مجرد رأي

فضيحة غار و مصيبة غبار

أبو أيوب
لن أحدثكم اليوم عن خرجات وزير العدل المغربي وهبي و ما أكثر تناقضاتها …و لن استعرض معكم تصريحات رئيس الحكومة اخنوش عندما هدد من ايطاليا باعادة الترابي للمغاربة او بعض منهم …كما لن أتطرق بالمطلق الجازم لما يروجه فطاحلة التحليل و جهابدة التنويم لقطيع ببغائي الترديد …
بل سوف أكتفي باستعراض ما أجمعوا عليه دون استثناء من فتوحات و بطولات …و من تهديد بالويل و الثبور و وعيد بعظائم الأمور …في حال لو أقدمت الجارة الشرقية أو تجرأت على استغلال غار و نشر غبار منجم حديد بالصحراء الشرقية …دون استشارة او تنسيق أو قل ما شئت و برر و مرر كما يحلو لك …منجم كان و لست ادري هل ما زال موضوع اتفاقية للاستغلال المشترك أمضيت ذات يوم من سنة 1972
بالأمس الرئيس الجزائري ع.م .تبون قام بزيارة رسمية لتندوف و جوارها بما شمل غار الجبيلات الغني بالحديد … مرفوقا بالفريق سعيد شنقريحة رئيس هيأة أركان الجيش الشعبي …للاشارة او التذكير فقط هو من كان قائد الناحية العسكرية الثالثة بتندوف …و من بعد تم ترقيته و تعيينه قائدا لهيأة الاركان…و هو من كان محل رصد و ترصد لتحركاته من لدن الفطاحلة و الجهابدة على رأسهم محلل دكالي بنوري الأصل و سليل رجل تعليم و صانع محتوى و مؤثر على وسائل الانفصال الاجتماعي …
زيارة اسفرت عن تدشين اللبنات الأولى لتشييد سكة حديد بطول أكثر من 2090 كلم في اتجاه مدينتي وهران و جيجل شمالا على الابيض المتوسط …و بداية الشروع في استغلال و معالجة خام حديد غار الجبيلات الموجه للتصدير …و هي بالمناسبة المنطقة التي ما فتئ المغرب الحزبي و الشعبي يطالب باسترجاعها منذ نداء المرحوم علال الفاسي…مشروع ضخم بشراكة جزائرية صينية تحت اشراف و تنفيذ أكبر شركة ثنينية رائدة عالميا مختصة في بناء انفاق و قناطر السكك الحديدية …
بالتالي اتسائل اليوم و بعفوية وطنية أصيلة عن فحوى الرسائل السياسية و العسكرية المراد ارسالها للمغرب في هذا الوقت بالذات ؟ كما أسائل البرلمانيين و الزعماء الحزبيين و الدعاة الدينيين و المحللين السياسيين و رؤساء المراكز الاطلسية و الابيض متوسطية و الافريقية و من ادعوا بالأمس القريب السعي لاستعادة تلك الاراضي …أين تواروا و اين غابوا ؟ ثم ما هي البدائل و هل يقدم المغرب الرسمي على اللجوء للقضاء الدولي ؟ أم ان الخيار العسكري أمسى السبيل الوحيد للحيلولة دون تنفيذ المشروع ؟
بتقديري المتواضع يمكنني القول و قد اكون مخطئا بأن حديد غار الجبيلات أصبح ملكية جزائرية خالصة دون منازع …فيما حصة المغرب من المنجم غبار خام حديد قد يخنق الانفاس …و حتى لو اقدم المغرب على اللجوء للتحكيم الدولي لذر الرماد في الاعين …فلن يجني منه سوى الغبار …و ذلك لعدة اعتبارات أذكر منها و على رأسها اتفاقية ترسيم الحدود بين المغرب و جارته الشرقية الموقعة سنة 1972 و التي نشرت بالجريدة الرسمية الجزائرية سنة 1973 و بالجريدة الرسمية للمغرب سنة 1992 …
و هي بالمناسبة اتفاقية رضائية ثنائية أخطرت بها الأمم المتحدة و سجلت وفق القانون الدولي لترسيم الحدود ….بالتالي اكتسبت صبغتها القانونية ، فماذا تبقى اذن من خيار أمام المغرب سوى اللجوء للقوة العسكرية ان هو اراد استعادة حدوده الحقة وفق منطوق الدستور ؟ و هل بمقدوره خوض حرب متعددة الجبهات في ظل خذلان الحلفاء و الاصدقاء ؟ أم سيتم اللجوء الى استغلال الموضوع لتنويم القطيع و انا واحد منه ..استغلال موجه للاستهلاك الداخلي صرفا للانظار عما تكتوي به الحاضنة الشعبية او الجبهة الداخلية من غلاء أسعار و رائحة فساد تزكم الأنوف لم يسلم منها اي قطاع ؟

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى