هنية: العدو نزل عند شروط المقاومة وشعبنا سطر ملحمة بطولية
.
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية أن الحركة وقعت على اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى من موقع الصمود والإرادة القوية، مشددا على أن الاحتلال نزل “عند شروط المقاومة وإرادة شعبنا الأبي”.
جاء ذلك في خطاب مصور ألقاه هنية مواكبةً لتطورات معركة “طوفان الأقصى” والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واتفاق الهدنة وتبادل الأسرى.
ووجه هنية في بداية خطابه، التحية إلى “شعبنا العظيم الذي سطّر هذه الملحمة الأسطورية من الصمود، فتكسرت على صخرته كل المخططات الخبيثة لإحداث نكبةٍ جديدة”.
وأضاف: “السلام على مجاهدينا الأبطال الذين أثخنوا الجراح في العدو وقدموا نموذجا غير مسبوق في البطولة والفداء، والسلام على غزة صانعة الأمجاد والتحولات الهائلة عبر طوفان الأقصى”.
وأكد أن المقاومة استطاعت مواجهة الاحتلال وكسر إرادته وإفشال مخططاته، رغم الألم الكبير والأعداد المتزايدة من الشهداء والجرحى والمهجرين قسرا من بيوتهم، مشددا على أن الشهداء هم “ضريبة الحرية والتحرير والاستقلال واستعادة الحقوق والمقدسات”.
ولفت النظر إلى أن الاحتلال راهن على استعادة المحتجزين والأسرى لدى القسام والمقاومة عبر فوهة البنادق والقتل والإبادة الجماعية، وكل أشكال الإرهاب التي لم يعرف التاريخ لها مثيلاً، وأعلن بأنه لن يقبل بوقف إطلاق النار، ورفض تطبيق قرار مجلس الأمن الذي نص على الهدن الإنسانية.
وأضاف: “لكنه وبعد قرابة خمسين يوماً من جرائمه ووحشيته، وأمام صمود شعبنا ومقاومته التي واجهته في كافة محاور القتال بكل ثبات وبسالة، نزل العدو عند شروط المقاومة وإرادة شعبنا الأبي، مما أدى إلى التوصل لاتفاق الهدنة وتبادل الأسرى الجزئي”.
وتطرق هنية إلى الجهود التي بذلت للتوصل لاتفاق الهدنة، قائلا: “لقد خضنا برعاية الأشقاء في قطر ومصر مفاوضات صعبة وشاقة على مدار الأسابيع الماضية، وبالتشاور مع فصائل المقاومة، سعياً منا لحماية أبناء شعبنا وتحقيق احتياجاته في مواجهة سياسة التجويع والحصار والخنق”.
وأضاف: “أدرنا هذه المفاوضات بمسؤولية عالية، وبتوازن دقيق جمع بين الحرص على التخفيف عن شعبنا ووقف آلة القتل والمجازر الوحشية، وبين ألا نسمح للعدو بفرض أجندته أو الهروب من استحقاقات هذه الهدنة، بل فَرض رؤيتنا وأولوياتنا”.
وأكد التزام الحركة بتنفيذ الاتفاق وإنجاحه، “طالما التزم العدو بتنفيذه”.
وأبدى ترحيب الحركة باستمرار المساعي لإنهاء العدوان الإسرائيلي، مقروناً برفع شامل للحصار عن غزة، وتبادل الأسرى، ووقف الاعتداء على المسجد الأقصى، “وتمكين شعبنا من ممارسة كافة حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير”.
وقال إن الأشقاء في كل من مصر وقطر بذلوا على مدار الفترة السابقة جهوداً حثيثة ودبلوماسية نشطة إلى أن تم التوصل إلى هذا الاتفاق، موجها الشكر للدولتين.
وأكد على الاستعداد لاستمرار العمل معهما لتحقيق الوقف الشامل للعدوان على غزة، وإغاثتها العاجلة بكل حاجاتها المعيشية والطبية، وحماية الشعب الفلسطيني في القدس والضفة.
كما أكد على أهمية استمرار الجهود العربية والإسلامية والدول الصديقة، وفي مقدمتها روسيا والصين، “لتمكين شعبنا من إنجاز تطلعاته في الحرية والعودة والاستقلال، وضمان عدم تهرب الاحتلال من استحقاقات هذه المعركة”.
وبيّن أن الإفراج بموجب اتفاق الهدنة عن الأسيرات والأطفال من سجون العدو “هو أول الغيث، وأول الغيث قَطرٌ ثم ينهمر”.
وأكد هنية عدم تخلي “حماس” عن مسؤولياتها، قائلا: “تؤكد الحركة بأنها لن تغادر مواقعها، ولن تتخلى عن مسئولياتها تجاه أبناء شعبنا قبل المعركة وأثناء المعركة وبعد المعركة، نؤكد تمسكنا بوحدة الأرض والشعب والمصير”.
وأشاد بالموقف العربي والإسلامي بخصوص رفض أي تدخل بمصير القطاع بعد إنهاء العدوان، ورفض التهجير، خاصة من دولتي مصر والأردن.
وقال هنية “إن شعبنا يخوض معركة التحرر الوطني وعبر جبهة متراصة في غزة والقدس وفي كافة أماكن تواجده”.
وأشاد “بالبطولات التي يسطرها أبناء شعبنا ومقاومته في الضفة الباسلة في مواجهة مليشيات المستوطنين وجيش الاحتلال الذي يقوم بإرهاب منظم ضد أهلنا وأسرانا في الضفة والقدس”.
وحيّا أهل غزة “الذين شكلوا بصمودهم ومقاومتهم العنصر المركزي والمحوري في تحقيق هذا التراجع في موقف العدو وحلفائه”.
كما حيا “شعبنا في الداخل والخارج، وجماهير أمتنا العربية والإسلامية، والأحرار في كلّ عواصم ومدن العالم”.
وأضاف: “نشيد ونقدّر عالياً مواصلة حراكهم وتضامنهم وفعالياتهم الجماهيرية المشرّفة التي تنتصر لغزَّة ومقاومتها، ومعركة فلسطين نحو الحرية والتحرير”، داعيا إلى مواصلة هذا الجهد المقدر وتصعيده بكل الوسائل، وفي كل الساحات والميادين.
كما وجه التحية إلى المقاومة الإسلامية في لبنان التي تواجه على طول جبهة الجليل الفلسطيني المحتل وقدمت عشرات الشهداء، إلى جانب شهداء الشعب الفلسطيني في لبنان وآخرهم الشهيد القسامي خليل حامد الخراز.
ووجه كذلك التحية “للإخوة في اليمن الشقيق الذين عبروا بقوة واقتدار عن غضبهم تجاه العدو الصهيوني وعن تضامنهم مع أشقائهم في غزة وفلسطين على طريقتهم الخاصة”، كما شكر المقاومة العراقية التي تشارك في هذه المعركة.
وقال “نقف بكل إجلال وإكبار أمام عوائل الشهداء والجرحى والأسرى الذين سطروا أروع دروس الصبر والتضحية والفداء، وشكلوا مع كل أبناء شعبنا الصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات العدو وإفشال مخططاته”.
وحيا “أبطال القسام وفصائل المقاومة بقيادة الأخ المجاهد محمد الضيف قائد أركان المقاومة، وقيادة غزة وفي مقدمتهم الأخ المجاهد يحيى السنوار”.