الواجهةحقوق الإنسانفضاء الصحافةمجرد رأي

أبو أيوب يرد على منتقدي المحامين المتقدمين بدعوى قضائية بسبب التطبيع “المحامون المغاربة و صدمة العلاقات العلنية في اللاوعي المغربي”

بقلم أبو أيوب

    جوابا على متدخلة وعلى باقي منتقدي تقدم المحامين بدعوى قضائية بسبب التطبيع ..

    أثار فضولي أوديو مواطنة مغربية بإحدى مجموعات واتساب , تدخلت مبدية رأيها فيما قام به ثلة من المحامين المغاربة من خلال تقديمهم عريضة أو شكاية …., تتعلق بما أقدم عليه المغرب من خطوات تجاه بني عمومتنا من سام أخو حام …. و هذا حقهم بحسب القوانين الجاري بها العمل من زاوية أنهم متضررون … أليس كذلك ؟

    و التضرر أو الأضرار الناجمة بحسب علمي عن فعل ما , ليست محصورة في المادية منها و قد تكون معنوية أيضا …., لكنها في محصلتها تبقى ضررا أو أضرارا موجبة للجبر و التعويض .. و لنا في ملف سنوات الجمر و الرصاص خير مثال … مثال من أمثلة عدة متشابهة مترادفة متلاصقة منذ نيلنا الإستقلال بين قوسين ( لم نستعمر من قبل العثمانيين بحسب التاريخ اللي قراونا و لم نكن مستعمرين بحسب منطوق اتفاقية الحماية …, تاريخنا و دولتنا و مؤسساتنا … يقول هكذا أليس كذلك ؟ بلا … و لكن ليطمئن قلبي حتى لا أتهم ب……! ) .

    جوابي على الأخت المتدخلة الكريمة المتشبعة بلغة موليير و فولتير و فيكتور هيغو في رائعته البؤساء …, كم نحن بؤساء … , نعم بؤساء , بؤساء في تفكيرنا و تحليلنا و نمط عيشنا , بل كم نحن بؤساء في أوطاننا و أقفاصنا و مخيلتنا …., جوابي للمتشبعة … بكل الإحترام و التقدير و بلغة الضاد و الأجداد :

    ( اختي راهم في بلجيكا و بريطانيا و إسبانيا … كلهم ملكيات … رغم هذا يناقشون و يعترضون بل يحاسبون قرارات اتخذت و لم تكن موفقة , ملك إسبانيا السابق في قضية صيد الفيلة و إسبانيا في أزمة / ملكة بريطانيا في قضية الشوكولاتة مثال) .

    هذا لا يعتبر تطاولا على أحد كشخص موقر و له حرمة , بل يدخل ضمن إطار التقويم و التنبيه في حالة ثبوت الخطأ , من زاوية أنه مسؤول و ليس كشخص يجب احترامه و له مكانة متميزة و مرموقة في المجتمع , بالتالي ضرورة تجنب المساءلة .
كل القوانين الوضعية قابلة للنقاش و التعديل و الإلغاء … وحدها الثوراة و الإنجيل و القرآن التي لا نقاش حولها بحكم أنها رسالات سماوية , بغض النظر عما قيل بشأن بعضها من تحريف …, بالتالي قرارات المسؤول أيا كانت مرتبته تبقى قابلة للنقاش, و لا يجب في هذه الحالة اعتبارها تطاولا أو تجاسرا , بقدر ما هي تنبيه لتقويم ما اعوج من سياسات .

    و في هذا مصلحة المسؤول و المجتمع على حد سواء , كما أنها تعتبر ظاهرة صحية بامتياز أجمعت عليها كل المجتمعات المؤطرة بقوانين و مؤسسات …., و بفضلها يستمر النظام الذي توافق عليه الجميع بالإجماع ( إجماع المغاربة على النظام الملكي ) , و لعلي بالمغرب واحدا منها , دولة الحق و القانون و دولة المؤسسات بحسب منطوق الدستور و وفق التصريحات الرسمية للدولة المغربية … أليس كذلك ؟

    و في حالة الإخفاق أو مجانبة الصواب … يستوجب المساءلة فمن يتحمل الوزر ؟ و من المنطقي أن يكون هناك مسؤول ما ليتحمل وزر ما حصل … أليس كذلك ؟ شريطة أن يكون هو المسؤول عن ارتكاب الخطأ و ليس كبش الفداء لتبرير … و تمرير …, و في هذه الحالة و إذا ما فتح باب التعرض أو النقاش … هل يعتبر هذا تطاولا على ….؟ كما قالت به الأخت المتدخلة عبر الأوديو و احترم رأيها من باب ( اختلفوا و لا تخالفوا بفتح الخاء و اللام ) .

    و لمزيد من التذكير , منطوق الدستور الجديد للمملكة ( لن أقول ممنوحا أو مستفتى عليه و لن أدخل في المهاترات بشأنه مهما كانت ) , يقول بالتخلي صفة القداسة و تعويضها ب … مع وجوب …, بالتالي يبقى ما أقدم عليه ثلة من المحامين و ما أصدره حقوقيون ( الجمعية المغربية …./ النهج الديموقراطي … مثال ) , حقا مكتسبا وجبت الإستجابة له و ليس الإلتفاف عليه و تجريمه تحت مسمى تطاول على القرارات و التوصيات و التعليمات الملكية .

    سؤال أوجهه لذوي الإختصاص … هل هناك تطاول أو تبخيس أو إزدراء أو … فيما قام به الثلة بخصوص قرار الإعلان الصريح بالعلاقات ؟ و لن أقول بالتطبيع و لا إعادة العلاقات … فهي مصطلحات تبقى موهمة و مجانبة للصواب …!.

    و إذا ما كان الأمر كذلك … أبشركم بقاتم و حالك … و العودة لسنوات الجمر و الرصاص في نسختها الثانية … و لنا في اختطاف المفكر و المعارض و المؤرخ و الدكتور و الأستاذ المعطي منجيب خير مثال … و الأمثلة عديدة تتزاوج بين الأمي الواعي (مول الحانوت مثال) , و المثقف المفضل لبلده ( دكتور كندا مول الكاسك) , و الصحافي الملتزم ( عمر الراضي مثال) , و ما يتعرض له الكثير من صحافيين و إعلاميبن و حقوقيين و معارضين ……

    زوار ليل موقع الجديدة نيوز , أبشركم و أجزم بأن الأنفاس لن تخنق …., كما أبشركم بأن جبهتنا الداخلية متصدعة مشروخة و هذا تحصيل حاصل مهما … قل ما يحلو لك و تصور كما تشتهي نفسك … لكنها تبقى حقيقة لا غبار عليها … الخروج منها موجب لتلطيف الأجواء بدل المزيد من كهربتها … غير هذا مضيعة للوقت و سقوط في الهاوية …

    بهذا أكتفي أختي المتدخلة … سنة سعيدة ربما قد ستؤرخ لأحلام موؤودة … دامت المسرات لهذه الأمة العظيمة و إلى موعد آخر , أستودعكم في حفظ من علم الإنسان ما لم يعلم … و علمه القرآن … فالقرآن حفظه و باق , و سواه قابل للنقاش و الأخذ و الرد … طاب مساء الجميع .

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى