24 ساعةأخبار إقليم الجديدةالواجهةحقوق الإنسانصحة

تجار مآسي مرضى إقليم الجديدة: إلى أين يتجه قطاع الصحة؟

مراسلة : بوشعيب منتاجي

ما هو مستوى الجشع الذي بلغته بعض العناصر الدخيلة على القطاع الصحي في إقليم الجديدة، الذين أصبحوا يتاجرون بصحة المواطنين ومآسيهم؟ وكيف يمكننا وصف حجم الاستهتار الذي يتمتع به أولئك الذين يتلاعبون بمصير المرضى في المستشفى الإقليمي، سواء فيما يتعلق بالعلاج أو العمليات الجراحية؟

ما تعرضت له إحدى العائلات مؤخرًا يشكل حادثة لا يمكن السكوت عليها أو التغاضي عنها، ويجب أن يلقى استنكارًا واسعًا من الجميع. وعلى المسؤولين، كل في موقعه ووفقًا للمسؤوليات التي تقع على عاتقه، أن يتخذوا إجراءات عاجلة لوقف هذا العبث وتلك السلوكيات غير المقبولة التي يقترفها بعض الأفراد الذين يتاجرون بمعاناة المرضى وعائلاتهم.

إن ما يثير القلق هو أن هؤلاء السماسرة، الذين أصبحوا يتواجدون في العديد من أقسام المستشفى الإقليمي بالجديدة، يتدخلون لدى الطواقم الطبية مقابل رشاوى تُفرض على المرضى وذويهم. بل أكثر من ذلك، يتوجهون بأسر المرضى نحو شراء مواد طبية معينة من محلات وصيدليات محددة، محذرين من أن إجراء العمليات الجراحية قد يواجه مشاكل إذا تم شراء هذه المواد من أماكن أخرى. وهذه التدخلات المشبوهة، التي تحكمها علاقات غير شفافة، تزيد من تعقيد الوضع وتعرض حياة المرضى لمخاطر إضافية.

إن هذه التصرفات، التي قد يعتقد البعض أنها مجرد محاولات تلاعب وتضليل، تكشف عن وجود عناصر لا علاقة لهم بالقطاع الصحي ولا بقيمه الإنسانية. هؤلاء السماسرة أصبحوا جزءًا من مشهد مؤلم في المستشفى الإقليمي، حيث يساهمون في استغلال مآسي المواطنين لتحقيق مكاسب شخصية على حساب صحتهم وسلامتهم.

ومن هنا، يتعين على كل من يهمه سمعة هذا القطاع الحيوي في بلادنا، وعلى رأسهم المعنيين بالشأن الصحي، التدخل بسرعة وفاعلية لوضع حد لهذه السلوكيات المرفوضة. لا بد من اتخاذ تدابير صارمة للحد من هذا الاستهتار، ولحماية حياة المواطنين الأبرياء من هذا التلاعب المستمر.

نبيل البلوطي

معدّ ومخرج برامج, مدير قسم السمعي البصري بالجديدة نيوز و رئيس النادي السينمائي بالجديدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى