الصحراء المغربيةالواجهةحقوق الإنسان

لا بلح اليمن و لا عنب الشام

بقلم ابو ايوب

تولى السفير المغربي الدائم بالأمم المتحدة السيد عمر هلال رئاسة جلسة من جلسات الدورة العادية الثامنة والسبعين لهذه المنظمة الدولية ، و كان شرفا أبهجنا غبطنا له و فرحنا به كثيرا ، قبل أن تنكشف لنا حقيقة الغدر الإسباني و الخيانة الموريتانية ، ليتحول المشهد إلى عكس ما كنا نصبو إليه و نرجوه ، فكيف تم ذلك ؟

في كلمته التي القاها من على منصة الأمم المتحدة ، جدد الرئيس الموريتاني موقف بلاده الثابث و الواضح من قضية الصحراء ، موقف يفهم منه نهج سياسة (الحياد الإيجابي ) التي تنتهجها موىيتانيا تجاه ملف الصحراء … لكن علينا في المقابل استعراض الموقف الرسمي الموريتاني المعترف ب( الجمهورية الصحراوية) ، و الداعم لجبهة البوليساريو كحركة تحرير و ممثل شرعي و وحيد ل( الشعب الصحراوي) ، فعن أي حياد إيجابي يتكلم سيادة الرئيس و عن أية علاقات أخوة و صداقة مع المغرب يتحدث ؟
موقف يشبه إلى حد بعيد ما جاء في كلمة بيدرو سانشيز التي ألقاها باسم المملكة الإيبيرية إسبانيا ، ما يمثل استدارة ب360 درجة و تنصل تام عما أعلن عنه سابقا من اعتراف بمغربية الصحراء و تأييد لمبادرة الحكم الذاتي … موقف نزل ثلجا و صقيعا على رؤوسنا نحن المغاربة ، حيث أكد على موقف إسبانيا الرسمية الداعم لحل سياسي يرضي طرفي النزاع المغرب و الشعب الصحراوي حسب قوله ، مجددا دعمه للمسلسل الذي تقوم به الأمم المتحدة و مبعوثها الشخصي دي ميستورا لإيجاد حل وفق ميثاق الأمم المتحدة و قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

للاشارة ، فموقفا البلدين الجارين لا يقلان أهمية عن مواقف شبيهة لدول عديدة من أمريكا الجنوبية و اللاتينية و الإفريقية ، بل حتى الولايات المتحدة الأمريكية و على ما يبدو قد تنصلت من موقف ترامب دون الإعلان رسميا عن تجاهلها له ، و إلا بماذا نفسر تقرير وزارة الخارجية برسم 2022 المعترف بالبوليساريو كحركة تحرر كما جاء فيه ؟ و كم وددت و تمنيت أن تقف ماكينة المواقف عند هذا الحد ، إلا أن الأسافين أبت و أثخنت الجراح بعدما حسبنا أن الوهم و الغير مرئي فاني و يتبدد و ما هي إلا مسألة وقت ، فإذا به باق و يتمدد يتطلع لفضاءات أوسع و أرحب ( مشاركته في قمة البريكس و في قمة المناخ الإفريقيةالتي استضافتها كينيا مثالا لا حصرا ) .

اليوم المغرب يأخذ علما بما اقرته المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان التابعة للإتحاد الإفريقي ، و ما أصدرته من حكم يطلب من المغرب الإمتثال للقانون التأسيسي للمنظمة القارية و قراراتها ذات الصلة بقضية الصحراء ، حكم داعم ل( الدولة الصحراوية المعلنة ) و حق شعب الإقليم في الإستقلال ، حكمها هذا يذكرني بحكمين صدرا عن محكمة العدل الأوروبية سنتي 2018/2016 اعتبرا المغرب و الصحراء الغربية ( كيانين منفصلين) بحسب منطوقهما .

تطورات اللحظة و تغيرات نبرات الدول في حق المغرب تتزامن مع زيارة رسمية لوفد من مفوضية السلم و الأمن بالإتحاد الإفريقي لمخيمات تندوف تدوم يومين ، حيث يجري محادثات مع قادة البوليساريو و المنظمات الدولية التي تنشط بالمخيمات ، فضلا عن تزامنها مع إطلالة شهر أكتوبر القادم موعد تدارس قضية الصحراء بمجلس الأمن الدولي ، و الإطلاع على إحاطة المبعوث ديميستورا و تقرير الأمين العام غوتيريش للنظر في التمديد لبعثة المينورسو ، حيث تشير التسريبات إلى إمكانية توسيع صلاحياتها لتشمل مراقبة حقوق الإنسان ! بالتالي أتساءل عن مآل حسم القضية و سحبها بتعليمات ملكية من التداول في اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المكلفة بتصفية الإستعمار كما جاءت على لسان وزير الصحة و رئيس مجلس المستشارين و زعيم حزب الأصالة و المعاصرة السابق ؟

عبد السلام حكار

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى