في ذكرى الفقيد العلامة فريد الأنصاري
في مثل هذا اليوم سنة 2009 فَقد المُسلمون عامة والمَغاربة خاصة عالماً ربانياً – الدكتور المُربِّي فَرِيد الأنصَاري رَحمه الله – المولود سنة 1960، كان منهجه القرآن وقد أفنى عُمره القَصير يُوصي بالرجُوع وتعاهد والاعتِكاف على القرآن، كان خادماً لهذا الكتاب المَحفُوظ والمُبارك، ولا أذكر أنني استمعتُ لمُحاضرة لهُ وهو لم يتكلم فيها عن القُرآن وأهميته وعَجائبَهُ التي لاتفنى ولا تبلى، وكُتبه كلها لا تخلو من بَركات القرآن وتَوصيات للشباب خَاصة بِثني الرُّكب والاكواع في تَدارس هذا الوحي، والتمسك به فهو حَبلُ نَجاة الأمة الإسلامية.
كانت كَلماته ولا زالت بَلسماً يُوضعُ على الجُروح فَتشفى بإذن الله، وهذه كَلماتهُ الأخيرة قبل مَوته تَفيض بنوع من الألم من المَرض الذي أقَض مَضجعه، ولكن رغم ما عَاناه إلا أنَّهُ كان يُحسن الظن بربِّه، وهذا أخر ما كتبهُ :
“حتى إذا ماتَ النهار شاهدت جَنازتي ترتفعُ أمامي في أفق البحر الغارب…
وتذكرتُ صلاتي!!
أديت العشائين جَمعاً وقصراً إشتياقاً للحظة الوصل
ثم بكيت!!
كان الليل قد أشرقت مَواجيدهُ سُرَّجا تتلألأ في جزر البحر،وكانَت مَصابيح الساحل تحلم خافقة بشئ ما…
غَمرني الحَنين إلى أورَادي…فما أن شَرعت في تَراتيلِ مواجعها،حتى انهمرت على قفاي صَفعات الرحمة تترى
هي رَحمة نَعم….لكنَّها صَفعات!!
وكان الألمُ يا سَادتي شَديداً!”