الواجهةتربية وتعليمجرائم وحوادث وقضايا

إقليم برشيد : نزيف العنف مستمر بقطاع التعليم تلميذ يعنف أستاذه داخل فصل دراسي

    لم تتوصل بعد وزارة التربية والتعليم إلى وصفة لنزع فتيل العنف بالمؤسسات التعليمية، ويبدو أنها لا تعد هذه الظاهرة ضمن أولوياتها؛ وتغض الطرف عنها بالرغم من تناميها، والتنبيه لها من طرف الباحثين التربويين والاجتماعيين والأخصائيين. ولعل العنف الذي تعرض له أستاذ مادة الرياضيات بالثانوية التأهيلية خالد بن الوليد أولاد عبو إقليم برشيد، وذلك يوم الإثنين 18 يناير الجاري حوالي الساعة الخامسة مساء، لن يكون الأخير. وأكد مصدر مطلع لموقع الجديدة نيوز أن عملية الإعتداء الشنيع، الذي تعرض له أستاذ التأهيلي لمادة الرياضيات ” ن ، المصطفى ” أثناء مزاولة عمله بالفصل الدراسي، من طرف أحد تلامذته المدعو ” ز ، ن “، والذي يتابع دراسته بالجذع المشترك آداب 2، جاء هذا التهجم نتيجة ضبط التلميذ في حالة غش، وعند محاولة الأستاذ سحب الورقة موضوع عملية الغش، انهال التلميذ على الأستاذ في غفلة من أمره بلكمة قوية على مستوى العين اليسرى، وأراد معاودة العملية مرة أخرى، لكن تدخل أحد تلاميذ الحجرة الدراسية حال دون تسديدها، وعجل بشل حركته وكبح جماحه.

    وفور توصل مدير المؤسسة بالخبر، انتقل إلى مقر الحراسة العامة بذات المؤسسة حيث وضع التلميذ، ليتم بعد ذلك ربط الإتصال بالمركز الترابي للدرك الملكي أولاد عبو التابع نفوذيا لسرية برشيد، لتنتقل بعد ذلك السلطات الأمنية إلى الثانوية التأهيلية قصد القيام بالمتطلب، حيث عملت عناصر الدرك الملكي على نقل التلميذ رفقة الأستاذ إلى مقرها، حيث عرف هذا الملف تطورا بعد أن تدخلت النيابة العامة على الخط. وفي اتصال مع مدير المرصد المغربي للدراسات والابحاث التربوية عبد الرحيم مفكير أكد أن هذه الظاهرة لا بد من معالجتها وفق نظرة شمولية بعيدا عن النظرة التجزيئية، والمدخل الناجع لتجاوز تأثيراتها هو تجند كل الفاعلين وجمعيات المجتمع المدني وتدخل الآباء وإعادة الاعتبار للمؤسسة التربوية ومحيطها والعاملين بها؛ والتأكيد على قدسية المربي وتجاوز النظرة النمطية التي يحاول البعض إلصاقها به، وضرورة بث وترسيخ ثقافة التربية على الاختلاف والحق والاحترام والتقدير والرفع من قيمة المنظومة التربوية؛ يضيف مفكير، وضمان الحقوق العادلة والمشروعة لنساء ورجال التعليم، والعمل على اعتماد المقاربة التربوية إلى جانب المقاربة الحقوقية والزجرية؛ وفتح ورش كبير للوقوف على أسباب الظاهرة وتداعياتها وتقديم الحلول بشأنها؛ وتوظيف وسائل الإعلام ليصبح هذا الورش مجتمعيا ويحظى بمساهمة الجميع من أجل الرقي بمنظومتنا التربوية وإعادة الاعتبار لمؤسساتنا التعليمية.

    يشار إلى أنه قد تم وضع المتهم بالاعتداء الجسدي على أستاذه داخل القسم، تحت تدابير الحراسة النظرية من أجل التحقيق معه بشأن التهم الموجهة إليه، ومعرفة تفاصيل وحيتياث الإعتداء الشنيع، حيث سيتم تقديم المحروس نظريا غدا أمام ممثل الحق العام، للنظر في صك الإتهام الموجه إليه، وإحالته على المحكمة لترتيب الجزاءات القانونية في حقه.

    ويذكر بأن الأستاذ، تم نقله صوب المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بمدينة سطات، لتلقي العلاجات والإسعافات الضرورية اللازمة، حيث سلمت له شهادة طبية تتبث مدة العجز فيها 23 يوما.

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى