مهرجان تطوان الدولي لمسرح الطفل: جسر ثقافي يعانق الذاكرة والإبداع

تحتفي مدينة تطوان هذا العام بالدورة السادسة عشر من “مهرجان تطوان الدولي لمسرح الطفل”، الذي ينظم من 8 إلى 11 ماي 2025، تحت شعار “مسرح الطفل جسر للحوار والثقافة”. يأتي هذا الحدث الثقافي الكبير تزامناً مع الذكرى الثانية والعشرين لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، مما يضفي عليه بعداً وطنياً خاصاً.
دورة تحمل اسم رائد المسرح المغربي “عبد الخالق الطريس”:
اختارت مؤسسة المهرجان تسمية هذه الدورة باسم “عبد الخالق الطريس”، تكريماً لمسيرته كأحد رواد المسرح المغربي، وذلك اعترافاً بإسهاماته الفنية التي شكلت علامة فارقة في المشهد الثقافي. كما سيشهد المهرجان تكريم وجوه فنية وتربوية بارزة، من بينهم الفنان المغربي الحسين الشعبي، نقيب النقابة المغربية لمهني الفنون الدرامية، والسيد هشام الكسريوي، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتطوان، تقديراً لجهودهم في تعزيز المسرح التربوي.
مشاركات عربية ودولية واسعة:
يتميز المهرجان هذا العام بمشاركة فرق فنية من عدة دول، منها الصين، بلجيكا، سلطنة عمان، العراق، إيطاليا، وتركيا، إلى جانب فرق مغربية وطنية. كما يبرز حضور لامع لفنانين عرب، مثل الفنانة المصرية وفاء الحكيم، والفنان المصري رباض الخولي، والفنانة انتصار موسى، الذين سيضفون ألواناً إبداعية متنوعة على فعاليات المهرجان.
رسالة المهرجان: الحوار والتربية عبر الفن
يهدف المهرجان إلى ترسيخ قيم الحوار والانفتاح الثقافي من خلال فنون مسرح الطفل، مع التركيز على الدور التربوي للمسرح في تنمية قدرات الأطفال الإبداعية والنقدية. وصرح رئيس المهرجان في البلاغ الصحفي: “نسعى إلى جعل المسرح وسيلة لبناء جسر بين الثقافات، وتعزيز قيم التسامح والإبداع لدى الناشئة”.
فعاليات متنوعة وورش تفاعلية:
سيشمل البرنامج عروضاً مسرحية، ورش عمل للأطفال، وجلسات حوارية مع الفنانين والمختصين في التربية والفنون، بالإضافة إلى حفل تكريم الفنانين والمبدعين. كما سيتم عرض أعمال تبرز تنوع التراث الثقافي المغربي والعالمي.
و كخلاصة، فمهرجان تطوان الدولي لمسرح الطفل ليس مجرد تظاهرة فنية، بل هو احتفاء بالهوية الثقافية المغربية والعربية، وإعلاء لقيمة الفن كأداة للتواصل الإنساني. مع انطلاقته في ماي المقبل، يتطلع الجمهور إلى أسبوع حافل بالإبداع والفرح، يؤكد أن مسرح الطفل باقٍ كجسر للثقافة والحوار، كما أراده المنظمون.