منازع ، فمن يكون ؟

أما بالنسبة لأعدائه و خصومه الذين تورطوا في جرائم الإبادة الجماعية و جرائم الحرب و نشر الدمار و التدمير و الخراب و التهجير…. اينما حلوا و ارتحلوا ، هم ديموقراطيون انسانيون متشبعون بفلسفة حقوق الانسان و الحيوان…..هكذا يقوم الاعلام بتبييض الصورة و قلب الحقائق و حجبها بهدف غسل الأدمغة و العقول ، و تأليب الرأي العام الدولي ضد من لم يتورط فيما سبق ذكره من جرائم يندى لها جبين الإنسانية جمعاء ، هنا بالضبط انكشفت خيوط الخديعة لتكشف الزوايا المظلمة من الإعلام الرغبوي المضلل في تعاطيه مع الرئيس الأمريكي جورج بوش و الزعيم الكوري الشمالي جونغ إيل … مثالا لا حصرا .

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى