الكاتب الأردني عبد الهادي راجي المجالي يكتب:
“كنت أقرأ الآية التي تضعها “المقـ.ـاومة” على فيديوهاتها :
بسم الله الرحمن الرحيم
(ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون).
أمس حين شاهدت “المقـ.ـاوم” الذي فتح الباب ومن ثم وضع العبوة الناسفة وعاد للمنزل، شعرت أنه يطبق الآية الكريمة على أرض الواقع تماما.. هل هو من البشر؟ أنا أسال برسم الذهول هل هو مثلنا من البشر؟ له رقم على هوية أحوال وله فصيلة دم وله أشقاء وشقيقات وينام تحت الحر، ويشرب الماء مثلنا.. أنا اسأل ولولا أني أخاف أن تقولوا عني جننت لقلت إنه ملاك من عند الله جاء لينصرهم ويقاتل معهم.. صدقوني أنه لم يكن يضع عبوة، هو كان يترجم الآية الكريمة على أرض الواقع .
يا سيدي يا هذا “المقـ.ـاوم”.. أنا سمعت بالطرق الصوفية، قرأت عن مالك بن الريب عن البلخي، عن ابن عربي، عن الحلاج، عن عبدالقادر الجيلاني قرأت عن الأحمدية والشاذلية، قرأت كثيرا، ولكنني اليوم رأيت الطريقة (الغزاوية).. أنا ابن الطريقة (الغزاوية)، وهي على ما يبدو طريقة باب الجنة فيها هو الأقرب.. والرجولة فيها هي أعلى درجات التصوف، والجهـ.ـاد هو روحها.. أنا اليوم فقط آمنت أن هنالك طريقة (غزاوية).. لا تحكم القلب في الوصول إلى الله بل تحكم المفخخة والقذيفة والطلقة.. هؤلاء صلاتهم هي الجهـ.ـاد، وطعامهم هو الجهـ.ـاد وأغلى أمانيهم لقاء وجه ربهم.. وهؤلاء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
يا سيدي لو كان في هذه الأمة عدالة، لنصبنا لك بعد الحرب (زاوية) في الأزهر الشريف، وجاء إليك الذين ساروا على دربك كي يستمعوا إليك ويتعلموا مبادئ الطريقة (الغزاوية).. ولأسميناك يا سيدي شيخ الطريقة (الغزاوية) ومؤسسها، وفرضناها منهاجا في كتب التاريخ واللغة العربية، ولصار لك الكثير من الأتباع ولحملناك على أكفنا حين تدخل عاصمة عربية أو تدخل مدرسة.
أما أنا فاسمح لي يا سيدي فقط أن أقبل اليد التي وضعت المفخخة وأتبرك بها.. يجوز التبرك باليد التي تدافع شرف الأمة، والتبرك يجوز باليد التي باعت الروح والأهل وكل متاع الدنيا لأجل رضا الخالق.
أين أنت الآن يا شيخ الطريقة (الغزاوية)؟ في أزقة الشجاعية تترصد ناقلة جند؟ أنا ومن مثلي من المهزومين العرب يا سيدي نجلس تحت (الكونديشن) الآن لا حول ولا قوة لنا.. سوى اللطم والعويل والخجل، حتى الخجل هرب منا فهذه أمة تعرت تماما.. أين أنت قل لي في نفق تقاسي الحر؟ وغيرك من الشباب العرب الذين ولدوا بذات تاريخ مولدك يشتكون حكومات بلدانهم أن الكهرباء انقطعت.. والصيف قد تسبب بجفاف البشرة لديهم، أمة جفت فيها الكرامة وانعدم الضمير تماما، ولكن المهم ألا تجف البشرة.. والمهم أن يعود راغب علامة لتونس هذا الصيف، وأن تغني أحلام على شواطئ الساحل الشمالي، من المهم يا سيدي أيضا ألا تغضب الجماهير على (عمرو دياب) …فنحن اخترنا طرقنا بمحض إرادتنا، اخترنا طريقة عمرو (دياب)، وأنت جئت بكل جبروتك لا لكي تفجر دباباتهم.. بل لتصفعنا جميعا..
ما زلت يا سيدي وإمامي في كل ساعة، أعيد مشاهدة الفيديو وأتذكر اليد التي فتحت لك الباب حين خرجت منه حاملا القنبلة فقط.. ومرتديا قميصا خفيفا وحذاء من صنع غزة.. وهم خلف قلاع من الحديد ويرتدون الستر الواقية.. وترصدهم الطائرات وتساندهم وكل العالم خلفهم، ومع ذلك عريتهم جميعا.. لو كانت إسرائيل لديها ذرة من الشرف بعد هذا الفيديو لسجنت كل جنرالاتها، لو أن إسرائيل يا سيدي وإمامي امتلكت مقومات الضمير والدولة.. لسحقت جيشها كاملا بعد هذا الفيديو، أو رحلت كلها بما تملك، لكنهم يعرفون ويدركون أنك لست وحدك، يعرفون أن زيتون فلسطين يسير على خطاك، ويدركون أن مواليد في الأرحام سيتبعون نهجك حين يولدون، ويقدرون أن المستقبل سيكون نار جهنم التي تصب فوق رؤوسهم
أنا صراحة لم أشاهد صلاح الدين ولا قطز.. لم أشاهد نور الدين زنكي ولكني قرأت عن بطولاتهم، وأقترح في العواصم العربية قبل أن ننصب لهم التماثيل فلننصب بعض التماثيل أيضا لعبوة (شواظ) وللعبوة (الرعدية).. فلننصب تمثالا لمؤسس الطريقة (الغزاوية)، ولنكتب تحت التمثال ما يلي: (هذا الرجل هو الذي قرأ الآية الكريمة: (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون) كنت أظن أن كتاب الله يفسر على يد الأئمة والوعاظ والشيوخ، ولكنها المرة الأولى في حياتي التي أرى الآيات تطبق على أرض غزة، وبتفاصيلها وبكل الإيمان والمعاني الجهادية المطلقة.
أنا من اليوم تركت كل الكتب وكل الطرق، تركت الشافعية والحنفية.. تركت ابن عربي والحلاج، تركت كل مدارس التفسير، واتبعت (الطريقة الغزاوية)
عبد الهادي راجي المجالي”