قواسم مشتركة جامعة بين مفسر الأحلام ومروج الأوهام
بقلم أبو أيوب : 2024/5/20
ثلاث أيام سبت جامعة بين بيانات وتصاريح واعترافات رسمية لا غبار عليها … فأول سبت طال مدينة السمارة بالصحراء … وقتذاك أعلن المغرب عن الرد الرسمي , في حال ثبوث الإستهداف كما جاء على لسان أكثر من مسؤول مغربي على رأسهم السفير الدائم عمر هلال ، قال بأن أي استهداف لمدني مغربي سيكون له رد عبر اجتياح المنطقة العازلة ، وأن المغرب لن يتسامح … موقف عززه بلاغ الوكيل العام للملك باستئنافية العيون الذي أوكل التحقيق للشرطة القضائية, ورغم الإعتراف بتحمل المسؤولية إلا أن التحقيق لا زال لم يكشف بعد عما أسفر عنه من نتائج … بعدها جاء قصف استهدف المنطقة نفسها وكان هذا يوم سبت بالتتابع إن كنتم تذكرون ، ولا حديث عن التقرير الأول فما بالك بالثاني … الأمر لا يهم ليأتي بعدها يوم السبت الثالث حيث تم قصف نفس المنطقة مع التأكيد على شخصية القاصف وتحمله المسؤولية … أشهر مرت على الحادث ولا حديث عن التوكيل وما أسفر عنه التحقيق … وقتذاك مدني مغربي مغترب في ديار الغربة ذهب ضحية للقصف أثناء زيارته لأقاربه بمدينة السمارة ! ولا مسؤول رسمي أوفى بوعده وهذا ما يطرح أكثر من علامة استفهام ! أليس كذلك ؟ رابع سبت بتاريخ 2024/5/19 تعرضت مدينة السمارة بالصحراء لاستهداف بثلاث صواريخ لم تخلف خسائر في الأرواح والممتلكات لكنه حمال رسائل ذات بعد تاريخي تخليدا لذكرى وذكريات قصف السبت يوم أول أمس يمكن قراءته من زاويتين أو ثلاث على أبعد تقدير ، أولهما إثباث الوجود بأن هناك حرب تدور رحاها بالصحراء منذ 13 نونبر 2020 أي قرابة أربع سنوات … وبغض النظر عن توافقنا أو اختلافنا فالأمر لا يهم بقدر ما يهم الحدث بعينه ، لكن الأمر اختلف اليوم والتاريخ محدده … 20 ماي صادفت الذكرى 51 لأول عملية عسكرية خاضها الصحراويون ( المغاربة التشاديون الموزمبيقيون الماليون وهلم جرا ضد قوات الإحتلال الإسباني سنة 1973) وهي بالمناسبة نفس السنة التي كان الحزب العتيد ينشر ويدعم ويساند كفاح الصحراويين ضد الإستعمار الإسباني على الصحيفة لسان حاله ( العلم ) أليس كذلك ؟
وبحسب المعترف عليه قضائيا وقانونيا على الصعيد الدولي يبقى الإعتراف سيد الأدلة … أي بمعنى اعتراف المنازع على السيادة بما قام به مع تحمل المسؤولية ، لكن لا رد رسمي قانوني على ما قام به الطرف الآخر بمسوغ أن الأبحات والتحري والتقصي … لا زالت جارية بهدف الكشف عن الحيتيات والمسببات وسبحانك يا كريم فأي منطق هذا ؟ المجرم يعترف بجرمه ولا ينفيه لكن البحث والتحقيق لا زال جاريا ! فعن أية معادلة أو مقاربة نتحدث طالما أن الجرم ثابث باعتراف المعتدي ؟ سكيزوفرينيا السياسي عند اقترانها باسكيزوفرينية الحزبي من الأكيد أن تتولد عنها سكيزوفرينيا متعددة الزوايا بما يشبه الخيال والمخيال درءا للقادم الصادم ضمن سياق صناعة الوهم أو التوهم بانتصارات تبنديرية ( التبندير لكل من سوغت له نفسه الإقتراب من الحزام الأمني أو دخول المنطقة العازلة المحرمة مهما كان ! هكذا يقال أليس كذلك ؟
اليوم تأكد بالملموس وبما لا يدع للشك موطئا … عجز رسمي على تفعيل ما سبق التوعد به من قبيل استعادة المناطق العازلة ودحر المعتدي ووضع حد لتوغله أو تسربه عبر المناطق المتنازع عليها … هكذا قالوا وبه صرحوا ولا زالوا به مقتنعين رغم وجود القواسم والفوارق المشتركة … اليوم تأكد بالملموس أننا نحن كمغاربة عاجزين على تجسيد ما توعدنا به ولم نفي بالوعد … إستئصال الورم أو الجرثومة أصل الداء منذ ما يقارب من 49 سنة خلت ذهب ضحيتها من بقي مجهولا ومن لم تخلد ذكراه والذكرى تنفع المؤمنين … وذكر بالتالي من حقي كمغربي أولا وكعسكري ثانيا خبر حرب الإستنزاف الأولى بالصحراء ، واليوم يعيش بعضا من فصول حرب الإستنزاف الثانية بالصحراء ، و ثالثا اقول بها جهارا نهارا متسائلا عن القيمة المضافة للأمر القضائي الصادر عن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالعيون إن كنتم تذكرون ، قياسا بالإعتراف الرسمي بمسؤولية الطرف الآخر في تحمل ما قام به من استهداف للسمارة لرابع مرة على التوالي بغض النظر عن الفارق الزمني ! خواطر مشتركة جامعة بين الواهم الحالم والمتوهم الهائم عنوان الجاري على أرض الواقع … تجربتي علمتني هكذا وقد أكون مخطئا فمن يدري ؟