كتب محمد حركات أستاذ الاقتصاد في جامعة محمد الخامس الخطابة في الأرض الموعودة لبراك اوباما حول شدو الخطابة بأحوال وهيبة مجتمع الصحافة
قرأت بعضا من الجزء الأول من كتاب “الارض الموعودة” للرئيس الديمقراطي السابق للولايات المتحدة الامريكية وهو المعروف عنه بلاغة الاسلوب وحسن الخطابة ولباقة الحديث فاستوقفني القسم الثاني من الكتاب تحت عنوان “نستطيع” we can لاسيما الباب الخامس منه والذي يشكل مدى هيبة وأهمية مجتمع الصحافة والرأي العام في الولايات المتحدة في متابعة وتقييم جمال اسلوب خطابة المسؤولين السياسيين والحكوميين وإبراز مدى سعة افقهم وثقافتهم ولباقتهم وحسن لغتهم و دقة جملهم.
حيث يروي عن حرص مستشاريه الاعلاميون أثناء انطلاق حملته الانتخابية عن مدى خشيتهم من ارتكابه للخطأ الفادح الذي تستخدمه الصحافة الأمريكية لوصف أي تعبير أخرق قد ينطق به المرشح والذي من المرجح ان يكشف عنده الجهل، التقلب، التفكير الخشن ،عدم الحساسية، الميكيافيلية ، الفضاضة ، الخداع ، النفاق أو أي جملة تعتبر ببساطة بعيدة كل البعد عن الجملة الصحيحة.
وهدف هؤلاء المستشارين المختارين بعناية فائقة هو تفادي جعل المرشح المذكور عرضة للهجوم من طرف الصحافة والرأي العام . مؤكدا على أن “معظم البشر يرتكبون يوميا ما بين 5 الى عشرة أخطاء فادحة في المتوسط وكل منا يفعل ذلك لا يمكن إلا أن يعتمد على حسن تجاوز و تسامح وإحسان عائلته وزملائه وأصدقائه لسد الثغرات المرتكبة اثناء الحديث”.
ويروي الرئيس أنه رغم حرصه الشديد على اختيار كلماته سرعان ما كشفت مشكلة اخرى خلال الحملة الانتخابية وهي تعبيره عن نفسه كثيرًا وكان ذلك مصدر قلق حقيقي . و يمضي قائلا انه كان عندما يسأل يميل إلى إعطاء إجابات ملتوية وحكيمة ويعمل على تقسيم كل سؤال الى أجزاء والأجزاء الى فروع . وإذا كانت هناك طريقتان للنظر في السؤال يقترح غالبا اربعة.
الرباط، في 5 ديسمبر 2020