السيد المدير العام المحترم : اعتبارا لكون الحوارات الاجتماعية على مر السنين أفضت الى استفادة الشغيلة السككية من منحة الحج و التي تطورت قيمتها على مر السنين . فهي نتاج لنضال الشغيلة السككية ،و ليست محاباة و لا احسانا. الشيء الذي جعلني اطلبها كحق مكتسب .
للإشارة فقبل إحالتي على المعاش بأكثر من خمس سنين هاتفني احد موظفي مصلحة الشؤون الاجتماعية التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية يخبرني بالاستفادة من منحة الحج مشروطة بالقبول في قرعة الحج بالإقليم الذي أقيم فيه. و حيث انني لم استوف هذا الشرط فالمنحة لم تعد تلزمني.
السيد المدير العام المحترم : التسجيل في لوائح اجراء القرعة المؤدية الى زيارة الديار المقدسة أصبحت مدمنا عليه لما يقارب العشرين سنة لكن بدون جدوى . و استسلم لإرادة الله و أقول بأن المقام الشريف له زائروه الذين يصلون اليه بإرادة و تيسير منه تعالى . و الله ييسر كل الظروف و الأسباب للوصول الى مكان ميلاد المصطفى عليه الصلاة و السلام و ارض انبعاث اخر دين سماوي .فظللت انتظر و لدي قناعة باني سأتمم اركان الإسلام في يوم ما. و بالفعل يسر لي الله قرعة هذا العام (1445هجرية/2024م) و اتم الله نعمته علي بأن فزت في القرعة الى جانب زوجتي . في نفس الوقت كنت امني النفس بالاستفادة من منحة الحج التي تقدمها السكك الحديدية. خصوصا و أن مصاريف الحج بعد جائحة كرونا ارتفعت بشكل مخيف . و التي قد تحرم العديد من الفائزين في قرعة المقاطعات.
السيد المدير العام المحترم : ملأت جميع الاستمارات و قدمت الوثائق المطلوبة الى مصلحة الشؤون الاجتماعية التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية في الوقت المناسب .و بالفعل قيل لي عن طريق مجموعة من الاصدقاء بان القرعة التي ستجريها مصلحة الشؤون الاجتماعية ستنظم قبل موعد أداء المصاريف التي ستحدده وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية . و انتظرت على أحر من الجمر كي أستفيد من منحة الحج حتى أتمكن من أداء مناسك الركن الخامس رفقة زوجتي بعدما وصلنا من الكبر عتيا .
و في فجر ذلك اليوم و بعد أداء فريضة الصبح اتلقى رسالة “واتساب” من الصديق المصطفى الموساوي و هي صورة لمحضر القرعة التي أجرتها مصلحة الشؤون الاجتماعية لفائدة المتقاعدين من اجل اختيار سبعة منهم . بحثت عن اسمي فلم اجده من بين السبعة . ترى ماذا وقع ؟ أعدت قراءة المحضر بالأسماء و بالإمضاءات فوجدت من بين الأسماء الموقعة شخص مشهود له بالدفاع على مصالح السكك الحديدية كلما تعلق الامر باستفادة غيره . هو الذي كان يعتبر ان منحة التنقل من حقه لوحده حتى و ان لم يخرج من باب منزله. أما المسألة الثانية فهي الاتصال الذي تم من طرف احد الوجوه المعروفة بتزلفها للإدارة و الذي أكد دون طرح السؤال و لا إخباره بوضع طلب الاستفادة من المنحة بأن أجواء القرعة قد مرت في شفافية منقطعة النظير. و هذا ما دفعني الى إعادة ذاكرتي الى سنة 2016 حينها وضع المتقاعد المختار الشيب ملفه للاستفادة من منحة الحج ،فكان رد احد مسؤولي الشؤون الاجتماعية عنيفا و قال بأن الشيب و من معه لن يحلموا بالاستفادة من هذه المنحة.
انطلاقا مما سبق فالنتيجة التي خلصت اليها هي أن القرعة مجرد مسرحية رديئة الإخراج حتى و إن قيل عنها انها مرت في أجواء من الشفافية . لأن الشفافية تقتضي استدعاء الجميع كما تتعامل المقاطعات مع المسجلين .فالكل يرى بأم عينيه ماذا يجري. لكن في حالة السكك الحديدية يستدعى(ضم الياء) البعض الذي لن يشارك في هذه القرعة و لا يستدعى (ضم الياء)المشارك في القرعة . و هذا أمر يثير الشكوك من الناحية المنطقية .
الخلاصة الثانية هي انني اعتبر نفسي حرمت من الاستفادة من هذه المنحة حتى لا أقوم بأداء الركن الخامس للإسلام انطلاقا مما قيل سنة 2016 ، خصوصا و انني اعتبر المنحة حقا مكتسبا يجب ان يتمتع به الجميع على غرار المكاتب الوطنية المماثلة .و أوجه التهمة الى إدارة السكك الحديدية و الساهرين على مصلحة الشؤون الاجتماعية.
جمعيات الشؤون الاجتماعية التابعة لجميع المؤسسات أصبحت تسوي بين المتقاعد و المزاول. و ان الشرط الوحيد هو الاستجابة لشرط الفوز في قرعة المقاطعة و ليس شيئا اخر. سأتوجه و انا في المشعر الحرام اناجي ربي و ادعو الله ان ينعم علينا بالصحة و السلام و عن بلدنا بالطمأنينة و عن شعبنا بالصحة و الازدهار ،و عن جميع الأصدقاء و خصوصا السككيون بان يكون المستقبل خير من الماضي ، و ان يزول كابوس التشريد . و ان يحقق لهم التغطية الصحية الشاملة ،و تحقيق المطالب التي تناضل من اجلها جمعيات المتقاعدين . و سأتوجه كذلك بالدعاء لكل من ساهم في محاولة حرماني من أداء الركن الخامس للإسلام ، و منع عني حق الاستفادة من منحة الحج ،انا الذي عملت ثلاثون سنة في خدمة القطاع في ظروف عمل قاسية لا اعادها الله على الجيل الحالي. فماذا سيكون ملخص الدعاء في حق هؤلاء؟ حسبي الله و نعم الوكيل.
السيد المدير العام كانت إرادة الله قوية كي أقوم بأداء الركن الخامس , و يسر لي جميع الظروف و مكنني من تدبير المصاريف و الذهاب دون زوجتي . و قد اتمم المناسك كما ابتغي بفضل الله تعالى ابتغاء مرضاته . و قد لا اتممها بحدوث عائق غير متوقع لكون مشيئة الله هي السارية و ليس ما نبتغي . لكني لن انسى ان ادارتكم حرمتني من منحة الحج في محاولة يائسة منها لحرماني من إتمام الركن الخامس. و لكن تم حرمان زوجتي بسبب السيولة المالية.
السيد المدير العام ،انتظرت ما يقارب عقدين من الزمان كي تنصفني قرعة المقاطعات حتى أقوم بمناسك الحج واضعا لازمة بانني سأستفيد من المنحة التي توفرها السكك الحديدية. و لما أراد الله و تيسرت لي القرعة احرم من المنحة التي تبقى مالا عموميا .
تعلمون جيدا ان المنحة هي في الأول و الأخير من جيوب دافعي الضرائب . و الاستفادة منها لا يجب ان تكون ريعا يقدم للبعض . لدا يجب ان يستفيد منها الجميع مرة في العمر و الشرط الوحيد هو قرعة المقاطعات بالعمالات و الأقاليم . و بهذه الطريقة يكون لكم اجر من سن سنة حميدة رغم ان المال يبقى مالا عموميا خول لكم القانون شروط تدبيره.
و حتى يتسنى لكم الاستجابة لجميع الطلبات انصحكم بتأسيس صندوق الحج يكون راس ماله من طرف الجميع الإدارة و الشغيلة بصنفيها المزاول و المتقاعد على شاكلة خلق صندوق نهاية الخدمة و الوفاة.
الان و قد بقي على موعد اقلاع الطائرة ساعات معدودة أتمنى ان تكون السنة المقبلة منصفة لجميع متقاعدي السكك الحديدية في الاستفادة من منحة الحج . و ان يدعوا الجميع بالخير لمؤسسة وطنية خدمة لقطاع النقل الذي نرجوه ان يكون مزدهرا خصوصا و نحن على أبواب 2030 و ما تتطلب هذه السنة من إمكانيات لتنفيذ الاوراش الكبرى لبنية تحتية تتسع لإحداث خطوط جديدة للنقل السككي بالمملكة . و ان ينعم المتقاعدون السككيون بتحقيق مطالبهم التي لن تكون الا اعترافا لما اسدوه لهذه المؤسسة من خدمات انفسهم معرضين للأخطار.
اتمنى من الله جلت قدرته ان ييسر حج البيت العتيق للجميع . و أتمنى ان تعمل الإدارة السككية على توفير الدعم المادي للمتقاعدين من اجل القيام بهذا الركن و السلام عليكم و رحمة الله تعالى ة بركاته.
الامضاء : متقاعد محروم من منحة الحج.
