كلمة تأبين الفقيد المرحوم الدكتور عبد المجيد بوزوبع ..
- أبناء الفقيد عزيز وعثمان ..
- وإخوة المرحوم وأسرته الكريمة ..
- أصدقاء ورفاق ومحبي المرحوم الدكتور عبد المجيد بوزوبع..
- الرفيقات والرفاق في المنظمة الديمقراطية للشغل وفي كل الأحزاب الوطنية والتنظيمات السياسية والنقابية والحقوقية الديمقراطية داخل الوطن وخارجه..
- الأخوات والأخوة..
- –أيها الحضور الكريم ..
في البداية أشكركم جميعا على حضوركم هذا الحفل التأبيني الذي تنظمه المنظمة الديمقراطية للشغل ، وفاءً لمؤسسها القائد والمعلم والمناضل/ الرمز : الدكتور عبد المجيد بوزوبع ، الذي رحل عنا تاركاً وراءه إرثاً طيباً، وحياة نضالية حافلة بالعطاء والتضحية، شكّل من خلالها نموذجاً يُحتذى به !
ولد وترعرع بمدينة فاس العلمية في 14 مارس 1946، وانتقل مع أسرته الى البيضاء القلب الاقتصادي النابض للمغرب ، ومعقل الطبقة العاملة والحركة السياسية والنقابية . ودرس هناك بحي بوشتنوف الى أن حصل على شهادة الباكالوريا . ثم ولج كلية الطب والصيدلة بالرباط . وقدم كل ما يستطيع باجتهاد منقطع النظير ، وفي توازن بين نضاله السياسي والنقابي واستكمال دراسته الجامعية . ليحصل على أعلى درجات العلوم الطبية ، كأستاذ جامعي باحث في كلية الطب والصيدلة بالرباط والعصبة المغربية لآمراض القلب والشرايين بمستشفى ابن سينا، تخصص طب القلب والشرايين .
وكان من الرواد الأوائل من المناضلين الشباب التقدميين الدين تحملوا بإصرار راية التقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية . حيث تشبع بالفكر الاشتراكي وثقافة المقاومة وتغدى من زادهما. واقتنع بالفكر الاشتراكي بأبعاده النضالية والإنسانية . وقيمه الوطنية والقومية مند صغره ، ومروراً بمرحلتِه الجامعيةِ العلمية . وخلال هذه المرحلة تحمل عضوية وقيادة الحركة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بكلية الطب والصيدلة بالرباط .ثم رئيسا للطلبة الداخليين في أكبر مستشفى جامعي : ابن سينا
أيها الحضور الكريم :
نقف اليوم لتأبين قائدنا و أخينا ومعلمنا الدكتور عبد المجيد بوزوبع ، ونحن عاجزون عن تعداد مناقبه ونضالاته ! فمن الصعب اختزال حياة القائد والزعيم والرفيق والأخ والأب الروحي عبد المجيد بوزوبع ، في دقائق أو ساعات . وقد تتعثّر الكلمات حين الحديث عنه ، ولكنني سأقف عند أبرز محطات مساره و حياته النضالية والانسانية ، ولو بإيجاز شديد .
إننا نؤبن اليوم قائدا ورمزا للنضال أخا ورفيقا ومعلما وطبيبا ، تكاملت فيه العديد من الصفات فاستطاع أن يجسد الإحساس النضالي والانساني بكل جوانبه ، فكان بحق نموذجاً متكاملاً للأخلاق السياسية، والإنسانية بامتياز ..متواضعاً صادقا مؤمناً ومناضلاً وطنياً وقوميا بامتياز .. اتفق الجميع صغاراً وكباراً على أن فقدانه يعد خسارة كبيرة . كان طبيبا و معلماً و قائدا تقدميا ، وصادقاً وخلوقاً ، ومثقفاً فكراً وأصالةً ونضالا .
أيها الحضور الكريم :
لقد حالفني الحظ و قُـدِّر لي شخصياً أن أكون بجانبه لمدة تفوق الأربعين سنة . كنت أشعر فيها أنني فرد من أفراد عائلته الصغيرة . تتلمذت على يديه وتعلمت منه الشي الكثير مهنيا وسياسيا ونقابيا وثقافيا . اشتغلت معه بعصبة القلب والشرايين بمستشفى ابن سينا بوحدة العناية الفائقة ، وعرفت القائد الراحل معرفة عن قرب . كان يبادلني كل العناية والثقة والمحبة الصادقة . وقد رحلَ عنا بجسدِه وقد غرسَ فينا قِيَمَ ومبادئَ تَشرَّبنا مِنها . وهي تقومُ على الإيمانِ الراسخِ بنبل العمل السياسي والنقابي ، القائم على الأخلاق والقيم الانسانية والنضال من أجل الحقوقِ الأساسيةِ للإنسانِ والعدالةِ والمساواةِ ، وعدمِ التمييزِ وتعزيزِ الحرياتِ العامَّةِ والخاصةِ والديمقراطيةِ الحقيقية .
اشتغلت معه وبجانيه في أكثر من محطة مهنية ونضالية وبشكل متواصل مما أتاح لي أن أتعلم منه وأدرس على يديه الفكر والممارسة النقابية والسياسية والمهنية . وأن أرى هذه الخصال العديدة في شخصيته الوطنية . ولا زالت تحضرني كلماته الطيبة وقدرته على التحليل العلمي العميق والهادئ في مختلف المجالات . كان موسوعة في الدين والسياسة و في الحقوق الانسانية والعلوم الطبية ؛ بل حتى روحه المرحة وابتسامته أيضا كانتا حاضرتين في الاجتماعات ، يحكي فيها عن أحداث ووقائع اعترضته في حياته ، وكيف تعامل معها بطريقته الذكية والهادئة والسلمية .
وعندما نحيي مناسبة أربعينية فقيدنا المناضل التقدمي الوطني الغيور الدكتور عبد المجيد بوزوبع ، فإننا ندرك جيداً أننا نحيي ذكرى رجل ليس ككل الرجال ، ورمز ليس ككل الرموز ، لا نرثي اليوم رجلا عاديا أو شخصا عابرا ، بل نؤبن وإياكم زعيما وقائدا عظيما ، ورمزا من رموز الحركة النقابية والسياسية بالمغرب .
إنسان غالي على قلوبنا جميعاً. فقد كان لنا في قطاع الصحة وغيرها بمثابة المعلم والمرشد والقدوة الحسنة ، وكان بالنسبة للمعتقلين السياسيين ملجأ للعلاج ، وللمرضى الفقراء منقذا من تعقد حالتهم الصحية . فاذا كان من عرفوه يلقبونه بطبيب الفقراء فإنني أضيف إلى هذا العمل الانساني ، طبيب المعتقلين السياسيين واسرهم وداعمهم دون شروط في ماسيهم ومعاناتهم .
بوزوبع وجدلية النقابي والسياسي
كان له دوره الريادي البارز في وضع اللبنات الأولى للحركة النقابية البديل منذ أواسط السبعينات من القرن العشرين… فقد كان للقائد الرمز الدكتور عبد المجيد بوزوبع دوره التاريخي المشهود في تأسيس أول نقابة عمالية مناضلة بدءا بالنقابة الوطنية للصحة يوليوز 1978 ببني ملال ، انتقالا الى تأسيس المركزية المناضلة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل يومي 25 و26 نونبر سنة 1978 بجانب عدة قطاعات عمالية وقيادتها وعلى رأسهم القائد محمد نوبير الأموي ، والتي شكلت الحدث التاريخي الذي عرفه المغرب في نهاية السبعينات من القرن الماضي ، وهو الحدث التأسيسي لإعادة الارتباط بين الحركة النقابية وحركة التحرر الوطني . وكان عضوا في الشبيبة الاتحادية تم اختير كعضو في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كأصغر مناضل في القيادة . تم كان له الفضل في تأسيس حزب المؤتمر الوطني الاتحادي وفي بناء أسس الحزب الاشتراكي ومعه المنظمة الديمقراطية للشغل التي كان قائدها الأعلى وهو من قاد أقوى النضالات النقابية والاجتماعية على المستوى الوطني . وشارك في كل الحوارات الاجتماعية مع الحكومات المتوالية . بالإضافة إلى مساهمته الرئيسية في صياغة أول اتفاقية جماعية –فاتح غشت 1996 . ناهيك عما تعرّض له فقيدنا الراحل من اعتقال وملاحقة وسجن أثناء مسيرته النضالية.
قاد الراحل أقوى المعارك الاحتجاجية والاضرابات الوطنية بدءا بإضراب عام للتضامن مع الشعب الفلسطيني بمناسبة ذكرى يوم الأرض 30 مارس 1979 . وإضرابات التعليم والصحة في 10 و11 أبريل 1979 ، من أجل تحقيق ملفاتهم المطلبية ، والتي طرد فيها الآلاف من المضربين من وظائفهم ، واعتقل المئات . تلاه إضراب 20 يونيو 1981 ، بسبب الارتفاع المهول لأسعار المواد الأساسية (الدقيق، السكر، الزيت) ، والذي كان خطوة أولى في تنفيذ برنامج التقويم الهيكلي ال\ي خلف . العشرات من الشهداء ومئات المعتقلين والمطرودين بالإضافة الى اعتقال عدد من القيادات النقابية.
وبعد الحوار الذي أجراه الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل محمد نوبير الأموي مع الجريدة الاسبانية (EL PAIS)، سنة 1992 والذي احتج فيه على تبديد المال العام واتهم فيها الحكومة *بالمنكانطيس أي اللوصوص ، اعتقال وحوكم بسنتين سجنا نافذة .
وطيلة فترة اعتقاله الى ان صدر عفو ملكي بعد 14 شهرا من الاعتقال ، لعب فيها الدكتور عبد المجيد بوزوبع دورا بارزا بقيادته لكل الحملات الوطنية والدولية و في ظروف صعبة جدا من اجل اطلاق سراح رفيق دربه محمد نوبير الأموي . فلم و يدخر جهدا في تحمل هده المسؤولية وبأمانة ومسؤولية تاريخية رافعا شعارا واحدا ” رفع حالة الاعتقال عن محمد نوبير الأموي ” ورغم كل المناورات والدسائس ومحاولة دفعه لتنظيم مؤتمر استثنائي في ظل اعتقال القائد الأموي ، رفض رفضا مطلقا هدا المخطط الموجه من طرف السلطة ، وامتنع عن حضور اجتماعات المكتب السياسي للحزب ، وبعد عودته من الخارج في اطار حملة دولية مطالبة برفع حالة الاعتقال عن محمد نوبير الأموي ،كان جواب السلطة على تحركاته الخارجية اتخاد قرار اعتقاله مباشرة بعد خروجه من ندوة صحفية بأحد فنادق العاصمة .، وحكم عليه بسنة سجنا ، قضاها كاملة . وجسد داخل السجن حالة صمود غير عادية ، وكان يحظى باحترام وعناية خاصة من الجميع سجناء وموظفين . وأصبح طبيبا لهم ومن سوء الصدف ان يصدر عفو ملكي على المعتقلين في اليوم الأخير الدي اتم فيه الدكتور عبد المجيد بوزوبع سنة كاملة التي حوكم بها .
كان بوزوبع مهندس جميع الحوارات مع الحكومات المتعاقبة وكان له شرف توقيع على أول اتفاق ثلاثي منذ الاستقلال-40 سنة- افاق فاتح غشت 1996 والذي شمل عدة محاور، بالخصوص تأسيس ميكانزمات الحوار الاجتماعي على المستوى الوطني، الإقليمي والقطاعي، الترقية الداخلية للمأجورين، احترام الحرية النقابية، المصادقة على المعايير الدولية للعمل، السكن الوظيفي، الرفع من الحد الأدنى للأجور…الخ
كان عبد المجيد بوزوبع من أشد المؤمنين بأن المقاومة الاجتماعية وصيرورة النضال الديمقراطي هو الحل و هي أقصر الطرق إلى تحقيق النصر ، وبأن معركتنا وتناقضنا الرئيسي والأساسي ليس مع التنظيمات السياسية والنقابية الأخرى معارضة او مولات بل مع من يحكم ويتحمل المسؤولية في تدبير الشأن العام . نذر نفسه وحياته لتحقيق أهداف الطبقة العاملة المغربية والشعب المغربي في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية و في أكثر من محطة نضالية، كان دائماً متقدماً الصفوف الأمامية .
بوزوبع وحقوق الانسان ولائحة بوزوبع للمعتقلين السياسيين
كان الفقيد عبد المجيد بوزوبع من اشد المدافعين عن حقوق الانسان والنضال من اجل وطن ومجتمع تُحتَرَمُ فيه آدميةُ الإنسانِ وحُقوقِه كما شَرَّعَتُها الأديانُ السماويةُ والمواثيقُ الدوليةُ، من أجلِ الديمقراطيةِ الحَقَّةِ والمواطَنَةِ المتساويةِ من أجلِ التنميةِ الإنسانيةِ المستدامةِ التي يكونُ فيها الإنسانُ وسيلةً وهدفاً في آنٍ واحد. وكان من المطالبين في كل تدخلاته وحواراته بضرورة التوصل إلى حلّ سياسي شامل ونهج حلّ سياسي يقوم على وإطلاق الحريات العامة. والقيام بإصلاحات سياسية ودستورية واحترام حقوق الإنسان يبدأ بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي وتوقيف المحاكمات والمتبعات وعودة المطرودين الى عملهم وتصفية ملفاتهم الادارية والمالية. ، كان كلماته بنبرات مدوية تحمل في تناياها قضايا المعتقلين السياسيين والنقابيين والمغتربين منهم معتقلي “تازمامارت “او معتقلي الحركات اليسارية “رفاق إبراهيم السرفاتي “او غيرهم… وفي هدا السياق كان الفقيد من المؤسسين والفاعلين الرئيسيين في الجمعية المغربية لحقوق الانسان والمنظمة المغربية لحقوق الانسان ، كما مثل المركزية داخل اول مجلس استشاري لحقوق الانسان 8 ماي 1990 , ويسجل التاريخ مواقفه الشجاعة والجريئة بخصوص لائحة اطلاق سراح المعتقلين السياسيين التي قدمها المرحوم ادريس البصري لأعضاء المجلس الاستشاري لحقوق الانسام من اجل المصادقة قبل رفعها للمرحوم الملك الحسن الثاني ولم تشمل آنذاك معتقلين من اليسار والاسلاميين وتشبت الدكتور بوزوبع بلائحته وظل وحيدا ، رغم كل الضغوطات للتنازل عن موقفه . وأصبح بالتالي الحديث في اروقة المجلس ولدى الراي العام السياسي عن لائحة البصري ولائحة بوزوبع. ولما رفع الأمر الى جلالة الملك المرحوم الحسن الثاني قبل بلائحة عبد المجيد بوزوبع رحمة الله عليه.
بوزوبع الوحدوي القومي الفلسطيني
كان الفقيد عضوا نشيطا في المؤتمر القومي العربي بجانب رفيق الأستاذ خالد السفياني والدكتور المرحوم مولاي احمد العراقي . كان من اشد المدافعين عن تعزيز الوحدةِ المغاربية والعربية كطريقٍ أساسِ لأيِّ تقدمٍ واستقرارٍ وتحقيقِ السِّلمِ في المنطقة المغاربية والعربية ومواجهة كل مخططات التقسيم والتفتيت وضد خلق دويلات قزمية كمخطط استعماري سواء في المغرب او السودان او العراق او ليبيا كما حمل راية الدفاع عن القضية الفلسطينية ورفضه لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني وداعما للمقاومة الفلسطينية الباسلة من اجل التحرير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف حيث كانت فلسطينُ بَوصَلتَه الثابتة وكم كان صديقا للقيادة الفلسطينية يهتم بعلاج اسرهم بالمغرب وقاد حملات الدعم المادي لحركة فتح وحماس دون حسابات سياسية لان همه هو القضية الفلسطينية وتوجه الى بطائرة ادوية للعراق وكان له لقاء مع القائد الزعيم المرحوم صدام حسين
وفي هدا الاطار ساهم الى جانب رفيقه واخيه الأستاذ خالد السفياني في تأسيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ثم مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين التي كنت امثله فيها وكان الفقيد يتقدم كل المسيرات المليونية الشعبية المغربية التي نظمت من اجل القضية القومية
بوزوبع الانسان :
كان رحمه الله عفيفًا زاهدًا فلم يترك ثروة مادية؛ بل ترك ابناء صالحين و ما صنعه وساهم فيه من اجل وطنه ومن اجل كرامة الانسان المغربي وحقوق العمال والمرضى وفقراء الأمة بتواضع وإيمان قوي بقدسية وسمو النضال الديمقراطي الخلاق.
فحين كان البعض يحلم بالاستوزار او يَحلُمُ بتعديلِ أوضاعِه الماديةِ والبحثِ عن المزيدِ من المالِ والجاهِ كان عبد المجيد يقود سفينة الاصلاح السياسي في بلده من اجل تحقيق الحريةِ والعدالةِ والديمقراطيةِ والمساواةِ والكرامةِ الإنسانية.لدلك عرضت عليه تحمل مسؤولية حكومية على قطاع الصحة واعتدر تحت مبرر لم تنضج الشروط الديمقراطية المبتغاة بعد.
عبد المجيد بوزوبع الخلوق والمتفاني والمتواضع، والذي لم يغادر ميدان النضال في أصعب وأخطر المواقف واللحظات حتى رحيله، وكان ثورياً وشجاعاً في التعبير عن مواقفه الوطنية، وفي الدفاع عن العمال وفقراء الشعب والطلبة والمهمشين. وكان بجانب المرضى الفقراء والمرضى من المعتقلين السياسيين من كل الاتجاهات والمشارب السياسية. أفنى عمره في خدمة وطنه وجماهير شعبه فقد كان دوماً في طليعة المشاركين في كل الحركات النبيلة التي كانت تحمل هموم وآلام جماهير شعبنا، انتصاراً والتصاقاً بفقرائه ومهمشيه، وكان دوماً في طليعة المناضلين النقابيين وكان الأكثر شجاعة.
فبوفاته تكون الطبقة العاملة المغربية قد فقدة احد اعمدة نضالاتها الأوفياء فالمصاب ليس اسرته وحدها أو اصدقائه او حتى مرضاه فحسب؛ بل هو مصاب كل وطني ديمقراطي اشتراكي غيور وكل قومي وعربي ومسلم وكل من تهفو نفسه إلى النضال الديمقراطي من اجل كرامة الانسان
عبد المجيد الانسان رب الأسرة ونضال زوجته المرحومة رجاء بوزوبع بجانبه .
كان عبد المجيد الانسان قلبه يملأ الدنيا حباً وحناناً لزوجته وابنائه واسرته واصدقائه فتعلقت قلوب الجميع به، لذلك أصيب الجميع بفاجعة الفراق وما زالوا يعيشوا صدمة رحيله.
فتحية اكبار وإجلال لروحه الطاهرة وتحية اجلال وإكبار لروح زوجته المرحومة رجاء بوزوبع ، أم عثمان وعزيز ، رحمة الله عليها ورضوانه ، التي شاركته كل المحطات المهنية والنضالية النقابية والسياسية ولازمته في أشد الظروف قساوة في حله وترحاله و في فترات اعتقاله ، وفي هده الرحلةِ القاسيةِ والطويلةِ التي كانت تقودُ سفينتَها زوجته المناضلة الصبورةُ الهادئةُ المكافحةُ رجاء التي شكّلت معه نموذجاً للأخلاق والصبر والإخاء والاحسان ونكران الذات . فكانت بحق نموذج للمرأة المشرفة الصبورة المؤمنة . ننحني تقديراً واجلالا لكِفاحِها وصبرِها وإيمانِها بما يقوم بها الفقيد ورفاقِه وتقديرِها الكبيرِ لنضالاته والتزاماتِه ومهماتِه التي كانت تَفرضُ عليهِ السفرَ والتنقلَ اليومي من والى الرباط والدار البيضاء والى مختلف جهات الوطن والابتعادَ عن أبنائِه احينا اسابيع بل شهور او هو في السجن . كانت فيها ام عزيز وعثمان هي المسئولةَ والراعيةَ والمتحملةَ لقسوةَ الحياةِ وتحدياتِها، وهي تُجسِّدُ ملحمةً إنسانيةً تكشف كيف تمكَّن عبد المجيد ورجاء من صَقلِ وتربيةِ أبنائِهما عزيز وعثمان ، وتعميقِ روحِ التحدي والصمودِ ونكرانِ الذاتِ والتضحيةِ والتواضعِ والتمسُّكِ بالثوابتِ والمبادئِ الإنسانيةِ الحضاريةِ الراقيةِ .
لذلك ونحن نؤبن الدكتور بوزوبع نؤكد على ضرورة الاستمرار على نهجه وستظل قيم رفيقنا وقائدنا ومعلمنا وطبيبنا الدكتور عبد المجيد بوزوبع خالدة فينا ما حيينا، وستبقى في الذاكرة الحية مهما طال الزمن، وسيبقى حياً بيننا بخصاله ومناقبه ومسيرته الحافلة.
وفاء للفقيد «مؤسسة عبد المجيد بوزوبع للدراسات و الأبحاث النقابية والاجتماعية”
ونحنُ أيُّها الأعزاءُ نقفُ وَقْفةَ وفاءٍ لمناضلٍ كَرَّسَ حياتَه من أجلِ شعبِه وأمَّتِه، فإنَّ أفضلَ وَفاءٍ لَهُ أن نسيرَ على نَهْجِهِ. فوفاءً له وحفاظًا على إرثه ، لن نقف عند توثيقِ كل المراحلِ السياسيةِ المهمةِ وكتابتِها لتكونَ تراكُماً ضُرورياً للأجيالِ الشابَّةِ الصاعدة، لتُشَكِّلُ رافعةً معنويةً لهم لزيادةِ وَعيِهم وتعزيزِ مبادِئِهم وقناعاتِهم النضالية النقابية بل قررنا تأسيس مؤسسة عبد المجيد بوزوبع للدراسات و الأبحاث النقابية والاجتماعية، منفتحة على كل الطاقات الفكرية والمناضلة الوطنية والدولية وسنتقدم بطلب تسمية بعض الشوارع باسمه في حي الرياض كدال بالرباط وبالدار البيضاء وهي رسالة نتمنى أن تلتقطها السلطات المحلية والجماعات الترابية. انه سيظل بالنسبة لنا مدرسة نضالية و فكرية و علمية كبرى متكاملة الأبعاد والزوايا، وموسوعة سياسية ونقابية شاملة طبعت بصماتها المؤثرة في كل مكان، وتركت آثارها العميقة في حياة المغرب وتاريخه النضالي.
نعاهد رفيقنا الراحل بأننا سنواصل مسيرة المقاومة الاجتماعية التي رسمتها لنا عند تأسيسك للمنظمة الديمقراطية للشغل ونمضي على درب النضال السياسي والاجتماعي حتى تحقيق أهداف الشعب المغربي في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وفي الدفاع عن وحدتنا الترابية وقضايا امتنا وعللا راسها القضية الفلسطينية الى ان تتحقق إقامة دولة فلسطين على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس.
ونعم القدوة والمثل في أخلاقه وتفانيه وإنكار ذاته، وكان يعطي بلا حدود ويدافع باستماته عن مبادئه وقضايا وطنه وشعبه عن قضيته وشعبه حتى آخر يوم في حياته.
فكما يقال عندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في ربوع العالمين. عندما يرحل العظماء تنفطر لذهابهم القلوب، لكونهم حماة الأمة وركنها الركين، وصمام أمن قيمها ومبادئها التي ترتفع بها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى في حياة البشرية.
– نحن نعاهدك أن نكمل المشوار والرسالة فنم قرير العين.
– تحية إجلال وإكبار ووفاء لروح الفقيد العزيز عبد المجيد بوزوبع .
وشكراً لكم على جميلِ الإنصاتِ … والسلامُ عليكُم.
ذ. علي لطفي : الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل
Secrétaire général de l’odt /Maroc
21, Av Jazeerat Al-Arab, Bab Al-Ahad, Rabat, CP 10000, Morocco
Tel: + 212 (0) 37 20 15 01 / Fax: + 212 (0) 37 70 17 44
GSM: +212 (0) 06 61 08 17 60
Email: odt.maroc@gmail.com
Site web : www.odtmaroc.com