الصحراء المغربيةالواجهة

توهيم أم إيهام …؟ سبات أهل الكهف .. فهل يستفيق القطيع ؟

بقلم أبو أيوب

    في تغريدة له قبل ساعات على حسابه الخاص ، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنتهية ولايته ، بأن المغرب على أتم الإستعداد للاعتراف بإسرائيل وعاصمتها القدس و التطبيع و إقامة علاقات ديبلوماسية معها ، تغريدة لحد الساعة لم يصدر أي بيان رسمي مغربي بشأنها يؤكد محتواها أو ينفيه و يدحضه أو ليكتفي بمجرد استنكار لا غير ، لا شيء على الإطلاق حدث ، بالتالي هل من الممكن قراءة التغريدة من زاوية لا دخان من دون نار ( Pas de fumée sans feu ) ؟

    في خبر لها حول الموضوع ، خرجت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بنبأ فحوى مكالمة هاتفية جرت بين العاهل المغربي و الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، و بحسب الصحيفة ، إتفق من خلالها الطرفان على : ( اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء و فتح قنصلية لها بمدينة العيون ، مقابل اعتراف المغرب بإسرائيل و القدس عاصمتها ) ، و لحد كتابة هذه السطور لم يصدر أي تعقيب أو رد رسمي نفيا أو تأكيدا أقله من الجانب المغربي ، و تجدر الإشارة إلى أن صحيفة نيويورك تايمز تحظى بنوع متميز من المصداقية ، كصنوتها الواشنطن بوسط و الفورين بوليسي أو الإندبندنت البريطانية و التايمز و لوموند و الباييس … على الصعيدالأوروبي .

    مهما يكن و لنفترض جدلا أن الإعترال الترامبي قد حصل و أن القنصلية قد افتتحت بالعيون ( أمر يصعب حصوله و قد لا أبالغ إذا قلت من المستحيل حصوله، تذكروا هذا جيدا تذكروه لعل الذكرى …) ، و بحسب الظالعين في القانون الدولي و … فالأمر لن يتعدى كونه استعراضا ديبلومسيا الغرض منه شيئان اثنان لا ثالث لهما ، الأول منهما وضع العصى في عجلة التوجهات المستقبلية لإدارة جو بايدن ، أما ثانيهما فهو مجرد فتات لسبات قطيع يمتد من المحيط إلى الخليج ، أي بما معناه ، كل القرارات التي تصدر عن المنتهية ولايته هي خاضعة لإعادة النظر فيها وفق المصالح و موازين القوى العالمية … المنطق يقول هكذا .. أليس كذلك ؟… بلا و لكن ل….

    بينما اعترافهم هم أنفسهم من وجهة النظر هاته يبقى اعترافا رسميا مودعا و مسجلا و مضمنا ضمن قرارات الشرعية الدولية ، بالتالي اعترافهم يعتبر اعترافا رسميا مجانيا قد يكون دون مقابل مجسد و ملموس على أرض الواقع ، ناهيك عن رمزية الإتفاق و توقيته ( المغرب يعيش حاليا وضعا يصعب التنبؤ بمخرجاته/ أزمة إجتماعية خانقة/ 75% أمية/ أكثر من 60% فقر مدقع/ آخر الترتيب في التعليم و الصحة و التنمية البشرية…) ، و رمزية الجالس على عرش أسلافه المنعمين و رئاسته لجنة القدس عاصمة فلسطين …

    هنا تجدر الإشارة إلى حلم راودنا جميعا بمختلف انتماءاتنا و توجهاتنا و إيدولوجياتنا منذ صلاح الدين و …، من ضمنها خطاب ملكي سامي للعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني أحسن الله وفادته و مثواه عندما أقسم و حلف بأغلظ الإيمان ( سنصلي في القدس ) ، هو ذهب عند خالقه و في حلقه غصة الصلاة طيب الله مثواه ، ونحن لا زلنا ننتظر وما بدلنا تبديلا و لا حققنا مرادا و قد يصح علينا قوله تعالى ( و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى تتبع ملتهم … صدق الحق كما صدق … يا أيها … لا تتخذوا اليهود و النصارى .. أولياء ) .

    قلت لنفترض جدلا ، أن أمريكا ترامب و ليس أمريكا المؤسسات و الإسطابليشمانت وافقت على فتح قنصلية لها … و اعترفت … فهل من شأن هذا أن يوقف العمليات العسكرية بالصحراء ؟ الأكيد المؤكد لا و بحسب منطوق القرارات الأخيرة للقمة الإستثنائية الأخيرة للاتحاد الإفريقي بجوهانسبوغ جنوب إفريقيا …! فعندما سكت مجلس الأمن الدولي نطق الإتحاد الإفريقي و مجلسه للسلم و الأمن …! و القمة الإفريقية المقبلة بأديس أبيبا حبلى بالمفاجآت …

    ثم ماذا لو تواصلت المناوشات بنصرة و دعم و مساندة من محور و حلفاء يتمدد على حساب حلف و أدوات يتبدد ؟ ، هنا يكمن ضعف حلف و أدوات بالتالي يمكن حصرنا ضمن خانة تمسك غريق بغريق … و الله أعلم بثبوته ، ثم ماذا لو أقر و صادق الإتحاد الإفريقي على عقوبات إقتصادية/ عسكرية/ رياضية … في حق المغرب ؟ ، و هناك مؤشرات و بوادر تسير في هذا الإتجاه …!

    من به ريب و شك أحيله مباشرة على أصوات ذات ثقل دولي وازن إفريقيا/ أوروبيا/ أمريكيا ، دون الخوض فيما عداها من منظمات أممية و قارية و إقليمية و جهوية … و مجتمع مدني و حقوقي … من بين المتوقع حدوثه بداية السنة المقبلة ، الإعتراف الرسمي لمملكة السويد بجمهورية من ينازعنا السيادة على الصحراء ، و إذا ما اعترفت ..، من شبه المؤكد أن تعترف ( توصية البرلمان السويدي بالإجماع بهذا الشأن ) ، فستصبح بكل تأكيد تجسيدا لنظرية أحجار الدومينو ، أي بما معناه ، ستحدوا حدوها مباشرة مملكة النرويج و الدنمارك و إيسلاندا و نيوزيلاندا و إيرلاندا … و لم لا المملكة البريطانية و إيطاليا لتنتشر العدوى بعموم أوروبا .. و هذا هو المتوقع حدوثه ..

    زوار ليل موقع الجديدة نيوز ، كان هذا ملخص تغريدة ترامبية و خبر نيويورك تايمز و ما تناقلته عنها قناة فرانس 24 و البي بي سي و … و هلم جرا من قنوات إعلامية و صحف دولية … نقلتها بكل صدق و أمانة و تجرد و موضوعية ، مبتغاي نشر الخبر كما هو و المعلومة بدون زيادة و لا نقصان … لنا حلف و أدوات يتبدد و لهم محور و حلفاء يتمدد ، و المقبل من أيام قاتمات حالكات سوداء … بهذا أخبرتني عرافتي … كذب المنجمون و لو صدقوا … أنعمتم مساء .

عبد السلام حكار

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى