بقلم أبو أيوب
علاقات الجارين على المحك و ليست على ما يرام بما يشبه الى حد بعيد نارا خامدة تحت الرماد ، والرهان على بيدرو سانشيز رهان خاسر وفق تقديري كملاحظ و متتبع للمخاض الحزبي و تموجات الساحة السياسية و الحراك الشعبي ، و منظمات المجتمع المدني و الحقوقي الرافضة للبرنامج السياسي لحكومة سانشيز على الصعيد الإقليمي، لا سيما مع دول الضفة الجنوبية للمتوسط ( دول شمال غرب افريقيا) و اخص بالذكر علاقتها مع كل من المغرب و الجزائري ارتباطا بقضية الصحراء و قضايا اخرى بقيت عالقة ( سبتة….مثال )كيف ذلك؟
صحيح ان بيدرو سانشيز هو من يقود الحكومة الحالية رغم ان حزبه لم يحظى بالأغلبية في الانتخابات الأخيرة ، و الفضل في ترأسه الحكومة يعود للأحزاب القومية و تلك الداعية للانفصال عن اسبانيا ( الباسك و كاتالونيا مثال)
كما هو صحيح كذلك ان الحزب الشعبي هو اقوى حزب يحظى باغلبية المقاعد داخل مجلس الشيوخ الاسباني ( 136 مقعدا) بالرغم عن وجوده في صف المعارضة ، مدعوما بقوة من حزبي فوكس اليميني المتطرف (33 مقعدا) ، و حزب سومار الداعم للحزب الشعبي و جبهة البوليساريو نصيبه من الكعكة في الكونغرس (31 مقعدا)
اليوم الأغلبية المطلقة تطالب بعودة اسبانيا الى موقفها التقليدي و التاريخي من قضية الصحراء ، و قد وضعت بالفعل ملتمسا يدعو الى مسائلة سانشيز و بعض من وزائه على رأسهم وزير خارجيته ألباريس…
بالتالي من المرجح القوي ان يتخذ مجلس الشيوخ في الجلسة المرتقبة موقفا صادما لبيدرو سانشيز بما يمثل صفعة سياسية لحزبه ، و رصاصة الرحمة على مستقبله السياسي و ألباريس معه…
فيخو زعيم الحزب الشعبي و زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الاسباني ، و في معرض حديثه عن طلب عقدة جلسة مسائلة لسانشيز…لم يلتزم باللياقة السياسية واصفا المغرب بالدولة..(NARCO-ESTADO) ، و هذا مؤشر كاف على تأزم العلاقات الثنائية بعد إسقاط حكومة حزب العمال الاشتراكي بقيادة سانشيز
كما علينا ايضا استحضار موقف القصر الاسباني و الدور المحوري الذي يقوم به الجيش في اتخاذ القرار السيادي الاسباني ، و مدى تأثيره في المواقف السياسية للحكومات المتعاقبة ، لا سيما عندما يتعلق الامر بتهديد السيادة الوطنية ضمن الحدود المعترف بها دوليا ..
بيت القصيد هذا و تحصيل حاصل الواقع على الميدان ..عسكرة مدينتي سبتة و مليلية و جعلهما قاعدتين عسكريتين متميزتين بالابيض المتوسط ، بالتزامن مع انزال عسكري قوي بجزر الكناري و إجراء مناورات بحرية بالذخيرة الحية بالاطلسي بمشاركة عدة قطع…مجرياتها رسالة تحذير موجهة بالأساس للمغرب..
فضلا عن كونها رد على مطالب جمعية حقوقية مغربية تم توريطها او تورطت من حيث لا تدري في قضية سياسية سيادية لا نقاش فيها ..
قضية غير معروضة على انظار الامم المتحدة و لا هي مسجلة باللجنة الرابعة كقضية تصفية استعمار ( لائحة الأمم المتحدة للأقاليم 17 الغير متمتعة بالحكم الذاتي ) ، بل لم يسبق للمغرب كدولة ان بادر بعرض ملفها رسميا بالامم المتحدة..
اسقاط حكومة سانشيز قاب قوسين و أدنى بدعم شعبي قوي..بالتالي بات من الضروري تدخل القصر بعدما فرض الجيش رؤيته فيما يتعلق بالامن و استقرار المملكة ..ضمن السياق دعوة ملكية مرتقبة بعقد مشاورات مع الأحزاب استعدادا لتكليف الأغلبية بتشكيل حكومة جديدة وفق نص الدستور ، او الدعوة إلى انتخابات سابقة لأوانها و هذا أمر جد مستبعد في الظرف الدولي الراهن…
اليوم اصبح بامكاني الجزم بأن تولي الحزب الشعبي و داعميه زمام السلطة التنفيذية باسبانيا ، حدث في حال حصوله يعتبر ضربة قوية للمغرب لا سيما ما تعلق منها بقضية الصحراء ، و ما يترتب عنها من صدى قانوني سياسي تاريخي على صعيد الأمم المتحدة و مجلس الامن الدولي…
ضغط ينضاف لمجمل الضغوط التي يتعرض لها المغرب في علاقاته مع دول الجوار ( موريتانيا/ القمة الثلاثية الجزائرية التونسية الليبية/ فتح تمثيلية للحزب الوطني الريفي مثالا لا حصرا )..فضلا عن الضغوط الاقتصادية و التطورات العسكرية و تكاليف حرب الصحراء الثانية ( استهداف مناطق العمق دون الاعلان عن رد رسمي كما جاء على لسان السفير المغربي الدائم بالامم المتحدة عمر هلال و عدم الرد امر يطرح اكثر من علامة استفهام )…
و قد ازيدكم من الشعر بيتا قبل ختم المقال….لفت انتباهي بعض محاولات تصدير أزمات المغرب مع جواره إلى دول الجوار قام و يقوم بها بعض السياسيين المغاربة ، من قبيل أستاذة جامعية و نائبة برلمانية و زعيمة حزب يساري وصفت دولة جارة بالضعيفة و الوظيفية التي تتعامل مع اسرائيل و تبيعها الغاز ..
و كيان آخر بالوهم رغم علمها باعتراف الاتحاد الافريقي به كدولة و تعامل الأمم المتحدة معه بشكل اخر ، و هي المدرسة للقانون و العلاقات الدولية …امر غريب و تصريح أغرب منه أليس كذلك ؟ فهل تم توريطها هي الاخرى ام تورطت بمحض ارادتها ؟ ام ان حنينها الى الماضي و هي طفلة يوم كان ابوها ديبلوماسيا ممثلا للمغرب بتلكم الدولة الضعيفة الوظيفية ؟