خامنئي يمنح إذناً بـ”تجهيز الجولان” للرد على الغزو البري لغزة، وضباط الحرس الثوري يصلون بغداد
المصدر: عربي بوست
علم “عربي بوست” من مسؤولين إيرانيين ومصادر مقربة من الحرس الثوري والمرشد الأعلى الإيراني، أن علي خامنئي، المرشد الأعلى، أمر قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، بتجهيز جبهة الجولان للبدء بها في حالة وقوع الغزو البري الإسرائيلي المحتمل لقطاع غزة.
كما علم “عربي بوست” من مسؤول أمني عراقي، أن عدداً من ضباط الحرس الثوري الإيراني ومسؤولين استخباراتيين إيرانيين وصلوا إلى بغداد خلال الساعات الماضية من مساء الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد الأخبار المتداولة عن قطع كامل للإنترنت والاتصالات على قطاع غزة، والأخبار المنتشرة عن بدء الجيش الإسرائيلي عملية برية ضد قطاع غزة.
خامنئي يمنح إذناً شاملاً:
وقال مصدر عسكري مقرب من الحرس الثوري الإيراني لـ”عربي بوست”: “في آخر اجتماع بين المرشد الأعلى وقادة الحرس الثوري يوم الخميس 26 أكتوبر/تشرين الأول، طلب منهم بعد قراءة تقارير اسماعيل قاآني عن الوضع الحالي، إخبار الرئيس السوري بشار الأسد بأن بدء التدخل الإيراني في الحرب سيكون من جبهة الجولان”.
وبحسب المتحدث، فإن إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قدم تقريراً مفصلاً عن الوضع الحالي والتسليح والخطط الخاصة بفصائل محور المقاومة، إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في الاجتماع الأخير، والخطط الإيرانية للاستعداد لاحتمال وقوع الغزو البري الإسرائيلي لقطاع غزة.
وذكر المصدر ذاته لـ”عربي بوست”، أن “قاآني حصل على إذن شامل من خامنئي بالتصرف الكامل في حالة الغزو البري الإسرائيلي لغزة، كما أعطاه الإذن بفعل كل شيء من أجل تهيئة وتجهيز جبهة الجولان للبدء منها في شن هجمات قوية على إسرائيل”.
وفي السياق نفسه، قال مصدر مقرب من القيادة العليا في إيران، مؤكداً الأمر نفسه لـ”عربي بوست”: “خامنئي أمر الحرس الثوري بالبدء من جبهة الجولان وإخبار الرئيس السوري بشار الأسد بهذا الأمر، مع وضع القوات العراقية والسورية هناك في وضع التأهب، دون تدخل من الجيش السوري”.
وبحسب المصدر ذاته، فإن بشار الأسد أخبر قائد فيلق القدس، الجنرال إسماعيل قاآني، في زيارته الأخيرة لدمشق، بأن الجيش السوري غير مستعد للمشاركة في هذه الحرب.
وأضاف: “بشار الأسد يرى أن بلاده وجيشه غير مستعدين، لذلك أرسل خامنئي إليه برسالة عبر قاآني بأن لا حاجة لنا إلى الآن لمساعدة الجيش السوري. الفصائل العراقية والسورية المتحالفة مع إيران في سوريا كافية في الوقت الحالي”.
لكن المصدر الإيراني المقرب من القيادة العليا قال: “إذا اتسعت دائرة هذه الحرب، فبالطبع سيكون من اللازم مشاركة الجيش السوري”.
عصائب أهل الحق تنشئ غرفة عمليات:
وفي السياق نفسه، علم “عربي بوست” من مسؤولين عراقيين وقادة عسكريين أن عصائب أهل الحق- وهو ثاني أكبر فصيل مسلح شيعي متحالف مع إيران في العراق- أنشأ يوم الخميس غرفة عمليات بشكل طارئ؛ للجمع بين الفصائل العراقية المنتسبة إلى محور المقاومة الذي تقوده إيران، لمراقبة الوضع الحالي.
ويقول قيادي في عصائب أهل الحق لـ”عربي بوست”: “عصائب أهل الحق لا ترفض المشاركة في الحرب ضد إسرائيل، لكنها غير مستعدة بالشكل الكافي الآن. لكن تم وضعنا أمام الأمر الواقع، لذلك كان من الضروري التنسيق بين فصائل المقاومة في العراق للتخطيط للمرحلة المقبلة”.
وأضاف المتحدث قائلاً: “نعمل على التنسيق مع حزب الله اللبناني، لأنه في حالة الغزو البري الإسرائيلي لقطاع غزة، ستنضم عصائب أهل الحق إلى حزب الله في لبنان، ولن نذهب إلى سوريا، لكن جزءاً من المقاومة في سوريا الآن”، في إشارة إلى كتائب حزب الله النجباء وكتائب سيد الشهداء، التي أرسلت عدداً من مقاتليها إلى سوريا ولبنان خلال الأيام القليلة الماضية، كما قالت مصادر عراقية لـ”عربي بوست”، في وقت سابق.
إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الإيراني (خاص)
جدير بالذكر أنه منذ يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قامت الفصائل الشيعية العراقية باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق؛ للضغط على الولايات المتحدة التي تقدم دعماً مفتوحاً لإسرائيل في حربها ضد سكان قطاع غزة.
وقال قيادي آخر من منظمة بدر العراقية، وهي أقدم فصيل عسكري شيعي مسلح في العراق ومتحالف مع إيران، لـ”عربي بوست”: “نحن والإيرانيون كنا نحاول بشتى الطرق الابتعاد عن المشاركة المباشرة في الحرب بغزة، لكن الآن ومع قرب الغزو البري الإسرائيلي، لا يوجد أمامنا سوى المشاركة، والآن نعمل على التنسيق بين الفصائل لمناقشة الخطوة القادمة”.
وعلم “عربي بوست” من مصادر عراقية مطلعة، أنه عقد اجتماع موسع بين قادة الحشد الشعبي العراقي وفصائله الموجودة في محور المقاومة، مع قادة من الحرس الثوري الإيراني، ومسؤولين من حزب الله اللبناني في العاصمة العراقية بغداد؛ لمناقشة آخر التطورات والأخبار التي تُفيد ببدء الغزو البري الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبالعودة إلى مشاركة الفصائل المسلحة العراقية في حالة وقوع غزو بري إسرائيلي، يقول قيادي في الحشد الشعبي العراقي لـ”عربي بوست”: “العراق بعيد عن إسرائيل، لذلك لدينا قواعد اشتباك جديدة، فمن المرجح أن تعمل الفصائل على المشاركة من الجولان وجزء آخر من جنوب لبنان، لذلك سيكون كل التنسيق بيننا وبين حزب الله”.
تهديد واشنطن للسوداني:
من جهة أخرى، قال مسؤول حكومي مقرب من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لـ”عربي بوست”، إن واشنطن أرسلت رسائل تهديد للسوداني؛ لعدم قدرته على وقف الهجمات العراقية ضد القوات العسكرية الأمريكية في العراق.
ويقول المصدر ذاته لـ”عربي بوست”: “الأمريكيون في البداية طلبوا بهدوء من السوداني السيطرة على الأمر. لكن مع تكثيف الهجمات ضدهم في العراق والتي انتهت بإخلاء السفارة الأمريكية، هددوا السوداني مباشرة، بأنهم سوف يتدخلون في الحرب الإسرائيلية إذا لم تتوقف الفصائل العراقية وحزب الله”.
وأضاف المتحدث قائلاً: “الأمريكيون أبلغوا السوداني أن عليه إقناع الفصائل العراقية والإيرانيين بضرورة التهدئة وإلا فسوف ترد واشنطن بقوة على الجميع، وسيتم استهداف قادة الفصائل العراقية”. وأشار المسؤول العراقي إلى أن المسؤولين الأمريكيين قالوا للسوداني صراحة: “يجب أن يتعلم قادة الفصائل العراقية الدرس جيداً من اغتيال قاسم سليماني”.
وقامت الولايات المتحدة باغتيال القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني ورفيقه العراقي نائب رئيس وحدات الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، في يناير/كانون الثاني 2020، بطائرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد الدولي.
وفي المقابل وبحسب مسؤولين عراقيين مطلعين، أخبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الإدارة الأمريكية بضرورة وقف دعمها لإسرائيل؛ من أجل عدم استفزاز فصائل المقاومة العراقية والإيرانيين.
يقول أحد مستشاري السوداني لـ”عربي بوست”: “السوادني أخبر الأمريكيين صراحة، بأنه لن يتمكن من السيطرة على غضب الفصائل والإيرانيين، وأخبرهم بأنهم أيضاً يعلمون ذلك، فمن الأفضل أن تضغط واشنطن على إسرائيل لإيقاف غزوها المحتمل؛ لتجنب كل هذه الصراعات”.