أخبارصوت الجالية

أمسية شعرية بصيغة المؤنث من تنظيم قنصلية المملكة المغربية ببونطواز

نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية ببونطواز في شخص السيد صلاح الدين طويس القنصل العام بشراكة مع فدرالية جمعيات مغاربة أوروبا في شخص رئيسها السيد محمد زرولت ونائبه السيد عبد العزيز مريمي والتجمع الحضري سيرجي بونطواز في شخص نائبة عمدة المدينة السيدة كلثوم رشدي يوم الجمعة 16 ماي 2025 بمدينة سيرجي، أمسية شعرية بصيغة المؤنث، بحضور موظفي القنصلية وبعض جمعيات المجتمع المدني والجالية المغربية المقيمة بفرنسا.

الأمسية الشعرية أدارتها الصحفية رشيدة باب الزين قائلة : في كل وقت نصطاد المتعة من بحور الشعر؛ وفي هذه الأمسية سنستمع معا لشاعرات دعاهم بيت الشعر ليرسمن تجاربهن على لوحة جديدة من لوحات البيت العامرة، التي تؤكد جميعها أن الشعر سيظل حاضرا مهما تغيرت ظروف الحياة، فهو محرك رئيس من محركات الهوية، وجزء لا يتجزأ من جمال لغتنا العربية لغة الضاد.

وبعد الاستماع إلى النشيد الوطني، وبعد كلمة الشكر في حق السيد القنصل والمنظمين والحضور الكريم من الصحفية رشيدة باب الزين والشاعرة زكية لعروسي، وعلى شعار الله.الوطن.الملك افتتحت الأمسية بقراءة الشاعرة فاطمة اشبيبان بناصر صاحبة الرصيد الشعري والأدبي الغني عضوة برلمان الكاتبات الفراكونيات ؛ قصيدتها باللغة الفرنسية تحت عنوان Je suis une femme اتسمت قصيدتها بشاعريتها المرهفة وخاطبت الذات والإنسان وجاشت بالعاطفة بأسلوب حي شعري مرهف يعتمد على مقاربة الخيال في نموذجها المخضرم واللافت أن الحضور تفاعل معها وأضفى حضوره المميز جمالا آخر.

وطرقت الشاعرة أمينة الدياج في قصائدها المتميزة تحت عنوان « خبر، لست أبى، هدية لك، نشيد الصحراء، لا حصاد دون نساء » أبواب الكلمة الراقية المبدعة فتغنت بمغربية الثقافة والمعرفة وتأملت واقع الحياة لاسيما في قصيدة تخص فلسطين،  فاتسعت الفضاءات الدلالية لنصوصها لتشمل جل مواجدها الذاتية وخواطرها الإنسانية ووقفاتها التأملية وهي تجوب بحار الدهشة وتدفع الحضور للتفاعل مع كل ما أزخر به قصائدها من تطورات فارقة تشي بمستواها الفني العالي ، وأيقظت شرارة الوطنية لدى الحضور من خلال قصيدة « نشيد الصحراء ».

ثم حلق الحضور مع نص الشاعرة نوال الوزاني حمل عنوان « أنت في الصمت أبلغ من الخبر » يمتد بأفقه البديع في وصف أحوال النفس ومواجدها، ويحلق في الآن نفسه بتراكيبه ودلالاته في الوجدان؛ حيث أفاضت من خلاله على الحضور من معين كلماتها المعبرة، وصورها اللافتة وهي تنسج ببلاغة قوافيها.

واختتمت الشاعرة زكية لعروسي القراءات الشعرية بقصيدة “سفر عاشقة” وهي نشيد أنثوي عارم، تتقاطع فيه الصوفية بالعشق، والهوية بالشعر، والتمرد بالأسطورة، تتحدث الشاعرة بصوت امرأة تتجاوز القوالب الجاهزة للأنثى العاشقة أو الضعيفة، لتعلن عن نفسها ككاهنة، عرافة، وخالقة للغة والأسطورة؛ تلتحف الشاعرة بجرأة لغوية وانفعالية تجسد صراع الذات الأنثوية مع التهميش والتأويل الذكوري للغة والحب والهوية، والتوق لخلق خطاب جديد، شعري، غامض، لكنه متجذّر في الوجدان، يحتفي بالنار والرغبة والخلق..رسالتها ان المرأة ليست متلقية للحب، بل خالقة له. ليست صفحة يكتب عليها، بل نارٌ تشعل اللغة؛ هي القصيدة قبل أن تولد الأبجدية.

وأسهم في تنشيط الأمسية الشعرية الفنان خالد العلوي والموسيقار الحسين ادبو الذين أدّوا معزوفات جماعية، ورافقوا الشاعرات بآلة العود، وأتحفونا بأغاني مغربية من الزمن الجميل.

وتفضل السيد القنصل العام صلاح الدين طويس ونائبة عمدة سيرجي السيدة كلثوم رشدي والسيد محمد زرولت على تقديم باقات ورد امتناناً للشاعرات د. زكية لعروسي، ذة. فاطمة اشبيبان بناصر، ذة. امينة الدياج، ذة. نوال الوزاني والصحفية رشيدة باب الزين.

وتميزت الأمسية الشعرية بطابع التنوع وهي صفة متلازمة مع الجالية المغربية التي استطاعت في تنوعها تحقيق اشعاع للثقافة المغربية التي تشكل رافدا في هوية مبدعي ومبدعات مغاربة العالم.

وقد أقيمت في ختام الأمسية جلسة شاي على شرف الضيوف والمشاركين، في أجواء طبعها الدفء والبهجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى