سطات تحت المجهر: انتشار تسول الأطفال يثير قلقًا واسعًا ودعوات لتحرك عاجل من السلطات

في مشهد يتكرر يومًا بعد يوم، بات تسول الأطفال في شوارع مدينة سطات واحدًا من المظاهر التي تثير القلق والاستياء في صفوف الساكنة والفاعلين المدنيين على حد سواء. ظاهرة تتسع رقعتها بصمت، لكنها تطرق باب الضمير العام بقوة، خاصة مع تسجيل حالات لأطفال صغار – بعضهم لا يتجاوز الثامنة من العمر – يمدّون أيديهم في ظروف مهينة على أرصفة المدينة وأمام المرافق العمومية.
وفي هذا السياق، أصدر المرصد الوطني لتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد بالمغرب بيانًا للرأي العام، عبر فيه عن “قلقه البالغ من هذا الوضع المؤلم”، مؤكدا أنه وثّق ميدانيًا عددا من الحالات المتكررة، لا سيما في محيط المؤسسات العمومية والتجارية، مثل مركز البريد الرئيسي بسطات.
وأبرز البيان أن هؤلاء الأطفال غالبًا ما يُجبرون على امتهان التسول، وهو ما يجعلهم عرضة لاستغلال خطير، بأشكاله المختلفة، في غياب أي حماية حقيقية لحقوقهم التي يضمنها القانون الوطني، والمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل.
واعتبر المرصد أن استمرار هذه الظاهرة “يمثل فشلاً صريحًا في منظومة الحماية الاجتماعية”، منتقدًا ضعف تدخل المؤسسات المكلفة قانونًا برعاية هذه الفئة الهشة، بالرغم من وجود أطر تنظيمية ومؤسساتية يُفترض أن تضطلع بدور فاعل في الرصد والتكفل والإيواء.
وعبّر المرصد عن مطالب واضحة، أبرزها:
-
تدخل فوري من طرف السيد عامل إقليم سطات والسلطات المحلية من أجل وضع حد لهذا النزيف الاجتماعي؛
-
تفعيل الخلايا المحلية لحماية الطفولة وربط المسؤولية بالمحاسبة؛
-
دعوة الإعلام والمجتمع المدني لتسليط الضوء على هذه الانتهاكات؛
-
توجيه تقارير رسمية للقطاعات الوزارية المختصة، على رأسها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة.
وأكد المرصد في ختام بيانه أن “حماية كرامة الأطفال ليست شعارًا، بل مسؤولية جماعية تتطلب تحركًا عاجلًا قبل أن تتحول شوارع سطات إلى فضاءات دائمة للضياع والحرمان”.