الجزائر تبحث عن الحرب ضد المغرب ليس إلَّا …!!!
بقلم الدكتور عبد الله صدقي
(العداء للمغرب، والبحث عن مضايقاتها والحرب ضدها) شرط أساسي لكل من أراد أن ينتخب رئيسا للجمهورية الجزائرية، يوقع عليه المنتخب للرئاسة على وثيقة سرية، وإذا أخل بهذا الشرط، وتراجع يكون مصيره الاغتيال، الأمر الذي حدث مع كل الرؤساء الجزائريين الذين هموا بالتراجع عن العداء والحرب ضد المغرب، كل واحد منهم اغتيل بطريقة ما. هذا هو قانون العسكر الجزائري الذي أضحى عقيدة عسكرية، لا تُساوم، ولا تناقش، وكل من أراد أن يناقشها اتهم بالخيانة والولاء للمملكة المغربية، ثم يتم مصيره المحتوم.
هذه إذن عقيدة لدى العسكر كانت وظلت وما زالت منذ استقلال المغرب 1956، التي كشفت عنها حرب الرمال،تلك الحرب التي خاضها الملك الراحل الحسن الثاني مُرْغَما سنة 1963 من غير أن يَدعي الحسن الثاني نصرا أو فوزا، بقدر ما أبدى تأسفه الشديد، لتلك الحرب التي فَرِضها النظام الجزائري على المغرب، والأدلة كثيرة لا تحتاج إلى تبيان، قد نُلخصها في مواقف الملك الراحل محمد الخامس، وما قام به لصالح الجزائر، وما تحمله لأجلهم، طلبا في الاستقلال الجزائر، حتى أن المغرب ضحى بالعديد من مصالحه حرصا على أخته الشقيقة الجزائر، كذلك ما قدمه الملك الحسن الثاني من اليد المدودة، التي سار عليها ابنه الجليل الملك محمد السادس بحكمة وبصيرة.
لكن تهور النظام العسكري، وحقده على المملكة المغربي، لم يكن له سقف محدود، بل تعالت طموحات العسكر الجزائري بجرأة المراهقة السياسية والاندفاع غير المسؤول إلى نسف كل ما يمكن أن يُقدم المملكة المغربية، سياسيا اجتماعيا واقتصاديا وإعلاميا، وكان أن انطلقوا بعد حرب الرمال يتوعدون، ويكيدون، ويشتمون، حتى 1975، لما أراد المغرب استرجاع صحرائه، جاءت الفرصة التي كان النظام الجزائري ينتظرها على أحر من الجمر، ثم نشط مساعي النظام الجزائري كحجر عثرة أمام نيل المملكة المغربية صحرائه المستلبة، لم يدع النظام الجزائري أي طريق يُحرم المغرب من صحرائه إلا سلكه واستغله، حتى أضحى ذلك الهم الأول في فكر العسكر الجزائري، وكأنه من مقومات تقدم الجمهورية الجزائرية.
وتسبب النظام العسكري في خلق كيان وهمي ينازع المغرب صحراءه، بذلك دخل المغرب سنوات من الحرب ضد البوليساريو الكيان الوهمي الذي خلقه نظام العسكر الجزائري، وتحمل المغرب طعنات الغدر من قبل الأشقاء الجزائريين، وخط طريقه بالحكم الذاتي وانتهى الأمر لديه، الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه، وتابع منتظرا نهاية الحكم الدولي لدى منظمة الأمم المتحدة.
قطع النظام الجزائري العسكري كل العلاقات مع المغرب، وقام الرئيس هواري بومدين 1975 بعملية تهجير قسري شملت 75 ألف عائلة مغربية، كانت مقيمة في الجزائر، ووصل عدد الأفراد الذين تم تهجيرهم إلى زهاء 350 ألف شخص، فصلوهم عن أهاليهم، عن آبائهم، أو أمهاتهم، ورمى بهم النظام الجزائري على حدود الجزائر والمغرب، وهي مأساة وجريمة تحكي حكاية أخرى، وتوالت مواقف النظام الجزائري، قطع الغاز الذي يعبر المغرب إلى الجزائر، وحرض العديد من الدول حتى لا يعترفوا للمغرب بصحرائه، وأنفق مليارات الأموال أملا في ذلك.
ونصب النظام العسكري الجزائري العداء العلني والكيد المتواصل، رغم أن الملك محمد السادس أعلن في خطاباته أكثر من مرة باليد الممدودة، التي كانت لا تقابل إلا بالإهمال، أو السخرية من قبل النظام الجزائي العسكري، وتدخل رؤساء الدول العربية، والخليجية، والغربية، والأمريكية لأجل الصلح بين المغرب والجزائر، لكن النظام العسكري كان متعنتا أشد التعنت، وبات النظام العسكري لا يُفوت فرصة ليهاجم المغرب، ويحط من قدره بالإشاعات، والكذب والاتهامات، والنيل من شرف النساء المغربيات بالشتم والدعاية المُلفَّقة، ورمي المحصنات، ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) الزمر31
هكذا تطاول النظام العسكري في كل المجالات لإحباط مسير النماء في المغرب، ولم يدع مجالا إلا وضع فيه حجرا عائقا، حتى لعبة كرة القدم المغربية، حين حققت إنجازات عالمية، خاصة في المونديال 2022، اشتط غضب النظام العسكري، وراح يلوح في الآفاق باتهامات صبيانية، جعل النظام العسكري نفسه عرضة لسخرية أمام العالم، من غير مبالاة،
وها نحن أمام حدث جديد، فريق نهضة بركان، الذي تلقى إهانات في الجزائر، وعومل معاملة سخيفة، نزعت من القمصان بدعوى أنها تحمل خريطة المغرب، فكان النظام الجزائري كمن قيل هنه في المثال (هطل المطر في نيويورك، ورفع أحد الرجال مطلة في لندن)، أي تورط وقع فيه النظام الجزائري؟ وأي فكر يوجد داخل جماجم العسكر الجزائري؟ والغريب أن نظام العسكر ما زال يجادل الفيفا ويجادل الكاف ويجادل المختصين والسياسيين العالميين وغيرهم، لا يسمع إلا صوتا واحدا، صوت عقيدة العسكر الجزائرية…
والمصيبة أن نظام العسكر أنشأ أجيالا جديدة، زرع فيها عداوة المغرب، ليعتبروه أكبر عدو للجزائر في تاريخ البشرية، ولقنوهم في المدارس، وعبر الشعارات، وأطلقوا الأموال للصحافيين والإعلاميين الجزائريين، آملين أن يُنْجزوا جيلا جديد، لا يعرف هدفا سوى مواجهة المغرب عدوا مستداما… على الرغم أن النظام العسكري أصبح منعزلا عن العالم، إلا أن تعنته ضد العدو الوهمي (المغرب) الذي أصلا لا يبادله العداوة ولا يناصبه العداء، بقدر ما يمد اليد الممدودة، التي يحاول النظام الجزائري تشكيك الجزائريين في هذه اليد الممدودة…
والدارس لوضع النظام العسكري ضد المغرب، لا يخرج إلا بنتيجة واحدة، أن النظام العسكري لا يبحث إلا عن شيء واحد فقط، الحرب ثم الحرب ضد المغرب، بعدما أنفق كل أموال الغاز في شراء الأسلحة لدى روسيا وإيران، رغم أن العقلاء نصحوا النظام الجزائري بأن الحرب لا يوجد فيها غالب ولا مغلوب، خاصة وأن الأسلحة الحديثة غيرت استراتيجية الحرب، غير أن النظام العسكري يرى الحرب مثل لعبة كرة القدم، يبحث فيها عن الفوز، هل هناك حمق أكثر من هذا يا عباد الله!!! … هل هناك دولة في العالم تصرفت مثل ما يتصرف العسكر الجزائري ضد المملكة المغربية؟ هذا العسكر الذي لم يعد يؤمن بالديبلوماسية، ولا بالمفاوضات، ولا بالحلول السياسية، ولا بالأخوة الدينية والتاريخية والعرقية التي تربط بين الشعبين… لكم الكلمة يا عقلاء العالم …