فرنسا : ندوة من تنظيم جمعية طهارة لتكريم كل اموات المسلمين الذين تكفلت بهم بحضور شيخ من السعودية وسفراء وقناصلة بعض الدول.

في أجواء روحانية مليئة بالإيمان والتقوى نظمت جمعية طهارة التي يترأسها عبد الصمد عكراش شاب في الثلاثينيات فرنسي من أصول مغربية ارتباطه بوطنه الأم راسخ في قلبه منذ طفولته، وهو يصرح دائما أنه من دواعي سروره أن يعمل من أجل خدمة المواطنين المغاربة الذين يواجهون صعوبات مادية ومعنوية؛ ويؤكد دائما على التقدم والانفتاح الثابتين للمملكة المغربية، قبل كل شيء، الانفتاح الإنساني، الذي يسمح لجمعيات مثل جمعية طهارة أن تشعر بالتشجيع والدفع لتقديم الأفضل للمجتمع، في جميع أنحاء المملكة وفي جميع أنحاء العالم؛ يوم 13 أبريل 2025 بضواحي باريس احتفالا مميزا اكراما لعدد من المتوفيين الذين تكفلت بهم الجمعية بحضور شخصيات وشيوخ من مختلف الدول، تمثلت في الشيخ بندر من المملكة العربية السعودية، السيد بكري حسين عبيد قنصل دولة السودان بباريس، السيدة مالي من السفارة السنغالية بباريس، وممثلوا دول باكستان وافغانستان والصومال والمغرب؛ شاركوا في إحياء هذه المناسبة العظيمة وسط اجواء من الخشوع والتآزر.
بدأت الفعالية بتلاوة عطرة من القرآن الكريم من آداء الشاب حمزة بن عبد الرحمان وبعدها تم افتتاح الندوة من طرف رئيس جمعية طهارة السيد عبد الصمد عكراش تقدم فيها بخالص الشكر والتقدير والترحيب بكل الحاضرين، وأوضح ان مشروع طهارة لتغسيل وتكفين وترحيل الأموات يمثل واحدا من المشاريع الخيرية العديدة التي تقوم بها الجمعية بتنفيذها لصالح الفئات المحتاجة داخل القطاع والتي تتمثل في تغسيل وتكفين وترحيل الأموات إلى بلدهم الأم او دفنهم في مكان وفاتهم لافتا إلى دور الجمعية في نشر قيم التسامح وترسيخ معاني التكافل والتراحم.
وأكد انه على الجاليات التسجيل بالقنصليات والسفارات لتسهيل التعرف على هويات المفقودين وتسهيل عملية الدفن والترحيل وعلى أن التدخلات لا تتم إلا بالتعاون الوثيق بين القنصليات والسفارات في جميع أنحاء العالم ومن خلال هذا العمل التعاوني السخي تضمن فرض الكفاية أي إعطاء الموتى حقوقهم باعتبار ها جمعية متخصصة في خدمة الوفيات؛ وبعدها تفضل بإعطاء الكلمة لنائبه بالجمعية السيد سعيد اوبسكارن استعرض خلالها الخطوط العريضة لبرنامج الجمعية من سنة 2020 إلى سنة 2024 والإنجازات التي قامت بها والخدمات التي قدمتها عبر العالم والتقارير السنوية ومداخيل ومصاريف الجمعية خلال أربع سنوات موجها من خلال ذلك رسالة للحاضرين لمد يد المساعدة للجمعية للذهاب بعيدا.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الجمعية قدم للحاضرين درس ونظرية حول كيفية تغسيل الميت وتكفينه والشروط والأحكام والصفات الواجب توفرها في المغسل وكيفيات لابد من قيام المغسل بإتباعها مع التطبيق على نموذج حي، هو وباقي المتطوعين في الجمعية بالنسبة للرجال ونفس النظرية مع النساء اللاتي قمن بتطبيقها في صالة محايدة من طرف متطوعات الجمعية.
كما تم تقديم فقرات دينية من طرف الشيخ السعودي بندر تطرق فيها لموضوع الإنسان منذ ولادته إلى أن يلقى ربه وعن سكرات الموت، وعذاب القبر وعما يسأل عنه الإنسان ليلة مقابلته لله عزوجل.
كما طرح الحضور عدة أسئلة في الموضوع والتي أجاب عنها الشيخ بندر لتنتهي الندوة الدينية بالدعاء للحضور ولاموات المسلمين ولكل من ساهم فيها من قريب او من بعيد، كما تعززت الندوة بجلسة شاي مغربية مائة بالمائة وبمائدة عشاء “كسكس مغربي مائة بالمائة” بحضور مكثف من كلا الجنسين والجنسيات، مأدبة شارك فيها مجموعة من الجمعيات والمتطوعين على رأسهم السيد يونس رئيس جمعية كبشي الذي تبرع بعشرة أكباش، وشركة الطواف للحج والعمرة التي تبرعت بعمرة لشخص من خلال قرعة أجريت في آخر الندوة والتي فازت بها سيدة قادمة من المغرب كضيفة، مع فقرات روحانية من الامداح؛ وخلال الندوة أسلمت مهاجرة فيتنامية حيث أعلنت إسلامها على يد الشيخ بندر وامام الحضور وكانت فرحة كبيرة وكان الختام مسكا وكذلك توزيع الشواهد التقديرية عرفانا للمتطوعين من جميع الجنسيات بأعمالهم النبيلة.
وفي الأخير نود ان نتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى كل المتطوعين والحاضرين من كل بقاع العالم، ونسأل الله ان يبارك في مسيرتهم وان يوفقهم لمزيد من التألق والعطاء وان يظل صوتهم صداحا ينشر الخير والمحبة أينما حلوا وبارك الله في جهودهم.
عدستي وعدسة : المصورة مينة كعواشي