كارثة تمس بقيمنا الفنية … ما هذا!!!

بقلم الدكتور عبد الله صدقي

بكل حياد وتجرد، أستغرب مثلما استغربت العديد من الأسر من برنامج (فواصل ونواصل) للفنان مراد العشابي، وأتساءل بدوري كيف سُمِح لمراد العشابي أن يقدم هذه المهزلة على الشاشة أمام الأسر، وأمام العالمين … يظهر أن الفنان مراد العشابي ليس من خلفه لا رقيب ولا مسؤول، إذ نَعتبر ما قدمه مُسيئا للأسر المغربية قبل غيرها، مثلما أساء إلى القناة الثانية، وأساء إلى نفسه، والى كل الفنانين المغاربة…

مراد العشابي الذي عهدنا منه برامج في المستوى، (نحن لا نسبه ولا ننكر مكانته، وما قدمه من إنجازات سابقة)، لكنه هذه المرة، لا أحد يستطيع أن يفهم ماذا جرى … أرسلُ رسالة إلى مسؤولي القناة الثانية لأقول، أعْراضنا بين أيديكم، أنتم تدخلون بيوتنا، وتصبحون من أسرنا، نتقاسم معكم ما تقدمونه لنا، نتعاطف، نضحك، نسر، أحيانا نبكي من الضحك، تدخلون علينا السرور والبهجة، نحن وأبناؤنا نعرفكم واحدا واحدا، لقد أصبحتم أفرادا من الأسرة….

لكــــــــــــــــن نرجوكم أنْ لا تفسدوا علينا الحياة، ولا تكـــــــــدِّروا ما أنجزتم سابقا، ولا تُنَغِّصوا علينا الحياة، وتعرضونا للمهازل والسخرية من أبنائنا أنفسهمم (الجيل الجديد) قبل غيرهم،وتجعلوننا نتأفف مما تقدمون، (أبناؤنا يتبرؤون منا ومن فننا ويلتجئون إلى الغرب، وأنتم بهذا العمل غير المسؤول تؤكدون لهم ذلك، فما فتئنا نقنع أبناءنا بأهمية الهوية والأصول…

لكــــــن صنيعكم لا يعمل إلا بإبعادهم كليا، … وأنتم تعلمون أن العديد من الأسر المفرنسة لا تتابع إطلاق ما تقدمون، وقد زكيتم اختيارهم، أنتم مسؤولون كذلك مثل غيركم عن قيمنا وهويتنا وأصولنا، و(تمغربية)، التي نفتخر بها عبر التاريخ، ابتداءً من (الزليج إلى صرح ما نبنيه على كل المستويات)، فهل أخذتم ذلك في الاعتبار وأنتم تنجزون برامجكم الفنية، وتدركون أنكم ستدخلون بيوتنا، وتصيرون من أهالينا، نعرفكم ولا تعرفوننا، نحبكم ونحترمكم …

لكـــــــــــــــــن هل تقدرون هذا الاحترام وهذا الحب، أتمنى أنْ لا تكون لديكم حَمِيَّةَ الدفاع عن النفس، وتردون عنا بسوء أخلاق، فتزيدون الطين بلَّةً، وتزيدون السوء بالسوء، نحن لسنا ضدكم، ولسنا نبتغي النَّيْل منكم، ليست هناك لا نظرية المؤامرة، ولا نظرية الانتقام، ولا يجب أن تختبئوا خلف ذلك، نحن أسركم، نحن أهلكم… فاتقوا الله فينا وفيكم وفي تاريخنا وقيمنا…واجمعوا أهل الفن والنقاد الفنيين، وعلماء الاجتماع والنفس والدين وغيره، ليدرسوا معكم ذلك، لأن أماممنا كلنا مغرب يتطور رغم العوائق، ورغم من يريد أن يزج بنا إلى الخلف، نحن ماضون، فلا تسيئوا إلى تاريخنا …