بقلم أبو زيد المقرئ الإدريسي
كلما تم اسفزازنا بطريقة مدروسة وموقوتة، صارت ممنهجة، كلما وقعنا في الفخ، وكان رد فعلنا في صالح العدو الحاقد …
أليس بطريقتنا العاطفية المندفعة، أشهرنا سلمان رشدي وتسليمة نسرين ونصر حامد أبوزيد وفان كوغ، وأنقذنا شارلي إيبدو من الإفلاس ؟
ولا مرة كنا المبادرين بالفعل، وإنما هي ردود أفعال عشوائية، نحرك فيها مثل الآلة ، بتهييج إعلامي صليبي صهيوني مخطط له بإحكام ومكر .
لقد وعى مسلمو هولندة الدرس واتخذوا قرارا جماعيا بعد تكرار الإستفزازات ومقتل فان كوغ، بعدم التفاعل مع الإهانات، فأسقط في يد المتآمرين، وتوقفت المهزلة ….
ألا نعتبر بالحملة التي نظمت في السبعينات ضد فيلم الرسالة لمصطفى العقاد، وكان وقودها مسلمو الغرب بسبب العاطفية والجهل، تم تبين أن وراء هذه الحملة الكنيسة والصهاينة، كما حكى لي تفاصيلها مصطفى العقاد بنفسه، في جلسة دامت ساعات ؟
ألا نعتبر بحركة التهييج ضد المولى عبد العزيز ملك المغرب، فجر القرن 20، والتي حركتها فرنسا لإضعاف المغرب واحتلاله، لأنه منع الحج خوف وباء الكوليرا، وتم نعته والعلماء المفتين بالعملاء والكفار ؟
وابحثوا عن وائل غنيم، ودوره في ثورة 25 يناير وأين كان ( الإمارات) وأين هو الآن ( أمريكا) ؟
لا أقدم اقتراحات جاهزة، ولا أشكك في صدق العواطف ولا في الحق في الرد، هي فقط دعوة للتفكير خارج الصندوق : شيئا من التروي، وشيئا من الإعتبار بالتاريخ القريب ….
وإلا لو كنا فعلا لا نحرك مثل الدمى، ونعامل مثل فئران التجربة، لماذا نغضب لإهانة رمزية لا تصل إلى رسول الله بشيء، ولا تزيده عند ربه إلا قدرا وأجرا، ولا نتحرك ( لإخوانه) كما سماهم بنفسه (ص)، الذين يذبحون ويحرقون ويقتلون ويشردون ويحاصرون ويجوعون في جامو وكشمير والهند والصين والشيشان وأفغانستان وغزة وغيرها ؟ هل سنثبت بهدوء وطول نفس وإحكام أمر، على مقاطعة البضائع الفرنسية، حتى يتوجع القرد ماكرون ؟ أم سنغعل مثل ما رأيته بعيني في بيروت : حناجر تهدر في مظاهرات بشعار “أمريكا عدوة الشعوب، مع تلويح بايد تحمل السيجارة الشقراء” !
مجرد رأي خام، لكني أتحمل مسؤوليته كاملة، وأوجه الكلام لنفسي قبل أن أوجهه إليكم، فأنا جزء أصيل من العطب : مؤلف كتاب القرآن والعقل، وفي الوقت نفسه أكثركم اندفاعا وعاطفية !!! لكن حسبنا أن الصدق والتجرد يعين على مراجعة النفس .
إقتراح :
ماذا لو واجه مسلمو فرنسا كل حملة لإهانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بحملة قوية لتعظيم المسيح ؟؟ قسما ليحدثن ذلك شرخا داخل روح وعقل ووجدان كل فرنسي، أشد من وقع قنبلة ذرية ! والنبأ اليقين عند مريم التي أسلمت وهي في الأسر عند المجاهدين بدولة مالي !!!!؟؟؟؟