فضاء الصحافةمجرد رأي

ما هكذا تورد الإبل يا عمر

ابو ايوب
الحرب لعبة و فن عصبها دهاء و خبرة مكتسبة , سواء كانت حربا عسكرية أو إعلامية أو حربا دبلوماسية سياسية…تقتضي في شموليتها التأني في اتخاذ القرار و حسن اختيار الزمكان مع وجوب الاحتراس من ردة فعل الاخر ، فاحتسابا لغير المتوقع بمقدار الربح و الخسارة مع ضرورة تجنب استصغار الخصم و عدم اطلاق التحذيرات المجازفة على الهواء ..
تحذيرات مجانية من الممكن ان تتحول الى مجرد عواء في غياب أي رد رسمي علني داعم و مساند لموقف العالم الحالم و السياسي الواهم…بالتالي تصبح المواقف موجهة للاستهلاك الداخلي بنية مبيتة و مقصودة اكثر مما هي حمالة رسائل رادعة واضحة بنبرة صارمة للخصم.
مقال اليوم نستعرض من خلاله الحرب الإعلامية المغربية الجزائرية في مواقع التواصل الاجتماعي و مختلف مواقع الإعلام الالكتروني فيما له صلة بالحدود الموروثة عن الاستعمار و قضية الصحراء
في حوار جمع السياسي الواهم دون كيشوت زمانه زعيم سابق لحزب عريق و زعيم نقابي بأحد الصحافيين و اليوتوبرز المثير للجدل صاحب موقع بديل استعرضا من خلاله قضية الصحراء الشرقية و موريتانيا و الصحراء المتنازع عليها…
مما جاء فيه فرضية على شكل تسائل ، لو حسم المغرب من قبل موضوع الصحراء الشرقية و السيطرة على موريتانيا لما كان هناك مشكل الصحراء ، مستنبطا تعاطيه مع هذه الملفات الشائكة من بنات افكار الحزب العتيد الذي يعترف بالحدود الحقة للمغرب و ليس بالحدود غداة الاستقلال…
نفس الموقف سار على دربه العالم الحالم الذي استوفى خاتمة القول باعلان الجهاد و الزحف في حال صدور القرار الملكي ، و ثلة من المفكرين المغاربة و رؤساء مراكز تحليل السياسات الافريقية و الدولية و القضايا الأمنية الذين أجمعوا على ضرورة استرجاع المغرب لتلك المناطق باعتبارها الحدود الحقة وفق منطوق الدستور المغربي
لكنهم في المقابل تناسوا بان الأمم المتحدة و الاتحاد الافريقي لا يعترفون الا بالحدود الموروثة عن الاستعمار و سواها محاولة توسع على حساب دول الجوار بما يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة و القانون التأسيسي للاتحاد القاري بما فيها حركة دول عدم الانحياز و الجامعة العربية ذاتها( لا وجود لاي قرار بالجامعة العربية يعترف بمغربية الصحراء ، و كل ما هنالك اعتراف فردي كالاردن و البحرين و الامارات مثلا)
كما وجب التذكير بأن العلاقات بين الدول الخاصة بمسألة الحدود برية كانت ام بحرية او المجال الجوي… تؤطرها اتفاقيات و معاهدات برضى الاطراف المعنية و يتم توثيقها وفق القانون الدولي قبل عرضها على انظار الامم المتحدة للمصادقة عليها لتأخذ صبغتها القانونية
و لعلم هؤلاء هناك اتفاقية ترسيم الحدود بين المغرب و جاره الشرقي صدر بشانها ظهير ملكي بالجريدة الرسمية سنة 1994 و اعتراف رسمي باستقلال الجار الجنوبي وثقه ظهير ملكي نشر بالجريدة الرسمية للمملكة سنة 1969…
و كما هو معلوم ان الجريدة الرسمية هي الناطق الرسمي باسم الدولة أيا كانت…و طالما لم يصدر اي ظهير ملكي يحين او يضيف او يلغي او يعدل…تعزيزا و دعما لمواقف العالم الحالم و السياسي الواهم و المؤثرين و المحللين…تبقى مواقفهم و مقارباتهم جوفاء و بدون أفق و لا معنى كصيحات في فج عميق ، كما قد يفهم منها مجرد مزايدات من الوكيل بعلم منه او بدونه بتبعات الإشكالية و المضاعفات المترتبة عنها لاحراج الأصيل امام شركائه من دول الجوار…
ثم لنفترض جدلا ان هؤلاء و بوازع وطني لجأوا الى الأمم المتحدة أو محكمة العدل الدولية معززين بالوثائق و الحجج و البراهين للحسم فيما يطالبون به باعتباره حق وجب استرجاعه …فماذا في نظرك اخي القارئ سيكون عليه منطوق الحكم أو التوصية الأممية و قرار مجلس الامن ؟ بل هل سيتم قبول الدعوى اصلا مهما كان المسوغ ؟ أ
لم اقل بأنها صيحات في فج عميق بدون أفق؟ بلى و لكن ليطمئن قلبي…و يبقى العالم حالما و السياسي النقابي واهما…الى أجل غير مسمى
تحياتي للقارئ في هذه العشرية الأخيرة من رمضان الأبرك و متمنياتي للمغاربة من شوشة الرأس إلى أخمص القدمين بالأمن و الاستقرار و ليعم السلام …تجنبا للكوارث المحدقة المتربصة بالأخوة الاعداء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى