دول عربية تبلغ إسرائيل رفضها الوجود عسكرياً في غزة بعد الحرب.
أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بأن عدة دول عربية أبلغت إسرائيل بأنها لن تكون شريكاً من الناحية العسكرية لأي جهة تحكم قطاع غزة في “اليوم التالي” للحرب. وبحسب المصدر ذاته، فإن “دولة الإمارات مستعدة لأخذ دور عسكري، فقط في حال طلبت منها السلطة الفلسطينية، في وقت تعارض فيه إسرائيل في الوقت الراهن على الأقل نقل السيادة في القطاع إلى السلطة الفلسطينية”.
وأضافت الإذاعة الإسرائيلية أن “تطلعات إسرائيل أن تأتي جيوش عربية للحفاظ على القانون والنظام في غزة لن تتحقق”، وذكرت، نقلاً عن مصدر أجنبي مطلع على المفاوضات المتعلقة بالصفقة ( لم تسمّه)، أن من بين الدول التي ترفض أخذ دور عسكري في القطاع مصر والمغرب “لكي لا تبدو ذراعا لإسرائيل أو قوة احتلال”، وأن الدول المقصودة أبلغت الوسطاء بموقفها عشية جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
وتابعت الإذاعة أنه لم يتضح بعد الجهة التي ستتولى السيادة في قطاع غزة بعد الحرب، وأن اللقاء الذي يُعقد غداً بشأن الصفقة سيناقش قضايا، من بينها الخلافات المعقّدة التي رافقت المفاوضات طوال الأشهر الماضية، من قبيل السيطرة على محور فيلادلفيا، ومعبر رفح، وإن كانت إسرائيل مستعدة لوقف الحرب في هذه المرحلة والانسحاب من محور نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين.
وقال المصدر ذاته للإذاعة الإسرائيلية إن “إسرائيل يمكنها إن أرادت تنفيذ الصفقة في هذه المرحلة، ولكننا لا نرى أن الجانب الإسرائيلي يعتزم التوصل إلى تفاهمات غداً”.
وفي شهر يوليو/ تموز الماضي، أفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، نقلاً عن مصدرين مطّلعين لم تسمّهما، أنّ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الذي يُعتبر الوزير الأقرب إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، توجّه سرّاً قبل أقل من شهر (من موعد نشر الصحيفة تقريرها في 18 يوليو/تموز) إلى الإمارات، لمحاولة دفع الإماراتيين للمشاركة في خطة “اليوم التالي” لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة أنّ ديرمر نقل رسالة إلى الإماراتيين، مفادها أنّ إسرائيل ترغب في رؤية قوات إماراتية على الأرض في غزة كجزء من خطة “اليوم التالي”. واستكمالاً لزيارة ديرمر، توجّه اثنان من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى الإمارات الشهر الماضي، من أجل التقدّم بخطة “اليوم التالي”.
مفاوضات غزة: توتر حتى الغليان بين نتنياهو وفريق التفاوض الإسرائيلي
وبحسب مصادر الصحيفة الأمنية، فإنّ الجهود (في حينه) كانت تهدف للتقدّم بخطة “الفقاعات الإنسانية لليوم التالي”. وتقوم الخطة، بحسب الصحيفة العبرية، على إنشاء مناطق إنسانية في قطاع غزة، تُدار مدنياً من قبل جهات غزية محلية، فيما ترغب إسرائيل في أن تكون الإمارات جهة في دعم إنشاء هذه الفقاعات وإصلاح البنية التحتية، بالإضافة إلى توفير غطاء أمني لهذه “الفقاعات الإنسانية”. وترى إسرائيل أنّ “الصعوبة في نقل السيطرة في غزة إلى جهات مدنية تكمن في أنّ حماس قد تحاربها”، على حدّ تعبير الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو تبنّى، على ما يبدو، موقف وزير الأمن يوآف غالانت والمؤسسة الأمنية الرافض لحكم عسكري إسرائيلي في غزة، كما أنّ إسرائيل لا تخطط للسيطرة المدنية على جميع أنحاء القطاع، وفق قولها، مضيفة أنه في ظل الصعوبات التي يواجهها ائتلاف نتنياهو الحاكم، ورفض إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة، ترى إسرائيل أنّ الإمارات قد تكون العنوان لتوفير غطاء أمني وإدارة مدنية، جنباً إلى جنب مع جهات محلية في غزة “كجزء من الحل لليوم التالي للحرب”. عن موقع: العربي الجديد