24 ساعةأخبارأخبار إقليم الجديدةالواجهةثقافة وفنون ومؤلفات

مهرجان “ملحونيات” بأزمور… حينما يُقصى الشباب من معانقة حلمهم الفني

مراسلة : بوشعيب منتاجي

مع اقتراب موعد تنظيم الدورة القادمة من مهرجان “ملحونيات” بمدينة أزمور، تتجدد التساؤلات حول معايير اختيار المشاركين، خاصة في ظل استمرار تغييب عدد من المواهب الشابة التي تشربت هذا الفن الأصيل وتكوّنت عليه لسنوات على يد رواد وشيوخ الملحون.

فكيف يمكن الحديث عن تشجيع الشباب على حمل مشعل هذا التراث، في وقت يتم فيه إقصاء أصوات واعدة، بعضها حصد جوائز وطنية وأثبت حضوره في ساحة الإنشاد، دون مبرر مقنع؟ أحد هؤلاء المنشدين، على سبيل المثال، مُنع من المشاركة لأربع دورات متتالية، رغم حصوله على جائزة وطنية في مهرجان سجلماسة للملحون بأرفود سنة 2017، وكان حينها لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره. وهناك أيضا منشدات شابات يُشهد لهن بالكفاءة وطنيا، بعد مشاركتهن في مهرجانات وملتقيات عدة، ليجدن أنفسهن مبعدات عن منصة مهرجان يفترض أن يكون احتفاء بهن لا تهميشا.

ألم يكن من الأجدر أن يُفتح المجال أمام هذه الطاقات التي يُجمع المتخصصون والمتابعون على تميزها وعلو كعبها؟ ألا يُهدد هذا الإقصاء المستمر بإطفاء جذوة الحماس لدى شباب المدينة الذين يرون في مهرجان مدينتهم بوابة للاعتراف ومتنفسا لإبراز قدراتهم؟

إن الاستمرار في هذا النهج الإقصائي لا يخدم أهداف المهرجان ولا رسالته المعلنة، والتي طالما تغنى بها المسؤولون في خرجاتهم الإعلامية، حينما أكدوا أن “ملحونيات” يسعى لتشبيب هذا الفن وحمايته من الاندثار. غير أن ما يحدث على أرض الواقع يُناقض هذه التصريحات، ويُفرغها من مضمونها.

ثم تبقى تساؤلات أخرى عالقة، أهمها طبيعة العلاقة التي تربط المهرجان ببعض الفرق المرتبطة بالزوايا، والتي لا تمت بصلة مباشرة أو غير مباشرة بفن الملحون، مما يطرح علامات استفهام حول التوجهات الفنية والاختيارات التنظيمية للمهرجان.

اليوم، لم يعد هناك متسع لمزيد من التبريرات. فالشارع الأزموري، والفنانين، والمهتمين بالموروث الثقافي المغربي يطالبون بلجنة برمجة شفافة، عادلة، ومُنصفة، تعيد الاعتبار لأبناء المدينة الذين كرسوا وقتهم وطاقاتهم لخدمة الملحون، وعاشوا على حلم أن يكون لهم مكان ضمن مهرجان وُلد من رحم مدينتهم.

نبيل البلوطي

معدّ ومخرج برامج, مدير قسم السمعي البصري بالجديدة نيوز و رئيس النادي السينمائي بالجديدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى