أخبار

الدكتور عبد الله صدقي المايسترو المغربي أمين بودشار يؤسس لنظرية موت المغني …! La mort de chanteur على نهج الناقد الفرنسي (رولات بارت) في مؤلفه (موت الكاتب) La mort de L’écrivain

ارتباطا بنظرية الجمهور، حيث تعالت الدعوات منذ بداية سبعينيات القرن العشرين لنُصرة الجمهور، وتخليصه من سلطة المرسل (صاحب الخطاب، خطيبا، كاتبا، متكلما، مغنيا …) ليصبح الجمهور فاعلا منتجا مبدعا، بدلا من أن يبقى مستهلكا، لا يحسن سوى الانصات والاستماع، من غير تفاعل ولا تواصل فعلي.

يفاجئنا المايسترو المغربي أمين بودشار بشق طريقه الفني عبر انتفاضة بنيوية على العلاقة، التي كانت سائدة منذ قرون بين المغني والجمهور، تلك العلاقة التي كان لا يسود فيها سوى صوت المغني، بينما يكتفي الجمهور بمد الآذان الصاغية، وبذلك يكون المايسترو المغربي قد تمكن إلى حد بعيد من خلخلة القواعد المتحكمة في ذلك الصرح القديم، وتحرير الجمهور من سلطة المغني، ويصبح بدوره فاعلا منتجا للغناء باعتماد طريقة جماعية، لا يبخس فيها الجمهور كلمات صاحب الأغنية، ولا لحن الملحن، ولا أداء المغني، وإنما يرددها بأصوات جماعية يكون فيها المايسترو وسيطا بين الفرقة الموسيقية والجمهور.

وكم بدا الجمهور منسجما بل متناغما، وقد تداخلت الأصوات فيما بينها من كل الأعمار ذكورا وإناثا، رغم هيمنة العنصر النسوي، الذي أضاف للأغنية رونقا برخامة أصواتهن، كذلك كان التجاوب كبيرا بين الحلقات الثلاث، (الفريق الموسيقي، والمايسترو والجمهور الذي نعى المغني، وانطلق بالأغنية لتصبح إرثا جماعيا، يعاد إنتاجها بالصوت الجماعي من قبل الجمهور… فهل هي بداية تحرر على مستوى الفن الغنائي، الذي انتقل فيه الجمهور من الاستهلاك إلى الإنتاج؟

والمتتبع لهذا الغناء الجماهيري، ليكتشف مدى الفرحة والسعادة والطرب، وهي تغمر الجمهور، وتدفعه ليصير أكثر طربا، قد تحرر من عقاله وسجنه الذي طال قرونا وقرونا، بعد أن أعدَّ العُدَّةَ، وحمل كل فرد معه هاتفه ليردد كلمات الأغنية، مثلما ارتدى كل الافراد زيا موحد اللون، وهي لعمري طفرة نوعية تستحق التحليل السوسيولوجي، الذي سيحقق إن كانت بالفعل ظاهرة العصر…

ويبقى السؤال المشروع متمثلا في مدى وعي المايسترو أمين بودشار بهذا الإبداع الخارق، ومدى درايته بنظرية الجمهور، وموت المغني على غرار موت الكاتب أو المؤلف لدى رولان بارت؟ كذلك نرى ما قام به المايسترو أمين يستحق الحفاوة والدراسة من قبل الباحثين …

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى