الصحراء المغربيةالواجهة

ومضات تاريخية ( الجزء السادس )

بقلم أبو أيوب

    سنة 1987 بينما كانت المعارك على أشدها و الجيش الملكي منهمكا في بناء الجدار الدفاعي السادس ، أعلن العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه ، جوابا عن سؤال لوسائل الإعلام البريطانية التي حضرت للعاصمة الرباط للتحضير و تغطية زيارته المرتقبة للمملكة المتحدة ، حيث أفاد بأن المغرب على استعداد للإعتراف بنتيجة الاستفتاء حتى و لو أدت إلى استقلال الصحراء ، مضيفا رحمة الله عليه بأن المملكة المغربية ستكون أول دولة ستفتتح سفارة لها بالعيون .

    كان هذا بعد ثلاث سنوات من قبول منظمة الوحدة الإفريقية عضوية ( الجمهورية الصحراوية ) سنة 1984 و الإعتراف بها كدولة ذات سيادة ، و بعد حوالي ثماني سنوات من اتفاق وقف إطلاق النار بين الجمهورية الموريتانية سنة 1979 و جبهة البوليساريو ، حيث أفضت المفاوضات بين الجانبين إلى اعتراف موريتانيا بالجبهة كحركة تحرير و ممثل وحيد ( للشعب الصحراوي) . ليبقى بعدها المغرب في صراع عسكري مع البوليساريو حتى حدود سنة 1991 تاريخ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار تحت إشراف الأمم المتحدة ، فما الذي تغير على أرض الواقع ؟

    صحيح أن المغرب في صحرائه يبني و يشيد ، و صحيح أيضا أن عدة دول إفريقية و عربية افتتحت لها قنصليات بمدينتي العيون و الداخلة ، كما أنه صحيح أن الرئيس الأمريكي الخاسر في الإنتخابات و المنتهية ولايته دونالد ترامب ، قد أصدر مرسوما رئاسيا يعترف من خلاله بسيادة المغرب على الصحراء الغربية و بمقترح الحكم الذاتي كحل واقعي برغماتي ذي مصداقية … لكن لماذا فضل ترامب الإعتراف بسيادة المغرب على الصحراء في الوقت بدل الضائع ، بينما كان الأولى به القيام بهذه الخطوة و هو في أوج عهدته الرئاسية ، حتى يتسنى تمريره بالكونغريس بغرفتيه ؟ ثم لماذا وقع المرسوم الرئاسي بتاريخ 4/12/2020 و ظل طي الكتمان حتى اليوم العاشر من الشهر الجاري ليعلن عنه ( يوم تخليد اليوم العالمي لحقوق الإنسان ) ؟  

    أسئلة عديدة يطرحها مراقبون و محللون دوليون بعضها يرخي ستارا من السراب و الضبابية ، بعضهم يذهب حد القول بصفقة مقايضة بين الإعتراف بالسيادة و الهرولة نحو التطبيع …! فيما يقر آخرون بأن المرسوم الرئاسي لا يساوي الحبر الذي خط به … و بأن الوافد الجديد على المكتب البيضاوي قد يلغيه أو يتنصل منه … دليلهم في هذا نية الرئيس الجديد المنتخب :

* العودة إلى روح و نص الإتفاق النووي المبرم مع إيران .
* العودة إلى الإلتزام باتفاقية المناخ التي تنصل منها المنتهية ولايته .
*العودة إلى التزامات أمريكا التي تنصل منها ترامب ذات الصلة بمنظمة الصحة العالمية .
* العودة إلى ما نص عليه برنامج أوباما بخصوص التغطية الصحية OBAMA CARE .
* العودة إلى الإتفاق الذي اعترف بموجبه باراك أوباما بسيادة الصين على مياه بحر الصين الجنوبي .

    زوار موقع الجديدة نيوز ، كانت هذه خلاصة ملفات مطروحة على طاولة الوافد الجديد ساكن البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة ، و قد يكون من ضمنها ملف الصحراء الغربية المغربية ، فمن يدري ؟ ، و إذا ما صح التكهن و تنصل الوافد الجديد بما أعلن عنه سابقه ، قد يصبح المغرب في موقف حرج لا يحسد عليه ، بالتالي يتحول الإنتصار التاريخي الذي أسعدنا و أفرحنا إلى سراب و ضباب .

عبد السلام حكار

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى