الواجهةمجرد رأي

غمزة ( المثقف الجديدي )

المثقف الجديدي

المثقف الجديدي  …. مظهر الثقافة ومصداقها والمعبر عنها وحاملها وموصلها لسواه … والذي يوجد الثقافة … لأنها موجودة بدونه… و الذي … ينقلها من السكون الى الحركة، ومن الخمول إلى النشاط. ولكن ليس هو الموجد لها….وإذا كانت الثقافة الصحيحة السليمة تحتفظ في داخلها بشروط بقائها فماذا يبقى للمثقف من دور ؟؟؟

… أخاف على  المثقف الجديدي الذي تعرفه  من نطق لسانه ومن تاريخه  في الحياة فهناك مثقف يكون متحدث بارع فيكشف عن خبرته بلسانه دون تحريض من أحد ويكفي أن يجد الفرصة المناسبة لكي يعبر بلسانه عن ما يملك…

… أخاف على  المثقف الجديدي الذي يملك الفكر المتنوع… فما نفع الطبيب الذي لا يفهم اي شي خارج الطب او الأستاذ او المحامي او العامل …فالمثقف نفسه هو جوهر الفعل الثقافي.غالبية مثقفينا موظفون تحاصرهم بيروقراطية الوظيفة من جهة وظروفهم المالية من جهة أخرى. كيف يبدعون إذن؟ ومتى يجدون الوقت للإبداع والإنتاج ؟

… أخاف على المثقف الجديدي الذي هو أحد بل أهم شروط ظهور الثقافة، فلا ظهور للثقافة دون مثقف …

… أخاف على  المثقف الجديدي  لأن الثقافة مسألة جادة. وفي مدينتنا نحتاج لمؤسسات  تصنع المثقف وتنتج المفكر. أغلب منتجاتنا الثقافية جاءت بالبركة. فلا المثقف الجاد يستطيع التفرغ للثقافة ولا المؤسسات الثقافية متحررة من عقدها البيروقراطية ولا المجتمع الجديدي مهيأ أن يستوعب أهمية المثقف المستقل وضرورة التنوع في الأفكار والآراء والأساليب الثقافية .

… أخاف على  المثقف الجديدي الجاد والمستقل إنه عملة نادرة في مجتمعنا الجديدي . بل هو مجاهد نادر. فهو من جهة في مواجهة يومية مع متاعب الحياة والتزاماتها المادية المنهكة

… أخاف على  المثقف الجديدي من أجهزة الرقابة البليدة كما لو انه يخفي أسلحة دمار شامل سيطلقها في أي لحظة.

… أخاف على  المثقف الجديدي الذي يعيش في مجتمع عملته السائدة التشكيك في نواياه  المختلفة بفعل الهيمنة  .

… أخاف على  المثقف الجديدي لأننا انشغلنا طويلاً بالفعاليات الثقافية ونسينا المثقف نفسه. ليس صحيحاً أن قدر المثقف أن يعيش فقيراً أو مشتتاً بين وظيفة الصباح ووظيفة المساء، ففي المجتمعات الحية الثقافة فعلاً «تؤكل عيش» لكنها عندنا -للأسف- تجلب لصاحبها التعاسة والديون وكل أنواع الهموم!

… أخاف على  المثقف الجديدي إذ في المجتمعات الحية المثقف منارة للتفكير المتجدد ومكانته في صفوف علية القوم. وعندنا مسكين  محاصر بنظرات الشك والريبة وكل أشكال التُّهم الظالمة.

… أخاف على  المثقف الجديدي  من مؤسساتنا الثقافية  لأن الثقافة عندنا بهذه المدينة متراجعة … فهل باستطاعتنا ان ننقل الثقافة من السكون الى الحركة الدائمة ؟؟؟؟؟؟ وان استطعنا فكيف ؟؟؟؟… و ما هو الواجب والدور الذي ينبغي أن يلعبه المثقف الجديدي في ظل هذا التردي والتراجع الذي تعيشه الثقافة بمدينة الجديدة؟

… أخاف على  المثقف الجديدي واترك لكم الاجابة راجيا منكم المشاركة عسى ان نجد من خلالها الحلول المناسبة لرفع مستوى ثقافة مدينتنا  و مدى امكانية نشرها   متحدين بذلك الغزو الثقافي الرهيب القادم من عقليات “الجوهرة”و,,,و,,, والتي تكاد ان تودي بثقافتنا في الهاوية…

… أخاف على  المثقف الجديدي حيث لم يعد  هو صاحب الدور الريادي المحرك للمكنون الثقافي والاجتماعي والسياسي بالمدينة، وصاحب الرؤية الاستشرافية القائدة. …

أخاف على  المثقف الجديدي  الذي أصبح  وفق هذه الرؤية حبيس البيئة التي يعيشها والزمن الذي يمر فيه، مصاب بالعجز أحياناً، هذا العجز الذي تفرضه عليه الظروف المعاشة، التي دفعت به إلى حالة من الإحباط أو اليأس أو العزلة أو الهجرة  … أخاف على  المثقف الجديدي الذي لم يستطيع أن يكتشف ذاته ويحدد دوره تجاه نفسه قبل الآخرين، وأصبح  وهم  وعجز عن فهم الواقع الذي طالما تعامل معه  .    … أخاف على  المثقف الجديدي فهو الدافع الأساس لأي تغيير أو تطور أو تنمية، فهو الذي يبدع ويلعب دوراً في ربط الثقافة بالواقع الفكري  وهو كذلك صاحب «موقف من الحياة وصانع الفكر

… أخاف على  المثقف الجديدي ذو الرأي المستقل والعقل الشقي، يشقى بعقله ليوعي الآخرين، والمفكر المبدع، الناقد، وقارئ المستقبل، المعبر عن هموم المجتمع وآماله.

… أخاف على  المثقف الجديدي من توقف «نموه الفكري» عند الالتزام الحزبي أو … أو …، وأصبح رهينةً لتلك الفكرة وغير قابل لتطويرها أو تجديدها، فتجاوزته الأحداث بل الأفكاروأصبح غير قادر أو غير مهيأ ليتعامل مع المتغيرات الثقافية أو السياسية ودفع بالحالة الثقافية بالجديدة إلى معترك وصراع فكري مستمر .. الخاسر فيه هو الإنسان الجديدي، أولاً، والمثقف الجديدي ثانياً،

… أخاف على  المثقف الجديدي الذي لم يستطع أن يتعامل مع الأفكار التي تحيط به   ولن يستطع أن يتعامل مع الأفكار الجديدة، وساعد على إبراز حالة جديدة لمثقف يتحول مع كل نسمة «فكرية».

… أخاف على  المثقف الجديدي الذي هو عدو لمن صادقه قبل أيام و صديق لمن عاداه قبل ساعات،و بين الأمر ونقيضه يتقلب، إذ لا تستقر له فكرة ولا يستمر له مبدأ، يدفعه إلى ذلك ضغط المتغيرات وتسارعها من حوله وانبهاره بأفكار الآخرين دون تعامل معها بانتقاء واختيار، وحجته في ذلك التطور والنمو الفكري وعدم الوقوف عند الجمود …

إن مثل هذا المثقف لا يستطيع أن يتعامل مع المتغيرات من حوله  ومن هنا نستطيع أن نتصور الدور الجديد للمثقف الجديدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى