ثقافة وفنون ومؤلفات

إدريس بلعطار والوعي اللفظي

بقلم الناقد الأستاذ حميد بركي

حقيقة اللفظ وعيك به وليس ما تسمعه إذ إن النطق منطق القول بيان الكلمة واللفظ قد يكون صوتا دون معنى وقد يكون كلاما أو كلما غير أنه أحد الشروط الأربعة ليكون كلاما حسب ما ذكره الأجروم في مدخل كتابه الأجر مية ” الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع” ولا يدخل في أربعة مما عرف اهل اللغة على ان الكلام كل ما يؤدي إلى معنى من إشارة أو إيجاء أو جملة، وعند الفكمزيين هو كلام بمعناه لفظ بايقاعه والنطق به، وعليه تبقى صلة الوعي بالكلمة صلة مفهوم وعلاقتهما المتزامنة مع ظريفة الكلام والوعي بمعناه
وعندما يتساوى اللفظ مع ما يتضمنه من محتوى يكون الوعي بمثابة حدس المتلقي بناء على حسية الملقي كمبدع على مستوى ظاهري عبر اشكالية بيئته التي تلزمه مفهوم ما يتلقاه من الخارج مما يجعله ضمن نفسية داخلية بين ما هو إيجابي وبين ما هو سلبي، كل حسب ما عليه المتكلم من وعي مشترك بينه وبين الآخر، أو منفرد به دون غيره فيغلب على النص الغموض، وهي قدرات شعرية وما يحييها من شاعرية تلهم الشاعر حسية الألم أو الشعور بالفرح، وعليه يتبين لنا ما مدى علاقة اللغة بالوعي مقارنة المعرفة التي هي أساس فكرة ما والمؤدية كخطوة إلى العلم بالذات كاتصال عمق الدماغ بناء على بيولوجية الوعي الذهني
وأنت تقرأ زجلية الزجال إدريس بلعطار

ايه/لواه

في نص الطريق
والليل جلال مدلي
قال لي راسي :سير
قال لي :ولي

(سيييييييييييييييييييير/ولي)
خفت نمشي طريقي تطوال
وبالعيا يتخبلوا نعالي
نخفت نولي
نبقى متلي

(سييييييييييييييييييير/ولي
خفت نمشي يلبسني المحال
وباللياس يبركوا جمالي
خفت نولي
يتلى حملي

–”””’—–“”””””——
قالوا ناسي :أيه
قالوا:لواه
(أيه /لواه)
قالوا :راه راه
والهم جلاه
قالوا الشن …والطن طموها
تدارت بالليد السنان يفكوها
خفت السنان
علاش انا عوال
تكون من الجدر محشوشة
خفت الميزان
اللي يعبر خطواتي
تكون صروفو مغشوشة
خفت من راسي
خفت من ناسي
من احساسي
من وسواسي
خفت اكثر من عيطة
قالت لي :ولي
..
تجد تلك الشطحات التي تميز بها، غير اننا نكتفي بكلمات لفظت على مستوى خاص، وإنه
عندما نتكلم عن الوعي اللفظي نذكره كآلة من آليات التشوير مثل ما جاء في نصه من لازمات تشويرية نحو.
” ايه / لواه “
كعنوان دال على مضمون النص عبارة على موروث ذهني حيث الإشارة إلى محلية اللهجة والعمق الدلالي لها إذ لا يمكنك ادراك اللفظ إلا إذا علمته من اهله، إذ يراد بها التعجب والامتناع، ثم في المدخل الثاني يقول” سيييييير / ولي”
ثم يأتي عودة بنا إلى ما سبق ذكره” قالوا ناسي” ايه
قالوا ” لواه”
ثم اللفظة الاسطورة التي قورنت بحكاية احديدان الحرامي وهي حكاية ثراتية لفظة ” راه”
قالوا ” راه راه والهم جلاه ” وكانت تقال في الحكاية ” راه راه والغوث وراه” اذن هذه الإشارة إلى رمزية اللفظة تلخص ما يمكن تلخيصه بناء على توظيف اللفظة الأسطورة، ويختم النص بقوله ” خفت أكثر من عيطة
قالت لي ولي”
إنه خاف من المحبطين الذين ساهموا في تفشي العجز
وعليه قضي الأمر وتم الاتفاق على أن اللفظ الاسطوري يحتاج منك وعيا باللفظة إلى أن يتبين المعنى ويفهم القصد من التأليف ومعنى مضمون النص.

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى