ميزانية قطاع التعليم بالمغرب تتجاوز 87 مليار درهم.
أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أن ميزانية قطاع التعليم قد بلغت هذا العام 87 مليار درهم، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 92 مليار درهم في العام المقبل. وأشار إلى أن 68 مليار درهم من هذه الميزانية مخصصة لأجور الموظفين، مؤكدًا أن النظام الأساسي الجديد، الذي وصفه بـ”النموذجي”، يشكل حافزًا كبيرًا لجميع العاملين في قطاع التعليم.
وفي معرض رده على مداخلات النواب خلال مناقشة ميزانية القطاع بلجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، أبرز برادة أن ميزانية التربية الوطنية تمثل حوالي 6% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يضع المغرب في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال، على غرار الولايات المتحدة والدنمارك اللتين تخصصان نسبة مماثلة من ناتجهما المحلي الإجمالي للتعليم، كما تفعل فرنسا بنسبة 5.2%.
ومع ذلك، شدد الوزير على أن تنعكس هذه الميزانية على ترتيب المغرب في التصنيفات العالية وأن لا نظل متأخرين خصوصا في تصنيف PISA، مضيفا: “هذا الاستثمار الكبير في قطاع التعليم يعكس التزامنا بتحسينه، وهدفنا من خلال مدارس الريادة هو رفع تصنيف التعليم في المغرب، وإذا نجحت التجربة، يمكن أن نصل إلى مستوى قريب من تركيا، التي تحتل مراكز بين 40 و45 في التصنيف العالمي للتعليم، بدلا من بقائنا في المراكز المتأخرة مثل المرتبة 75”.
في سياق متصل، أوضح الوزير الجديد أن “مدارس الريادة” يرافقها جدل واسع، ومغالطات، خصوصا فيما يتعلق بمسألة تكافؤ الفرص، مشيرا إلى أن التلاميذ المجتهدين غالباً ما تحظى أسرهم بإمكانيات لمتابعتهم وتوفير دروس إضافية، بينما يفتقر تلاميذ آخرون إلى هذه الإمكانيات، وقد لا تبدي أسرهم اهتماما كافيا بنجاحهم الدراسي، ما يؤدي إلى دخولهم الفصول الدراسية بمستويات متفاوتة من الفهم، وهو ما يكرس عدم تكافؤ الفرص.
وأكد المسؤول الحكومي أن “الإشكال لا يكمن في من التحق بمدرسة الريادة أو من لم يُتح له ذلك بعد، بل في وجود تلاميذ يتركون التعليم الإعدادي وينتهون إلى الشارع، ما يساهم في ازدياد أعداد الشباب غير الملتحقين بالدراسة أو العمل (NEET)، وهذا تحدٍ نتحمل مسؤوليته كمدرسة ومجتمع”.
وشدد المتحدث، أن تجربة مدارس الريادة ناجحة بشهادة مؤسسات تقييم التعليم على المستوى الوطني والعالمي، مشيرا إلى أنه تم طرح 100 سؤال على تلاميذ مدارس الريادة وعلى تلاميذ مدارس عادية؛ التلاميذ في المدارس العادية أجابوا على 40 سؤالا بشكل صحيح، بينما أجاب تلاميذ مدارس الريادة على 60 سؤالا، بزيادة تصل إلى 50%، ما يدل على نجاح التجربة.
وبحسب برادة، فقد استفاد من تجربة مدارس الريادة 320 ألف تلميذ في 600 مؤسسة، وقد حققت نجاحا مهما، وسيستمر هذا النجاح مع توسيع التجربة لتشمل 2000 مؤسسة تعليمية، مشيرا فيما يتعلق بالتكاليف، إلى أن تجهيز مدارس الريادة ليس مكلفا؛ فكل ما تحتاجه المدرسة هو حاسوب وجهاز عرض وسبورة، بتكلفة إجمالية حوالي 15 ألف درهم، مع تكلفة صيانة بسيطة تقدر بألف درهم كل عامين.
بالمقابل، اعتبر أن التحدي الحقيقي هو ضرورة تجهيز المدرسة بشكل لائق، حيث ترميم 2000 مدرسة حتى الآن، والهدف هو ترميم جميع المدارس والمؤسسات التعليمية في غضون 3 سنوات، لافتا إلى أن المكلف في هذه العملية هو توفير دروس الدعم للتلاميذ المتأخرين دراسيا، وأيضا تدريب الأساتذة والمفتشين بالرباط.
في سياق متصل، أشار إلى أنه في السنة الأولى لمدارس الريادة، تم الاعتماد على نسخ مطبوعة “فوطوكوبي” للتجربة وتحديد النقاط التي تحتاج إلى تحسين في المقررات، أما هذا العام فقد تم توفير الكتب، رغم وجود بعض المشاكل في الشمال، حيث لا تزال بعض المناطق تستخدم “الفوطوكوبي”، لكنها ستصلها الكتب قريبا، أما في باقي المدن، الكتب متوفرة وتم توزيعها مجانا هذا العام، بينما ستصبح متاحة للشراء كباقي الكتب المدرسية في العام القادم