في اليوم العالمي للترجمة (30 سبتمبر) (صالح علماني «عرّاب الأدب اللاتيني» والمثقف المترجم الذي نقل لنا عالم السحر اللاتيني)
صالح علماني «عرّاب الأدب اللاتيني» والمثقف المترجم الذي نقل لنا عالم السحر اللاتيني.
شكرا صالح علماني، لأنك كنت موجودا بيننا، شكرا لأنك أنت – لا غيرك – ترجمت أعمالا عالمية عظيمة بقوة ابداعك، ببصمتك، بخلطتك السحرية في الترجمة.
” لقد أُغلقت نافذتنا السحرية على الأدب اللاتيني” .. هكذا عبر عديد من القراء والأدباء العرب عن فجيعتهم في فقدان مترجمهم المفضل. ففي الثالث من ديسمبر 2019، فوجئت الأوساط الثقافية العربية بخبر وفاة المترجم الفلسطيني صالح علماني الذي يعتبر أهم من ترجم الأدب اللاتيني إلى العربية، والذي جعل كثيرًا من الأدباء في أمريكا اللاتينية يطالبون الحكومة الإسبانية بمنحه الإقامة تكريمًا له، لما له من فضل كبير في نقل الأدب اللاتيني للعالم العربي، حتى وصل إنتاجه لما يقارب مئة كتاب.
صالح جعلنا لا نختار الكتاب بسبب مؤلفه، بل مترجمه. نثق في اختياراته للكتب، ونعرف أنه سيأخذنا إلى عين الكاتب وقلبه باحترافية ترجمته، وبما يضيف إليها من حسه الأدبي في العربية.
علماني ترجم أزيد من 100 رواية ( ترجم لأنطونيو سكارميتا ، ماريو فارغاس يوسا ، غابريال غارسيا ماركيز ، جوزيه ساراماغو ، ايزابيل اليندي ، ادوراد غاليانو… و القائمة تطول …. ) تعتبر من روائع أدب أمريكا اللاتينية والأدب الاسباني، كان يترجم مباشرة من اللغة الاسبانية التي كان يجيدها؛ وصفه الشاعر الراحل محمود درويش بأنه “ثروة وطنية يجب تأميمها”، تشعر وأنت تقرأ ترجماته وكأنك تقرأ النص الأصلي، كان اسمه كفيلا بإغراء القارئ العربي إلى قراءة العمل المترجم مهما بلغت صعوبته. الأمر لم يكن سهلا كما قد يبدو للبعض، فقد كان يترجم لأسماء أدبية تنتمي إلى عدد من الدول التي تتكلم الاسبانية، ولكل دولة لهجتها ومصطلحاتها، الأمر الذي استوجب منه بحثا دقيقا في القواميس.