الكتابة الاحتفالية الحيوية، تكتب ام تنكتب؟ ــ

بقلم: عبد الكريم برشيد
فاتحة الكلام
أعترف لكم، بانني في هذه الكتابة الاحتفالية الجديدة، قد حرصت على أن أركز اكثر، في مقاربة هذا المسرح، على الجانب التنظيري والفلسفي فيه، وان أركز على السؤال العلمي والفكري والجمالي، وان انطلق منه نحو بناء منظومة فكرية متكاملة، ولقد فتحت في الموضوع ورشا فكريا يغطي كل الحقول المعرفية المتعددة و المتنوعة
ولقد اخترت ان اكون في هذا المسرح مؤسس افكار جديدة، وأن أكون ايضا مهندس افكار حية ومتدفقة بالحياة، وان اكون مهندس حالات ومهندس مقامات ومهندس علوم وفنون جديدة ومتجددة في هذا العالم المتجدد، ولقد حاولت الابتعاد، بالقدر الذي استطيع، عن اسئلة الإنتاج في المسرح، وعن اسئلة الدعم وعن اسئلة الترويج وعن اسىئلة الملتقيات وعن اسىئلة كثير من المهرجانات التي تكرر نفسها، و تعيد نفس المشهد، بنفس أحداثه وبنفس حواراته الممتلئة بالفراغ والخواء
وعندما خاطبني صديقي و رفيقي في النضال النقابي الأستاذ عبد الرحيم ضرمام بخصوص مهرجان الحي المحمدي للمسرح، والذي هو مديره الفني, عرفت بان الأمر لا يتعلق بلقاء بروتوكولي، ينتهي قبل ان يبدا، ولكن بلقاء افكار وبلقاء مفكرين و بلقاء مواقف فكرية حقيقية، وعندما سالني عن عنوان وموضوع الندوة، اقترحت عليه العنوان التالي:
(المسرح الكائن و المسارح الممكنة)
وكتبت له الكلمة التقديمية التالية( عندما نطرح عنوان (المسرح الكائن و المسارح الممكنة) فمعنى ذلك ان ما هو موجود في المسرح المغربي اليوم هو اقل بكثير مما ينبغي ان يكون فيه غدا، وبان ما يعرف اليوم عن هذا المسرح، هو اقل بكثير مما ينبغي ان يعرف عليه، وان من حق هذا المغرب الكبير ان تكون له سياسة مسرحية واضحة، وان تكون هذه السياسة قائمة على الحق وعلى الحقيقة وعلى انصاف جميع العاملين في مجالات المسرح المغربي المتعددة، وذلك في جميع مناطقه وجهاته، وفي جميع مدنه و.قراه، وان تكون به فرق جهوية، وان تكون به معاهد مسرحية في عواصم كل جهات المغرب، وان تكون له مهرجانات إقليمية و جهوية، وان يكون له إعلام ثقافي و مسرحي يغطي كل الفعاليات المسرحية في المغرب،
ونحن اليوم لا نقنع بما هو كائن في هذا المسرح، ولا نقنع بمستوى ما هو موجود، ولذلك يكون من حقنا جميعا ان نسال وان نتساءل، وذلك بخصوص معنى كل تلك التجارب المسرحية المغربية الغائبة او المغيبة، والتي لها وجود خارج محور الدار البيضاء الرباط، وخارج التغطية الإعلامية، ولهذا يكون من الضروري ان نبحث عن تلك التجارب المسرحية المغربية الممكنة الوجود، والتي لم تسلط عليها الأضواء، والتي لم تاخذ حقها من الدعم ومن الإشعاع الإعلامي، وكل ذلك سعيا لتحقيق ديمقراطية مجالية ولتحقيق ديمقراطية مسرحية)
وبالأمس، كان اللقاء فكريا و مسرحيا، وكان في فضاء الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء، وكان هذا اللقاء بدرجة ندوة في المسرح وحول المسرح، وكانت المناسبة هي المهرجان الوطني للمسرح في دورته الخامسة، اما عن ان الندوة فقد اخترنا لها جميعا ان تكون تحت عنوان:
( المسرح الكائن و المسارح الممكنة
اقتناعا منا بان هذا المسرح الواحد من الممكن ان يكون مستقبلا مسارح متعددة، وان تكون تجارب مسرحية كثيرة تتعدد فيها الاجتهادات والاختيارات والتوجهات و الاجتهادات
ومرة اخرى أشير إلى أن هذا المهرجان تنظمه مقاطعة الحي المحمدي بشراكة مع نقابة المسرحيين المغاربة وشغيلة السينما والتلفزيون التي يتراسها النقيب عبد الرحيم ضرمام، اما إدارة هذه الدورة من المهرجان، والتي هي دورة مهداة لروح الفنان المسرحي الشامل احمد كارس، فيتراسها الفنان عبد الله بيض
وفي هذه الندوة التي سيرها، بحكمة و اقتدار، الأستاذ عبد الله لوغشيت، حضر وحاضر د محمد العزيز، تماما كما حضر و حاضر د، عبد الكريم برشيد، كما حضرت وحاضرت وجوه كثيرة من محبي و عشاق المسرح والتي اغنت هذا اللقاء، واعطته حياته وحيويته، و اغنته بكثير من الإضافات الفكرية الصادقة
وعلى حسابي بالفيس بوك، كتبت في نفس اليوم الكلمة التالية
( المسرح الكائن و المسارح الممكنة) عنوان ندوة فكرية تنظمها مقاطعة الحي الحي المحمدي بتنسيق مع نقابة المسرحيين المغاربة وشغيلة السينما والتلفزيون، اليوم على الساعة الرابعة بالخزانة البلدية بالحي المدينة الدار البيضاء، ويبقى السؤال، هذا المسرح المغربي اليوم، وهو بدون سياسة مسرحية، وبدون موسم مسرحي، وبدون جمهور مسرحي، هل هذا المسرح الكائن هو مسرح حقيقي؟
وما هي المسارح المغربية الحقيقية، والتي ينبغي أن نستحضرها حتى يكون من حقنا ان نستحضرها حتى يكون من حقنا ان نحتفل بها، وطنيا و دوليا؟
وهذه الأسئلة، وغيرها كثير، هي التي اجابت عنها الندوة، بكثير من الجرأة وبكثير من الوضوح و بكثير من النقد الذاتي الجارح في كثير من الأحيان
نحو كتابة تحيا الواقع وتتوفع ما يمكن أن يقع:
في تقديمه لاحتفالية ( يا مسافر وحدك) والتي اخرجها للنور مخرج مسرحي احتفالي هو عبد المجيد فنيش، يقول الاحتفالي الكاتب، والذي قد يكون انا، او اكون انا هو .. يقول:
( انني انا، مقترف هذه الكتابة اقول ما يلي: ان ما قدرت على تفسيره وتبيانه ـ في هذه الاحتفالية المسرحية ـ قد فسرته وبينته، او انني حاولت ذلك فقط، ولقد قلت هذا هو ( جهدي) وان كل ما عجزت عن معرفته، بشكل حقيقي، قد شاغبته وشاكسته معرفيا مع ذلك، ولقد اقتنعت دائما بان شرف سيزبف يكمن في شرف المحاولة، وفي الإصرار على تكرار نفس الفعل المتجدد إلى ما لا نهاية)
وينتابني الإحساس كل يوم، وبعد كل كتابة، بان كل شيء في حياة الكاتب يمكن ان ينتهي في يوم من الأيام، إلا شيء واحد اوحد، والذي هو فعل هذه الكتابة الحية، والتي تزداد قربا من الخلود كلما ازدادت قربا من الحقيقة ومن الجمال ومن الحياة ومن الحيوية، وانني انا الكاتب الحي، وبعد كل مخاطرة من مخاطراتي الفكرية والإبداعية، في غابات هذه الكتابة الحية، فإنني ازداد اقتناعا بانني مازلت لم اقل كل شيء في عوالم و اكوان هذه الكتابة، و بانني مطالب بان اواصل الحفر والنقش والرسم بالكلمات وبالعبارات وبالعلامات وبالاشارات، وبكل الأبجديات الكائنة والممكنة
وهذا الاحتفالي القادم من المستقبل والآتي إلينا من عالم ما وراء الواقع، ومن عالم ما خلف الطبيعة، هو الذي قال عنه شخص الكاتب، وقال ايضا عن فعل الكتابة:
( لست كاتبا طبيعيا، ولست كاتبا واقعيا، وعليه فإنني في مجال تفسير الظواهر وتفسير الأفعال وتفسير الحالات وتفسير المقامات وتفسير البنيات، لا أتوقف عند عناوينها البرانية و السطحية، وعليه، وبحكم انتي لست صحفيا، ولست مؤرخا، فإنني لا أفسر الماء بالماء، ولا أفسر الواقع والوقائع الطبيعية والواقعية تفسيرا طبيعيا و واقعيا
وفي هذه الكتابة الاحتفالية لا يحضر فقط ما يقع في الواقع، ولا ما هو مدون في التاريخ، ولا ما هو معروف و مألوف، بل ( يحضر التوقع بكل تاكيد، ويحضر التنبؤ، ويحضر الاختراق و الاختراق، ويحضر الغائب و الغيبي و المغيب، ويحضر الممكن و المحال، ويحضر المادي الحسي التاريخي، و يحضر الما ورائي اللامحدود و اللانهائي، وكل اسم في هذه الاحتفالية هو اسم اخر، وكل ( حقيقة) هي حقيقة اخرى)
لا احد يعطي إلا مما أعطته الحياة:
وبحسب منطق الاحتفالية، فإن هذا الاحتفالي فيها لا يكتب الكتابة، والصحيح هو ان نقول بان هذه الكتابة تنكتب په، وهو في حقيقة الأمر لا يعطي شيئا من عنده، لأنه هو نفسه معطى وجودي وهو معطى حيوي وهو معطى تاريخي وهو معطى جغرافي وهو معطى ثقافي وهو معطى حضاري، وهو نفسه كتابة انكتبت في الحياة بابجدية الحياة السرية و السحرية، وهو بهذا لسان حال الحياة، وهو لسان حال الوجود، وهو لسان التاريخ، واي كاتب، يمكن ان يقول عكس ما تقوله الحياة وعكس ما يقوله التاريخ، فإنه لا يمكن ان يكون له مستقبل في الحياة وفي التاريخ
وانا في فعل هذه الكتابة، ومثل كل الكتاب الاحتفاليين في العالم، لا افعل شيئا سوى انني اغمض عيني واحلم، وانا في كل أعماري لا احلم إلا لأراني بعيوني الجوانية السحرية احسن و أجمل اصدق، ولقد تعودت ان احلم واكتب، وان أغيب في القريب من هذه الأزمنة الأمكنة حتى يمكن ان احضر في البعيد منها، وانني مؤمن بان غيرها الغأئب هناك هو اكثر امتاعا وأكثر إقناها مما هو حاضر هنا، وفي هذه الكتابة اركب طائر البراق من اجل ان يرتفع بي إلى العوالم الأخرى والى الأكوان الخرى ، وان يوصلني طائر الحلم هذا إلى الأبعد وإلى الأعلى وإلى الأغرب، والى الاجمل وإلى الأصدق، وان اجد نفسي في حال من الوجد الصوفي اقول مع شيخي جلال الدين الرومي
(اقرب من تراه ليس الذي امام عينيك
بل الذي تغمض عينيك فتراه بقلبك)
بالحلم إذن، وفي الحلم دائما، نعيش عيشا كاملا و متكاملا، و نحيا حياة اوسع و ارحب، ونكون في الواقع اسرع وابدع واروع من هذا الواقع، ونزداد قربا من روح الواقع عندما نبتعد عن قشوره البرانية،
وفي هذا الحلم نرى ما لا نستطيع ان نراه في اليقظة، وفي السكر الصوفي قد نرى روحيا ما لا تراه ولا نحپاه في كثير من الصحو الخادع
وفي اليقظة نكون تحت رحمة الواقع والوقائع، ونكون عبيدا من حيث ندري او لا ندري، ولكننا في الحلم نكون اسياد انفسنا و اسياد عوالمنا الجديدة، وفيه نتحرر، ونتمدد، و نتعدد، ونتجدد، لنكون نحن و غيرنا في جسد واحد، ونعيش اللحظة الحية الصادقة وهي تنبض بالحياة، وزتفيض بالحيوية، وليس باطلا ان يكون الإنسان قد اكتشف هذا الحلم، وان يكون قد عرف سر وسحر ووجماليات هذه الأحلام، وهي في درجة العيد و التعييد، وليس باطلا ايضا، ان يرتبط هذا الحلم بالجنون وبالعبقرية وبا الإبداع الخلاق
الكاتب الاحتفالي تلميذ في مدرسة:
ولأن هذه الكتابة الاحتفالية هي اساسا فعل حيوي، وانها بهذا فاعلية حرة، وانها مسكونة بإرادة متحررة ومستقلة بشكل كامل، ولأنها منفصلة عن الدرس المدرسي وعن الدرس الأيديولوجي وعن الدرس الديني، فقد اعتبرت (سقوط جدار برلين هو أكبر انتصار للاحتفالية ) وقد كان ذلك إيمانا منها بان الكتابة الحيوية الاحتفالية هي كتابة بلا جدران وبلا سقف، وهذا هو ما يفسر شعارها القديم الجديد والذي هو ( احتفاليون بلا حدود واحتفالية بلا ضفاف)
وهذه الحرية في الإبداع، قد يكون لها ما يفسرها و ما يبرر وجودها، إذا كانت حرية فكر، وكانت حرية خيال، وكانت حرية وجدان، وكانت حرية بحث و اجتهاد، اما اذا كانت مجرد تجريب شكلي في الفراغ، وكانت بدون خلفيات وبدون مبررات وبدون عمق نظري، فإنها تصبح مجرد حذلقة فنية وجمالية ولا شيء اكثر من ذلك، وما اكثر المحسنات الجمالية في كثير من تجارب مسرحنا المغربي العربي، والتي قد تزين هذا المسرح شكليا، من غير ان تضيف إلى بنيته الداخلية اية اضافة حقيقية
ونفس هذا الاحتفالي هو الذي قال في احدى كتاباته بان (المسرح العربي اليوم أصبح اكثر حيوية وأكثر مدنية وتجريبية) ولكنه في المقابل اصبح اقل جرأة واقل مخاطرة واقل قدرة على السؤال و اقل قدرة على تفكيك الوقائع الواقعية، وعلى إعادة تركيبها تركيبا مسرحيا جديدا وحديثا
وهذا الكاتب الاحتفالي، هو نفسه الذي قال ايضا (الشخصية الإنسانية عندي هي أساس الكتابة، وكل نصوصي المسرحية تحمل اسماء الناس) ولعل هذا هو ما يعطي للتلاقي الإنساني في المسرح معناه الحقيقي، وهو ما يمكن ان يعطي الفرح الإنساني معناه، وهو ما يعطي المأساوي والملهاوي والعبثي والفوضوي والعدمي معناه الحقيقي ايضا، لأن الإنسان في المسرح الاحتفالي العيدي هو كل المسرح، اما البقية الباقية فما هي إلا تفاصيل وإضافات وملحقات و محسنات بلاغية، ويبقى ان نعرف ماذا يفعل هذا الإنسان المسرحي في لحظته المسرحية وفي زمنه المسرحي وفي عمره المسرحي، وكيف يفعل ما يفعله، وكيف يتفاعل مع ذاته، وكيف يتحاور مع مجتمعه ومع محيطه، وباية لغة؟ باللغة الحية، ام باللغة الميتة و المحنطة والمعلية؟
وفي ( البيان الأول لجماعة المسرح الاحتفالي) يمكن ان نقرا ما يلي
( اننا نرفض ان تتحول الاحتفالية إلى مدرسة او مذهب، مدرسة يكون لها تلاميذ او مذهب يكون له اتباع، ان الاحتفال في جوهره هو التعبير الحر والتلقائي عن الحياة وهي في حالة الفعل والحركة لا في حالة الثبات والسكون )
إن الأصل في الاحتفالي هو انه معلم نفسه، تماما مثل ما هو حي بن يقظان في الطبيعة، وان تكون مدرسته الحقيقية هي الحياة وهي الواقع وهي الذاكرة وهي التاريخ
وهذا الاحتفالي اليقظاني، هو الذي تامل وفكر وابدع وسأل وتساءل، و أوجد لحياته نظاما يخرجه من العبث ومن الفوضى، وهو الذي أوجد منظومة فكرية متكاملة في مسرح اصبح بعد ذلك مسرحه، وهو في بحثه عن انسنة الوحشي في الحياة، وعن تنظيم الفوضوي في مسرح حياته وحياة مسرحه، لم يفعل ذلك من اجل ان يقيد حريته، ولا من اجل ان يصبح عبدا لمنظومته الفكرية، وان يقدسها بعد ذلك، ولكنه فعل ذلك من اجل ان ينظم عالمه، وان يرتب افكاره في عالمه وفي كونه
إن هذه الاحتفالية التي راهنت على المستقبل، قد ادركت اليوم هذا المسقبل، وصلت إليه، والذي اصبح جزء كبير منه ماضيا، او في حكم الماضي
كما ان هذه الاحتفالية التي راهنت على الفكر وعلى الفن وعلى العلم وعلى الصناعة، قد تحقق لها اليوم كثيرا مما ارادت، واصبحت، من حيث ندري او لا تدري، نظام حياة في الحياة، ونظام وجود في الوجود، واصبحت منظومة فكرية متكاملة في عالم الفكر الإنساني والمدني الحر والمتحرر
وهذه الاحتفالية التي راهنت على الحب، في مقابل الحرب، وراهنت على الفرح، في مقابل التباكي الميلودرامي، وراهنت على العمل في مقابل الكسل، قد ادركت اليوم شيئا كثيرا مما كانت تسعى إليه.
وراهنت على التلاقي الإنساني، وراهنت على العيد والتعييد، وراهنت على الاختلاف والتعدد، وراهنت على الحوار والتسامح، وعلى الآخر المختلف، لأنه اناها الأخرى التي لا تكتمل إلا بها وفيها
ولقد راهنت هذه الاحتفالية على الإبداع والإبداعية، وذلك في مقابل الأتباع والاتباعية، وراهنت على الإنسان و الإنسانية، وذلك في مقابل الوحش و الوحشية، وراهنت على المدينة والمدينة، وذلك في مقابل الغاب وشريعة الغاب، كما راهنت على الحياة والحيوية، وذلك في مقابل الآلة والآلية، وراهنت على الصدق والمصداقية، وذلك في مقابل الزيف والتزييف، ولقد حرصت دائما على ان يكون ما تقوله هو نفس ما تكتبه، وان يكون نفس ما تعلنه هو نفس ما تضمره، وان يكون ما تقوله هو نفس ما تفعله
وراهنت ايضا على البعيد، وراهنت على الصعب وعلى الشاق وعلى الغامض وعلى الممنوع من طرف زعماء الفكر والفن، وعلى المحرم من قبل بعض فقهاء المسرح، ومتى كان المسرح الحي بحاجة إلى فقهاء محنطين؟