صرخة متقاعد بمناسبة احتفالات فاتح ماي
سيدتي الحكومة !
نحن لسنا متلاشيات موضوعة في ركن مهجور من أركان بيتك ، تتضايقين عند رؤيتها ، وتنتظرين من يخلصك منها بحملها إلى المقابر خارج محيط رؤيتك …نحن أيضا مواطنون أحياء ولنا حق في خيرات الوطن التي تتصرفين فيها حسب هواك .
لن أحدثك عن تعامل الفرنجة _ الذين تنقلين منهم أساليب العيش _ مع متقاعديهم ، فأعضاؤك يقضون عطلهم هناك ، ولا يفوتون فرص الإستمتاع على حساب جيوبنا …ولذلك فإنك تعرفين الإمتيازات التي يتمتع بها المتقاعدات والمتقاعدون على الضفة الأخرى من البحر .
معاشاتنا أصبحت كمستنقع راكد ، رائحته عطنة ، وبين الفينة والأخرى تنبعث منه أصوات تشبه الأنين ، وأجسادنا أصابتها أعطاب تحتاج إلى مال كثير لترميمها …. وما نتلقاه لقاء عمرنا الذي أفنيناه في خدمة الوطن ؛ يتدرج من دريهمات تحت عتبة الهزال ،إلى دراهم تكاد تكفي الذين لا يعانون من أمراض مزمنة ، ويتوسدون ما ترك لهم الآباء ، أو يعتمدون على ما يجنيه الأبناء الذي اكتسبوا فضيلة بر الوالدين .
أحزابنا ونقاباتنا مصابة بمرض النسيان ، لكنها تتذكرنا عندما تقتضي مصلحتها ذلك ، فتتعاطف معنا شفويا ثم تنصرف إلى انشغالاتها .
سيدتي الحكومة !
تصريحاتك تصيب المتقاعدين بالغثيان ، وابتسامات أعضائك تشعرهم بالإشمئزاز …لأن الغلاء قد استشرى ، والمصاريف قد ارتفعت ، ومعاشات العديد منا قيمتها جد مخجلة .
وبما أنه لن يحك جلدك مثل ظفرك …فإنني أفكر في تأسيس منظمة للمتقاعدين ( حزبا ..أو نقابة ) …ولنا من الوقت ما يكفي للفت نظرك السديد إلينا ؛ باحتجاجات خبرنا أساليبها وفاعليتها في الميدان .هذاإن كان في العمر بقية .
بون جوغني .
***الأمر لا يخصني لوحدي ….الصرخة موجهة لمتقاعدي كل القطاعات .