مجرد رأي

رجاءا حدثوني عن !

أبو أيوب 
في الوقت الذي ينشغل فيه المغاربة من محللين و صناع المحتوى و المؤثرين و وسائل الإعلام الرسمية و المواقع الالكترونية و نشطاء الفيس و تيك بأخبار دول الجوار ، بدل الانكباب على مشاكل الداخل الحقيقية التي باتت تؤرق الجميع و تهدد السلم و الأمن الاجتماعي و التفكك الأسري بما يهدد مصير بلد بأكمله شعبا و حكومة و نظام ، تدفع به بتدرج فضيع نحو حافة الهاوية. من بين المؤرق الضارب لأقواس الخطر ، استعرض اثنين منها في سعي دؤوب لتبيان مسببات الخطر الداهم ، و أرجو من هؤلاء دون تمييز تسليط الأضواء على تداعياتها المرتقبة من مختلف الجوانب و على كافة الأصعدة كواجب من أوجب الواجبات عليهم ان كانوا فعلا مغاربة . التهجم على دول الجوار لا يهمني بقدر ما لا يهمني الردود على القرار النهائي للمحكمة العليا الأوروبية بخصوص الصحراء ، بل الأهم تقريرين صدرا بطابع مؤسستين رسميتين مغربيتين دقت اجراس ما يتهدد المغرب.
– تقرير صدر سنة 2019 عن المندوبية السامية للتخطيط خلص الى ان ، + 14٪ من تلميذات الابتدائي و الاعدادي يتعرضن للاغتصاب الجنسي ، فيما نصيب الذكور + 10٪ ، و مما جاء في التقرير ضرورة اتخاد الدولة للاجراءات القانونية و الزجرية للحد من الظاهرة ، تقرير لم يحظى بتغطية إعلامية كيفما كانت باستثناء اصوات وصفت بأنها تغرد من خارج السرب.
و بعد مرور خمس سنوات و بدل معالجة الظاهرة ، هل علينا التستر على الظاهرة؟
تقرير للمجلس الأعلى للتعليم و البحث العلمي خلاصته ارتفاع عدد التلاميذ ذكورا و إناثا الذين تعرضوا للاغتصاب الجنسي برسم سنة 2024
تقرير صدر قبل + اسبوعي أشار بالنط العريض إلى أن نسبة الذين تعرضوا للاغتصاب الجنسي ذكورا و اناثا ارتفعت الى + 40٪ ، مع تسجيل ارتفاع جد معتبر في عدد الذكور بمقدار الثلثين او اقل بيسير ، و هي إشارة واضحة إلى عدم الالتفات الرسمي للاجراءات الواجب اتخاذها وفق ما نص عليه تقرير المندوبية السامية …!
و هذا ما يعتبر وفق تقديري تشجيعا للظاهرة و تطبيعا معها شعبيا بما يخدم قطاع السياحة و مداخيله من العملة الصعبة على حساب عوراة المغاربة من مختلف الأعمار ذكورا و إناثا ، و الا بماذا يمكن تفسير ما ظهر من شعار في مسيرة شهدتها منطقة الغرب بمناسبة العفو على البيدوفيليا الاسباني دانيال ، شعار رفع في ضرب صارخ لكل مقومات الدولة المغربية تاريخيا و دينيا و انتماء لخير امة اخرجت للناس , مما جاء فيه لافتة مكتوب عليها ” مؤخرات اطفالنا قدام يا ….” إشارة إلى رأس الدولة دون وعي منهم انهم يسيؤون الى الرمز اكثر مما يعتقدون
بالتالي ، رجائي لكل هؤلاء المؤثرين و صناع المحتوى…. الانكباب على المشاكل الداخلية و ليس التستر عليها و لا تجاهلها ، و على المخاطر المحدقة بالوطن بدل تصدير الأزمات الى الجوار ، و لهم اقول ، ان الاسقاط بمفهوم علم النفس لن يجدي نفعا ، بل عواقبه أخطر من الخطر نفسه المحيط المتربص بالبلد و الجميع عنه ساهون الا ممن رحم ربك من الشرفاء الغيورين على سمعة رقعة جغرافية تجمعنا و نستظل بظلالها جميعا دون استثناء ، غير هذا انتحار وطن و تفكك شعب
عزيزاتي اعزائي غير هذا فالقادم صادم ، و لا حرية لشعب رهن مصيره لصندوق النقد الدولي ، و لا كرامة له طالما انه يقتات من وراء البحار و لكم حرية الاختيار .. أنعمتم مساءا و حفظ الله مدفئتنا الجماعية من كل خطر داهم …أسعدتم أوقاتا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى